رغم المساع التركية، لم تصل أنقرة ودمشق إلى تفاهماتٍ حول إعادة العلاقات بين البلدين، التي بدأت إرهاصاتها في نهائية حزيران/يونيو الماضي، إلا أنّ رئيسي البلدين حاضران في “القمة العربية الإسلامية” في السعودية.  

يأتي ذلك في وقت تُصرّ فيه دمشق على شرطها بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، من خلال وضع جدول زمني لذلك، إلا أن أنقرة لم تحرّك ساكنا في هذا الاتجاه.  

الأسد وأردوغان في القمة

الرئيس السوري بشار الأسد، وصل اليوم الاثنين، إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في “القمة العربية الإسلامية”، إذ ذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا“، أن الأسد وصل إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض للمشاركة في القمة غير العادية التي تنعقد اليوم.

الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد يصل إلى السعودية للمشاركة في القمة العربية والإسلامية غير العادية – انترنت

كما توجّه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى السعودية للمشاركة في القمة أيضاً، وسط تساؤلات حول إمكانية عقد لقاء بين الأسد وأردوغان، على هامش القمة.  

في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، دعت السعودية لعقد “قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة” بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر، لبحث استمرار التصعيد الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، والتطورات الراهنة في المنطقة؛ وذلك امتداداً لـ “القمة العربية الإسلامية” الطارئة التي استضافتها الرياض في نفس التاريخ من العام الفائت بحضور رؤساء وقادة الدول العربية والإسلامية.

وشددت السعودية في بيان، على متابعتها لتطورات المنطقة، و “مواصلة العدوان الإسرائيلي الآثم على الأراضي الفلسطينية، واتساعه ليشمل لبنان، في محاولة للمساس بسيادته وسلامة أراضيه، وتداعياته الخطيرة على أمن الشرق الأوسط واستقراره”، مجددّة إدانتها واستنكارها لاستمرار الجرائم والانتهاكات تجاه الشعب الفلسطيني واللبنانيين. 

هل يلتقي الأسد وأردوغان؟

قبل عام من الآن، حضر الأسد وأردوغان “القمة العربية الإسلامية” في السعودية أيضا، لكن لم يكن هناك حديث عن إعادة العلاقات بين البلدين، لكن القمة هذا العام تأتي بعد تصريحات متبادلة حول التطبيع، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود.

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (يمين) والرئيس السوري بشار الأسدان في مؤتمر صحفيا بعد اجتماعهما في اسطنبول يوم 7 يونيو 2010. رويترز
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (يمين) والرئيس السوري بشار الأسدان في مؤتمر صحفيا بعد اجتماعهما في اسطنبول يوم 7 حزيران/يونيو 2010. رويترز

بالنسبة لـ دمشق، فإنها تعتبر الانسحاب التركي من الأراضي السورية ووضع جدول زمني لذلك، شرط أساسي للمُضي في إعادة العلاقات، إلا أن أنقرة لا ترغب بالحديث عن الانسحاب، ووضعت شروطا عدة، تدل على عدم رغبتها.  

وسبق وأن تواجد وفدا دمشق وأنقرة في اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية بالقاهرة في أيلول/سبتمبر الماضي، إلا أن وفد دمشق، الذي كان برئاسة وزير الخارجية آنذاك، فيصل المقداد، غادر القاعة مع بدء كلمة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان.  

في سياق ذلك، تبدأ اليوم الاثنين، جولة جديدة من اجتماعات “أستانا” حول سوريا، حيث تجتمع وفود روسيا وتركيا وإيران، ووفدي دمشق والمعارضة. إذ إن أولويات وفد الحكومة السورية، تتمثل بـ الضغط على تركيا عبر إيران وروسيا للحصول على جدول زمني للانسحاب من سوريا، بتاريخ محدد بالأشهر والسنوات.  

في حين أن وفد أنقرة ينوي طرح مقترح على الحكومة السورية، بخصوص الانسحاب التركي من سوريا، تشمل عدم الالتزام بتاريخ محدد، وربط الانسحاب بثلاث خطوات رئيسية: 

  • انتهاء مرحلة المفاوضات السياسية والمرحلة الانتقالية والوصول إلى حكومة وطنية وفق القرار الدولي 2254 وملحقاته. 
  • تزامُن خروج تركيا من سوريا مع خروج كافة الدول التي تعمل حاليًّا في سوريا، بما فيها إيران والولايات المتحدة وروسيا. 
  • قيام الحكومة الجديدة بعد الحل السياسي بضمان أمن الحدود المشتركة ومنع التهديدات على الأمن القومي التركي سواء تهديدات الإرهاب او الهجرة او الجريمة المنظمة. 

إذاً، الفجوة بين الأسد وأردوغان، تتسع يوماً بعد يوم، في ظل عدم تقريب وجهات النظر، وإصرار أنقرة على التطبيع من دون تقديم تنازلات أو وضع جدول زمني للانسحاب من الأراضي السورية، بينما ترغب دمشق بتحقيق مكاسب من هذا التطبيع، وهو ما يجعل فرص اللقاء بين رئيسي البلدين ضعيفة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات