بعد أزيد من ستة أعوام على استقرار الجنوب السوري وتوقف المعارك فيه، عادت الهواجس لدى سكان محافظة درعا والقنيطرة من حدوث تصعيد عسكري في المنطقة، في ظل حدوث مناوشات بين الميليشيات التي تتبع لإيران في المنطقة والجيش الإسرائيلي.

هذه الهواجس ظهرت بعد التصعيد الإسرائيلي على لبنان، إذ يخشى سكان المحافظتين من المصير ذاته، خاصة القنيطرة وريف درعا الغربي، حيث تنشط مجموعات موالية لـ “حزب الله” اللبناني.  

توتر بين الأهالي

مما يزيد تلك المخاوف، هو وجود عناصر أجنبية، وفق حسين وهو من درعا، لا تفكر بمصير المنطقة في حال حدوث أي تصعيد على جبهة الجولان السوري، حيث يتلقون أوامرهم من قيادات “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني.

سكان حي المزة بدمشق يتفقدون المنطقة المتضررة بسبب قصف إسرائيلي - رويترز
سكان حي المزة بدمشق يتفقدون المنطقة المتضررة بسبب قصف إسرائيلي – رويترز

وأضاف حسين، الذي يعيش في مدينة الحارة بريف درعا الغربي، في حديث لـ “الحل نت”، أن هناك توتر واضح بين أهالي المنطقة، لكن ليس لديهم حلول، بينما يأمل أن لا يضطرون للنزوح من منازلهم، إذا حدث أي تصعيد.

يعمل حسين، الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل، في الأراضي الزراعية، حيث يتنقل بكثرة بين قرى ومدن ريف درعا، بينما يتردد في بعض الأحيان إلى القنيطرة، إذ قال إنه بات “يختصر من عمله في الفترة الماضية خوفا من استهدافه، رغم أنه مدني ولا علاقة له بأي جهة”.

هذا التوتر أصبح ملحوظا في المناطق القريبة من الجولان السوري، بعدما بدأت إسرائيل بالتوغل في الأراضي السورية قبل نحو شهر، لحفر أنفاق وخنادق، على طول الشريط الحدودي، حيث تستمر الأعمال الإسرائيلية على مرأى من أهالي المنطقة.

طائرتين مسيرتين

مساء أمس الخميس، أطلقت قوات تابعة لـ “حزب الله” اللبناني طائرتين مسيرتين انتحاريتين من مواقعها في ريف القنيطرة، جنوب غرب سوريا، باتجاه منطقة الجولان السوري.

جنود إسرائيليون في هضبة الجولان السوري أ ف ب
جنود إسرائيليون في هضبة الجولان السوري – أ ف ب

إذ قالت شبكة “تجمع أحرار حوران” المحلية، إن الطائرتين انطلقتا من مواقع عسكرية يتمركز فيها عناصر لـ “حزب الله” في المنطقة، بينما نشر فيديو مصور عبر “فيس بوك” يظهر لحظة إسقاط إحدى الطائرتين من قبل الجيش الإسرائيلي في الأراضي الزراعية بمحيط بلدة قصيبة بريف القنيطرة الجنوبي، بينما أشارت الشبكة إلى أن الطائرة الثانية تمكنت من اجتياز تل الفرس.

شبكة “صوت العاصمة” المحلية، ذكرت أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تمكنت من إسقاط إحدى الطائرات المسيرة في أجواء الجولان، في حين لم تعلن إسرائيل عن أي أضرار أو إصابات جراء الحادثة.

تحذير إسرائيلي

في ظل ذلك، أنذرت إسرائيل فصائل محلية تابعة لإيران في قرية حضر بريف القنيطرة، باستهدافها إذا لم ينهوا تعاونهم مع “حزب الله” اللبناني، ويغادروا المنطقة بشكل كامل.

قوة عسكرية إسرائيلية على حدود القنيطرة - انترنت
قوة عسكرية إسرائيلية على حدود القنيطرة – انترنت

وقالت شبكات محلية، إن هذا التهديد جاء في ظل استمرار عمل الجرافات الإسرائيلية لإنشاء طريق ترابي داخل الأراضي السورية قرب قرية حضر، بينما تتزايد الضغوط الإسرائيلية على الفصائل المدعومة من إيران في القنيطرة.

لكن وسط تلك المخاوف، حذّر المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، من أن توسّع العملية العسكرية الإسرائيلية إلى سوريا سيكون له “عواقب كارثية” على الشرق الأوسط.

بيسكوف أشار إلى أن موسكو “لا تودّ حتى التفكير بتوسيع جغرافي إضافي للعمليات العسكرية”، مؤكداً أن “عواقب ذلك ستكون كارثية على المنطقة”.

وردّاً على سؤال حول ردّ فعل روسيا المحتمل على عملية إسرائيلية برّية في سوريا، قال المسؤول الروسي إنه “من غير المناسب التّكهن بأي ردود افتراضية”.

إذاً، لا يبدو أن إسرائيل تنوي شن عملية عسكرية في سوريا، إذ لا يقع ذلك ضمن مخططاتها، لكن هذا يبقى رهن التطورات في المنطقة، التي تقع على صفيح ساخن، بينما تتواجد ميليشيات لـ “حزب الله” في وإيران في سوريا، ربما تتلقى أوامر بالتصعيد في أي وقت، إذا شعر “الحزب” أنه لم يبق أمامه سوى هذه الورقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات