يتصاعد التوتر في شمال شرقي سوريا، بين القوات الأميركية و”قوات سوريا الديمقراطية” من جهة، والجيش السوري وميليشيات تابعة لإيران من جهة أخرى، حيث تقع بين الحين والآخر مناوشات بين الطرفين.   

هذا التصعيد يثير القلق من تطور الأحداث على ضفتي نهر الفرات، بعد أسبوع من التصعيد، حيث تواصل القوات الأميركية استقدام تعزيزات إلى قواعدها.  

مساع لتغيير الخارطة 

خلال الأيام الأخيرة الماضية، شهدت المنطقة تصاعدا في الاستهداف بين الطرفين، وسط استنفارٍ واسع وتعزيزات عسكرية للقواعد الأميركية، بينما لم تتوقف الميليشيات الإيرانية عن استهداف القواعد الأميركية في المنطقة.

 

جندي أميركي مع سلاح ضمن عربة تابعة للقوات الامريكية في حي تل حجر بمدينة الحسكة، تموز يوليو 2023
جندي أميركي مع سلاح ضمن عربة تابعة للقوات الامريكية في حي تل حجر بمدينة الحسكة، تموز يوليو 2023 – انترنت

مناطق ريف دير الزور، شهدت صباح اليوم، تحرّكات عسكرية في ظل استمرار المواجهات بين القوات الأميركية من جهة، والميليشيات المدعومة من إيران من جهة أخرى، حيث انطلق رتل عسكري تابع لقوات التحالف الدولي من قاعدة “معمل كونيكو”، لمراقبة التطورات الميدانية في المنطقة، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. 

القاعدة الأميركية في “معمل كونيكو” للغاز بريف دير الزور، استهدفت أمس الثلاثاء، مواقع تمركز الجيش السوري والميليشيات الموالية لإيران فيما يعرف بـ “القرى السبعة” بريف دير الزور، بينما لم ترد معلومات حول وقوع خسائر بشرية.  

وجاء ذلك بعد أن شهدت القاعدة استنفارا كبيرا للقوات الأميركية، عقب محاولة الهجوم على القاعدة بطائرة مسيرة واحدة على الأقل أطلقتها المجموعات المدعومة من إيران من جهة مجهولة، حيث جرى إسقاطها قبل وصولها. 

في وقت متأخر مساء أمس الثلاثاء، أطلقت قوات التحالف الدولي المتمركزة في “قاعدة خراب الجير” بريف رميلان شمال الحسكة قنابل مضيئة، حيث تزامن ذلك مع تحليق مكثّف للطائرات المسيّرة في سماء المنطقة. 

جاء ذلك، بعد ساعات من تعرّض المطار لهجوم بالمسيرات، وهبوط طائرة شحن تحمل معدات وتعزيزات عسكرية في محيط القاعدة. 

بحسب “المرصد السوري“، استقدمت قوات التحالف الدولي، تعزيزات عسكرية ومواد لوجستية وطبية على متن طائرة شحن إلى قاعدتها في خراب الجير، بعد أن تعرّضت لهجوم بمسيرة انتحارية أطلقتها ميليشيات تابعة لإيران.  

تشديد أمني  

التوتر في المنطقة بدأت ملامحه، منذ أحداث انفجار آلاف أجهزة الاتصالات “البيجر” التي يحملها عناصر “حزب الله” اللبناني، لكن ارتفعت حدّته مع بدء التصعيد الإسرائيلي على لبنان، واستهداف تل أبيب قواعد لإيران و”الحزب” في سوريا.  

مقر لميليشيات إيران في دير الزور - انترنت
مقر لميليشيات إيران في دير الزور – انترنت

في ظل ذلك، فرض “الحرس الثوري” الإيراني، رقابة مشددة على عناصره المحليين، في مدينتي الميادين والبوكمال وريفهما شرق دير الزور، بينما أوقف الإجازات والمغادرات للعناصر حتى إشعار آخر، بذريعة حساسية الوضع الأمني، وفق “المرصد السوري“. 

التشديد الأمني، زاد بشكل كبير بعد التصعيد الإسرائيلي على الأراضي السورية وتصاعد حدّة التوتر بين الميليشيات الإيرانية وقوات التحالف الدولي، على ضفتي نهر الفرات، مما أدى إلى فرار بعض العناصر المحليين بصفوف الميليشيات، حيث جرى اعتقال بعضٍ منهم وزجّهم في السجون.  

إذاً، التصعيد الإسرائيلي على لبنان، خلق حالة من التوتر على الأراضي السورية، نتيجة الوجود الإيراني و”حزب الله” اللبناني، حيث باتت سوريا، ساحة خلفية وطريقا برّيا لمدّ “الحزب” بالعناصر والعتاد. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات