على الرغم من أن روسيا تسعى إلى تثبيت حضورها في سوريا، خاصة في محافظة دير الزور، في ظل التصعيد الإسرائيلي على لبنان وخشية جرِّ البلاد إلى الحرب، إلا أنها انسحبت من أحد مقراتها في مدينة الميادين، شرقي المحافظة.
هذا الانسحاب أعقبه مغادرة قياديي ميليشيات إيرانية لمنطقة المزارع، وهو ما يطرح تساؤلات حول هذه الخطوة والغرض منها، في هذا التوقيت، في حين مُنعت الميليشيات الإيرانية من دخول منطقة القرى السبع.
أبقت عناصر محليين
القوات الروسية، أخلت أحد مقراتها، قرب مبنى الأعلاف في مدينة الميادين، شرقي دير الزور، حيث بدأت بسحب معداتها العسكرية وعتادها وعناصرها من المقر، وفق ما ذكرت “شبكة دير الزور 24” المحلية.
لكن القوات الروسية، أبقت خلفها بعض النقاط الرئيسية التابعة لـ ميليشيا “لواء القدس” المدعوم من موسكو، وبداخلها عناصر محليين، قرب منطقة البلعوم. حيث يُرجّح أن الانسحاب يأتي للحفاظ على العناصر الروس، بعد مقتل ضابط ومترجم، قبل أيام.
على إثر ذلك، غادر قياديون من الميليشيات المدعومة من إيران منطقة المزارع، صباح اليوم الخميس، وفق الشبكة، حيث توجّهوا نحو مقرّاتهم القريبة من الحدود السورية العراقية، من دون معرفة الأسباب.
الخطوة الروسية الاستباقية، تأتي بعد كمينٍ أدى إلى مقتل ضابط ومترجم من القوات الروسية في جبل البشري، قبل أيام، بينما وصلت معلومات للقوات الروسية تفيد بأن الهجوم نفذته مجموعة لا علاقة لها بـ “داعش”، وفق ما ذكرت “شبكة الشرقية 24” المحلية. الأمر الذي يُلقي بأصابع الاتهام إلى ميليشيات إيران في المنطقة.
على إثر ذلك، شنّت الطائرات الحربية الروسية، الأربعاء، غارات جوية على عدة مواقع في جبل البشري وباديتي السخنة وكباجب في ﺑﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ، جنوب دير الزور، بعد الحادثة.
منع دخول القرى السبع
هذه الأحداث تأتي بعدما مُنعت الميليشيات الإيرانية من دخول منطقة القرى السبع وطردها أيضا من مدينة البوكمال، أمس الخميس، بعد التعدي على أحد وجهاء عشيرة الحسون.
ونصبت القوات الروسية حاجزاً عسكرياً على الجسر الحربي الرابط بين ما يُعرف بـ القرى السبع وغرب الفرات، حيث منعت دخول أي عنصر من الميليشيات الإيرانية أو تشكيلات عسكرية أخرى إلى القرى، باستثناء القوات الحكومية والقوات الروسية فقط.
القرى السبع في ريف دير الزور، هي: الصالحية، حطلة، خشام، مراط، طابية، مظلوم، الحسينية، إذ تقع جميعها تحت سيطرة الجيش السوري، وتضم عناصر محلية مرتبطة بالميليشيات الإيرانية.
الخطوة الروسية تهدف إلى فرض السيطرة العسكرية على هذه القرى، حيث لا يُسمح بالدخول أو الخروج إلا للقوات الروسية وعناصر الجيش السوري، في مسعى لتخفيف التصعيد العسكري في المنطقة.
وسيطر الجيش السوري على المنطقة مؤخرا، وأوعز لقواته بتقييد نشاطات الميليشيات الإيرانية، لمنع استهداف القواعد الأميركية في سوريا، تجنباً للحرب مع إسرائيل.
يأتي ذلك في ظل تطور الأحداث في مدينة البوكمال، على الحدود السورية العراقية، حيث جرت اشتباكات بين “الفوج 47” وعشيرة الحسون، بعد الاعتداء على أحد وجهاء العشيرة، بينما ذكرت صفحات محلية عبر “X“، أن الميليشيات الإيرانية، انسحبت نحو بادية البوكمال.
الواضح أن روسيا أرادت الانسحاب خوفا من تطورات في المنطقة، في ظل وجود حالة احتقان شعبي في دير الزور، ضد الميليشيات الإيرانية، والذي ظهر إلى السطح بعد حادثة البوكمال.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.