للمرة الثالثة، اهتزت بيروت من شدة الغارات التي تعرضت لها، مساء أمس الخميس، فقد استهدفت غارة إسرائيلية، مبنى سكنيا في محيط منطقة رأس النبع – النويري، فضلا عن استهداف حي البسطا الشعبي. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهدف كان القيادي في “حزب الله” وفيق صفا، الذي يوصف بأنه “شخصية غامضة ومحورية”.
ويبدو أن إسرائيل لن تتراجع عن تحقيق أهدافها المتمثل بتدمير بنية “حزب الله” وتصفية قياداته. وكانت هذه الغارات هي الثالثة من نوعها على بيروت منذ بدء التصعيد العسكري بين إسرائيل و”حزب الله” في 23 أيلول/سبتمبر الفائت.
وبحسب ما نقلته “رويترز” عن ثلاثة مصادر أمنية، فإن القيادي البارز في “حزب الله” وفيق صفا كان هدف الضربة الإسرائيلية، لكنهم أشاروا إلى أنه نجا من محاولة الاغتيال هذه. لكن، مَن هو وفيق صفا؟
الهدف هو وفيق صفا
وفيق صفا هو مسؤول التنسيق والارتباط في “حزب الله” في لبنان، انضم إلى الحزب عام 1984 وعين رئيسا للجنة الأمنية عام 1987.
ويعتبر وفيق صفا من الشخصيات الغامضة التي أثارت الجدل بسبب دوره المهم في “حزب الله” على المستويين الأمني والسياسي، وفق قناة “العربية“.
إلى جانب أن وفيق صفا يعتبر من الشخصيات المحورية في إدارة العلاقات السياسية والخارجية والأمنية للحزب، وكان له دور كبير في العديد من المفاوضات، سواء على الصعيد الداخلي اللبناني أو الإقليمي، بما في ذلك عمليات تبادل الأسرى بين “حزب الله” وإسرائيل في العام 2006.
ووفيق صفا شارك في العام 2000، في لجنة مفاوضات أسسها في أثناء اختطاف 3 جنود إسرائيليين، ممن أعيدت جثثهم في 2004 إلى إسرائيل بصفقة تبادل، بحسب تقرير لصحيفة “التلغراف”.
كما شارك بمفاوضات إعادة جنديي احتياط، خطفهما الحزب قبيل حرب لبنان الثانية في تموز 2006، وفي يوم إطلاق سراحهما في 16 تموز/يوليو 2008، رفض بشدة تقديم معلومات عنهما، ثم اتضح أنه أخفى مقتلهما، فتمت إعادتهما كجثتين يومها.
تهريب المخدرات والأسلحة
وفيق صفا مُتّهم بعرقلة التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت في العام 2020 عبر تهديده المحقق العدلي القاضي البيطار، وفق قناة “العربية”.
وخلال سلسلة تفجيرات أجهزة “البيجر” في السابع عشر من الشهر الماضي، اُصيب اثنان من أبنائه بحسب المعلومات.
وبحسب موقع الخزانة الأميركية، فإن وفيق صفا “يستغل الموانئ والمعابر الحدودية اللبنانية لتسهيل سفر عناصر من الحزب”، فضلا عن أنه مسؤولا عن عمليات تهريب شحنات من المخدرات والأسلحة.
يشار إلى أن وفيق صفا، بحسب المعلومات المنشورة عنه مولود في 1960 في بلدة “زبدين” المجاورة لمدينة النبطية، جنوبي لبناني.
الثالث من نوعه
هزت انفجارات قوية مباني بيروت، مساء الخميس، إذ استهدفت غارات إسرائيلية قلب العاصمة اللبنانية، ما أدى إلى أضرار جسيمة.
وشملت الضربات الأحياء السكنية المكتظة، ما أدى إلى مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وصرح مصدر أمني لبناني لشبكة “سي إن إن”، بأن مبنى سكنيا بأكمله قد سوي بالأرض في غارة إسرائيلية مميتة على وسط بيروت، الخميس.
واستهدفت ضربات، الخميس، أجزاء من وسط بيروت بعيدة عن معقل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية للمدينة. وفي حي البسطا الفوقا (الشعبي)، تعرض مبنى متعدد الطوابق مكتظ بالسكان والنازحين للقصف، بحسب شهود ومصدر أمني لبناني.
فيما ضربت غارة إسرائيلية أخرى، الخميس، الطابق الثالث من مبنى في حي النويري ببيروت.
وفي حي البسطا الشعبي، انهار مبنيان بالكامل جراء الغارات، بينما كانت فرق الإنقاذ تعمل جاهدة لانتشال الجرحى من تحت الأنقاض. وفي حي النويري القريب، تعرضت بناية جديدة لأضرار بالغة، حيث عملت فرق الإطفاء على إخماد الحرائق وإخلاء السكان، وفق وسائل الإعلام.
وتركزت الضربات في منطقة النويري بين برج أبي حيدر والبسطا الفوقا في بيروت، ما أدى إلى انهيار مبنى بالكامل جراء الغارة الإسرائيلية على منطقة النويري، وهي منطقة لم تتعرض للقصف من قبل.
وقال شهود من “رويترز” إن عمودا من الدخان الكثيف شوهد وهو يتصاعد من وسط بيروت بعد سماع صوت صواريخ فوق المدينة.
وفي ضوء ذلك، أعلن “حزب الله” أنه سيلغي مؤتمرا صحافيا كان مقررا، اليوم الجمعة، “في ضوء التطورات الحالية”.
- جولات عراقجي لدول المنطقة.. لململة طهران خسائرها وبحث عن أفق سياسي للحل
- الأعنف منذ أزيد من شهرين.. تصعيد روسي شمال غربي سوريا
- عقوبات أوروبية على إيران.. ماذا تستهدف؟
- “لدي عداوات”.. إلهام شاهين ترد على منتقدي تصريحاتها حول الصلاة وتقسيم فلسطين
- “استعداداً للمعركة”.. مناورات عسكرية صينية واسعة حول تايوان
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.