وسط مخاوف تايوان المستمرة من غزو صيني محتمل لها، قالت إن مجموعة حاملة طائرات صينية أبحرت جنوب البلاد، يوم أمس الأحد، فيما نشر الجيش الصيني مقطع فيديو قال فيه إنه “مستعد للمعركة”.

وأعلنت تايوان حالة “تأهب قصوى” عقب مناورات عسكرية صينية جنوب الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، وأكد الجيش التايواني أنه “مستعد للرد إذا لزم الأمر” على نشر بكين سفنا حربية وطائرات مقاتلة ووصفتها بأنها “تحذيرا صارم” لـ”الأعمال الانفصالية لقوات استقلال تايوان”.

مناورات صينية حول تايوان

نحو ذلك، قالت وزارة الدفاع التايوانية، أمس الأحد، إنها رصدت حاملة طائرات صينية جنوب البلاد، وهو ما يعيد مجددا التواترات إلى الواجهة بين الصين وتايوان. 

ورغم أن التوترات بين بكين وتايبيه تستمر من وقت لآخر، إلا أن بعض الأحداث تثير مخاوف من انزلاق الجانبين نحو الخيار العسكري الذي ظل مطروحا على الطاولة منذ فترة طويلة.

ونوّهت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إلى أن “حاملة الطائرات الصينية لياونينغ دخلت المياه القريبة من قناة باشي وربما تتجه إلى غرب المحيط الهادئ”، حسبما نقلت “فرانس 24“.

وأردف الوزارة التايوانية أن القوات المسلحة تراقب التطورات عن كثب و”تتوخى الحذر والرد المناسبين”، دون الخوض في تفاصيل.

وتعهد الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، اليوم الاثنين “بحماية” الجزيرة الديمقراطية، حيث أجرت الصين تدريبات عسكرية واسعة النطاق.

وقال لاي في منشور على منصة “فيسبوك”: “في مواجهة التهديدات الخارجية، أود أن أطمئن مواطنيّ بأن الحكومة ستواصل الدفاع عن النظام الدستوري الديمقراطي والحر، وحماية تايوان الديمقراطية، وحماية الأمن الوطني”.

بكين.. “مستعدون للمعركة”

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الصينية صباح اليوم الاثنين أن الهدف من المناورات التي أطلق عليها اسم “السيف المشترك 2024 بـ” Joint Sword-2024B هو “اختبار القدرات العملياتية المشتركة” للقوات.

وقالت قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني، اليوم الاثنين، “مع اقتراب السفن والطائرات من جزيرة تايوان من مختلف الاتجاهات”.

وبحسب بيان صادر عن القيادة الشرقية للجيش الصيني، ركزت التدريبات على “دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي، وحصار الموانئ والمناطق الرئيسية، والهجوم على الأهداف البحرية والبرية وبسط السيطرة الشاملة على ساحة المعركة”، وفق ما نقلته “رويترز“.

ولم يذكر بيان القيادة الشرقية للجيش الصيني ما إذا كانت التدريبات تشتمل على تدريبات بالذخيرة الحية، وحتى الآن، لم تطلق الصين أي صواريخ. وشملت التدريبات السابقة في عام 2022 إطلاق الصواريخ.

وقبل هذه التدريبات، نشرت القيادة الشرقية للمسرح مقطع فيديو دعائيا بعنوان “مستعدون للمعركة” عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن عربية”.

ويظهر في الفيديو، طائرات مقاتلة وسفنا حربية وسفنا هجومية برمائية في الجو وفي البحر، وقاذفات صواريخ متنقلة يتم تحريكها إلى مكانها. وقال النص المرفق بالفيديو: “مستعدون للمعركة في جميع الأوقات ويمكننا القتال في أي وقت”. كما ظهرت في الفيديو خريطة صغيرة لتايوان داخل أحد حروف الأبجدية الصينية.

وبين الساعة 5 فجرا، و8 صباحا بالتوقيت المحلي، الاثنين، رصدت وزارة الدفاع التايوانية 25 طائرة صينية، بما في ذلك 16 طائرة عبرت خط المنتصف، وهي نقطة ترسيم غير رسمية في مضيق تايوان لا تعترف بها بكين، ولكن كانت تحترمها إلى حد كبير حتى السنوات الأخيرة.

كما تم رصد ما مجموعه 11 سفينة حربية صينية، بالإضافة إلى سفن خفر السواحل الإضافية بالقرب من مضيق تايوان، بحسب تقارير لوسائل الإعلام المحلية.

ردا على خطاب الرئيس التايواني

هذا وقالت وزارة التجارة الصينية، يوم السبت الفائت إن الصين تدرس اتخاذ المزيد من الإجراءات التجارية ضد تايوان وذلك بعد يومين من إدانة بكين لخطاب ألقاه الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، وفق ما نقلته “رويترز”.

دعت الخارجية الأميركية “جمهورية الصين الشعبية إلى التصرف بضبط النفس وتجنب أي إجراءات أخرى قد تقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع”.

وقالت الوزارة الصينية في بيان على موقعها الإلكتروني إن الحزب الديمقراطي التقدمي، الحزب الحاكم في تايوان، لم يتخذ أي إجراءات عملية لرفع “القيود التجارية” المفروضة على الصين.

وأضافت أن “الإدارات المعنية (في الحكومة الصينية) تدرس حاليا اتخاذ تدابير إضافية بناء على استنتاجات التحقيق في الحواجز التجارية من تايوان” ضد الصين.

وتنظر الصين، إلى تايوان التي تحكمها الديمقراطية باعتبارها إقليما تابعا لها، وتكره لاي وتصفه بأنه “انفصالي”. فيما يرفض لاي وحكومته مزاعم بكين بالسيادة، ويقولان إن شعب تايوان وحده هو القادر على تقرير مستقبله.

وفي كلمته الرئيسية بمناسبة اليوم الوطني يوم الخميس الفائت، قال لاي إن جمهورية الصين الشعبية ليس لها الحق في تمثيل تايوان، لكن الجزيرة مستعدة للعمل مع بكين لمكافحة التحديات مثل تغير المناخ، مستخدما لهجة حازمة وتصالحية، مما أثار غضب الصين.

وقد ينذر الإعلان الصادر عن وزارة التجارة الصينية يوم السبت بفرض رسوم جمركية أو أشكال أخرى من الضغوط الاقتصادية على الجزيرة في المستقبل القريب، طبقا لـ”رويترز”.

وفي مايو/أيار، أعادت الصين فرض الرسوم الجمركية على 134 سلعة تستوردها من تايوان، بعد أن قالت وزارة المالية في بكين إنها ستعلق التنازلات بشأن هذه السلع بموجب اتفاق تجاري لأن تايوان لم ترد بالمثل.

تنظر الصين، إلى تايوان التي تحكمها الديمقراطية باعتبارها إقليما تابعا لها- “وكالات”

وتم توقيع اتفاقية إطار التعاون الاقتصادي عبر المضيق بين الصين وتايوان في البداية في عام 2010، وكان مسؤولون تايوانيون قد صرحوا لـ”رويترز” في وقت سابق بأن الصين من المرجح أن تضغط على لاي من خلال إنهاء بعض شروط التجارة التفضيلية ضمن الاتفاقية.

قلق أميركي

في ضوء ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن شعورها بقلق بالغ إزاء هذه المناورات العسكرية الصينية في مضيق تايوان وحول تايوان.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان أن “رد جمهورية الصين الشعبية بالاستفزازات العسكرية على خطاب سنوي روتيني أمر غير مبرر ويهدد بالتصعيد”.

ودعت الخارجية الأميركية عبر بيانها “جمهورية الصين الشعبية إلى التصرف بضبط النفس وتجنب أي إجراءات أخرى قد تقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع، وهو أمر ضروري للسلام والازدهار الإقليمي ومسألة تثير قلقا دوليا. ونحن نواصل مراقبة أنشطة جمهورية الصين الشعبية والتنسيق مع الحلفاء والشركاء فيما يتعلق بمخاوفنا المشتركة”، وفق ما نقلته “العربية“.

وأضافت: “تظل الولايات المتحدة ملتزمة بسياسة الصين الواحدة التي تتبناها منذ فترة طويلة، مسترشدة بقانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة الثلاثة، والضمانات الستة”.

وفي أواخر آب/أغسطس، زار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الصين في زيارة التقى خلالها بوزير الخارجية وانغ يي.

وكانت هذه أول زيارة يقوم بها مستشار أمن قومي أميركي إلى الصين منذ 8 أعوام، وهي أيضا أول زيارة يقوم بها سوليفان، فيما كانت آخر زيارة لسوزان رايس، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما قبل الانتخابات الأميركية في عام 2016، وفق “بلومبرغ”.

وجاءت الزيارة آنذاك بهدف تخفيف حدة التوتر بين القوتين العظميين قبل الانتخابات الأميركية المقررة إجراؤها في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة