بعد مقتل زعيم حركة “حماس”، يحيى السنوار، في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أثارت صورة تظهر الأسلوب الذي حمل فيه جنود إسرائيليون لجثة السنوار، تفاعلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعيد نشر صفحة “إسرائيل بالعربية” التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية صورة لجنود إسرائيليين يحملون جثمان السنوار على أكتافهم، عبر تغريدة على منصة “إكس/تويتر”، تفاعل أحد المتابعين مع المنشور واقترح أن تقوم إسرائيل بتبادل جثمان السنوار مع الإسرائيليين المختطفين لدى “حماس”.
وفي سياق آخر ملفت، أن الطبيب الذي أشرف على تشريح جثة يحيى السنوار، قال إنه قُتل بـ”رصاصة في الرأس”. ووسط كل ذلك، ثمة تقارير تفيد بأن مصير جثمان زعيم “حماس” محاط بالغموض وعدم اليقين، ويقول خبراء إن إسرائيل ستحاول على الأرجح تجنب تحول مكان دفنه إلى “مزار”.
يحيى السنوار قتل برصاصة بالرأس!
نحو ذلك، قال الدكتور تشين كوغل، مدير المعهد الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي، الذي أشرف على تشريح جثة يحيى السنوار، إنه قُتل بـ”رصاصة في الرأس”، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز“.
وأردف كوغل في مقابلة مع الصحيفة الأميركية، الجمعة، أن “الشظايا، ربما من صاروخ صغير أو قذيفة دبابة، أصابت ذراع السنوار في وقت سابق، مما تسبب في نزيف كان يحاول إيقافه باستخدام سلك كهربائي كعاصبة”.
وأشار كوغل للصحيفة إلى أن استخدام زعيم “حماس” للسلك كعاصبة “لم ينجح، وقد تهشم ساعده”، لافتا إلى أن هناك تفاصيل غير واضحة في واقعة مقتل السنوار مثل “من أطلق الرصاصة ومتى وبأي سلاح”.
وأوضح كوغل أنه “تم تسليم الجثمان إلى الجيش الإسرائيلي. ولم يعرف مكان الاحتفاظ به”.
تبادل جثة السنوار مع الرهائن!
الصحيفة الأميركية نوّهت إلى أن إسرائيل غالبا ما تحتجز جثث الفلسطينيين، على أمل استخدامها في تبادل مستقبلي مع حركة “حماس”.
لكن في الوقت نفسه، أشار الخبراء إلى أنه من غير المرجح أن يلجأ المسؤولون الإسرائيليون إلى هذا الخيار. إذ سيتم دفن جثمانه في مكان يمكن أن يصبح “مزارا”، وفق “نيويورك تايمز”.
في حين لم يعلق الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق من الصحيفة.
فيما قال جون ب. ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لـ”نيويورك تايمز”: “ما أتخيله هو أنه سيكون هناك دفن سري في مكان غير معلن”، ضاربا المثل بابن لادن، العقل المدبر لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، والذي قُتل في عام 2011 على يد القوات الأميركية.
ودُفن بن لادن في البحر. ربما تم ذلك لتجنب إمكانية وجود ضريح، وفقا للصحيفة الأميركية. ورجح ألترمان أن موقع دفن السنوار سيكون على الأرجح في إسرائيل.
وبالعودة إلى صورة الجنود الإسرائيليين وهم يحملون جثمان السنوار، والتي نشرتها صفحة “إسرائيل بالعربية” قالت فيها: “صورة بألف كلمة هكذا تعاملت قوات جيش الدفاع مع جثة مدبر مجزرة السابع من أكتوبر يحيى السنوار على الرغم من أن إرهابيي حماس قاموا في ذلك اليوم المشؤوم باختطاف المدنيين، قتل، قطع أعضاء الجسم، حرق الأطفال والاغتصاب بل والتباهي بكل هذه الأعمال الشنيعة!.. الفرق بين الحضارة والهمجية”.
وأثارت الصورة تفاعلا واسعا على منصة “إكس/تويتر”، واقترح أحدهم أن تقوم إسرائيل بتبادل جثة يحيى السنوار مع الإسرائيليين المختطفين لدى حركة “حماس”.
ويذكر أن مراسل شبكة “سي إن إن“، ماثيو تشانس، علم من مصادر إسرائيلية أن جثمان السنوار يمكن أن يستخدم “كورقة مساومة” في مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بينما تدرس إسرائيل كيفية الضغط بسرعة على “حماس” في أعقاب مقتل السنوار.
وتقول مصادر إسرائيلية لشبكة “سي إن إن” إن إعادة جثمان السنوار من شأنه أن يحشد المؤيدين ويخاطر بتحويل قبره إلى مزار، في حين تكثف عائلات الرهائن الإسرائيليين في مختلف أنحاء إسرائيل ضغوطها لإبرام أي اتفاق لإعادة أحبائهم إلى ديارهم.
هذا وأعلنت إسرائيل يوم الخميس الفائت مقتل زعيم “حماس”، يحيى السنوار بأيدي عناصر قوة إسرائيلية في حي تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة.
وبعد ذلك، أعلنت “حماس” على لسان خليل الحيّة، نائب رئيس السنوار في إدارة قطاع غزة، نعي السنوار، الذي ألقى كلمة وقال فيها: “ننعى إليكم قائد معركة طوفان الأقصى يحيى السنوار”، مؤكدا أن “حماس ماضية حتى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس”، وأن “الأسرى لن يعودوا إلا بوقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي من غزة”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.