لا تزال الأجواء في المنطقة مشحونة بالعديد من الضغوط والتوترات، ففي ظل تهديد إيران بالرد على الهجوم الإسرائيلي، ترددت أنباء عن استخدام إيران الأراضي العراقية والميلشيات العراقية لتنفيذ “عملية الرد”.
وفي هذا الصدد كشف تقرير عبري، اليوم الاثنين، أن إسرائيل أعدت خطة لاستهداف البنية التحتية واغتيال شخصيات وصفتها بـ”البارزة” في الفصائل العراقية، في حال سجل أي تصعيد من العراق.
ويعتبر ذلك تهديدا جديدا لتلك الفصائل المسلحة والميلشيات الموالية لطهران، والتي واصلت منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة تحركها بشكل مضبوط وخجول بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، وفق مصادر مطلعة صرحت لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
استهداف الفصائل العراقية
بحسب الصحيفة العبرية، فإن الخطة الإسرائيلية تقضي بضرب البنية التحتية والمنشآت التابعة لهذه الفصائل الموالية لإيران.
وستنتقل بعد ذلك إلى تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة الفصائل المسلحة، على غرار ما يحدث في سوريا، طبقا لصحيفة “معاريف”.
وجاءت هذه المعلومات فيما رجح مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون وأميركيون أن إيران ستصعد عمليات وكلائها في العراق ردا على التصعيد الإسرائيلي في لبنان وغزة، والتي أضعفت “حزب الله” وحركة “حماس” بشكل كبير
كما جاءت بعدما أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أقنع قادة الفصائل المسلحة بالعمل وفق خطة الحكومة لمواجهة شرارة الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
وأردف فؤاد حسين في تصريحات، الأسبوع الفائت، أن “قادة الفصائل ملتزمون بالاتفاق مع الحكومة وأنهم ليسوا بصدد خلق حالة قد تؤدي إلى الحرب على البلاد”. وشدد على أنهم أعطوا وعدا للسوداني بأنهم لن يتحركوا بطريقة تشعل حربا أو رد فعل قويا ضد البلاد.
زيادة هجمات الفصائل العراقية
بحسب بيانات “معهد واشنطن” لسياسة الشرق الأوسط، فقد حدثت زيادة كبيرة في عدد الهجمات بطائرات مسيّرة انطلقت من الأراضي العراقية، كما نشرتها صحيفة “التايمز” البريطانية.
وتستعد إسرائيل للتعامل مع التهديد الذي تشكله الفصائل العراقية، بعد الارتفاع الكبير في عدد الهجمات، من 6 هجمات فقط بطائرات مسيّرة في آب/ أغسطس، إلى 31 هجوما في أيلول/ سبتمبر، وما يصل إلى 90 هجوما في تشرين الأول/ أكتوبر، وفق صحيفة “معاريف”.
وقد تم بالفعل تسجيل أكثر من 65 عملية إطلاق للجيش الإسرائيلي والبحرية لاعتراض معظم التهديدات، وتعتبر الهجمات حاليا مصدر إزعاج عملياتي أكثر من كونها تهديدا استراتيجيا. وهذا اتجاه خطير قد يتصاعد. تقول الصحيفة العبرية.
ووفقا لمايكل نايتس، الباحث البارز في “معهد واشنطن”، فثمة مخاوف من أن إيران قامت بالفعل بتهريب صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق، مخبأة في ناقلات المياه أو النفط، بهدف استخدامها ردا على الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.
وبينما تحاول الحكومة العراقية منع التصعيد وترسل مبعوثين إلى طهران في محاولة لكبح جماح الميلشيات، ترسل إسرائيل رسائل واضحة – عبر القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية – بأنها لن تقبل بفتح جبهة أخرى.
وشدد المسؤولون الأمنيون على أنه على الرغم من أن نطاق الهجمات من العراق لا يزال أقل بكثير مقارنة بإطلاق النار من لبنان، إلا أن احتمال التصعيد سريع، طبقا للصحيفة العبرية.
هل يدخل العراق الحرب؟
في ضوء كل ذلك، ليس من المستبعد أن تتحرك طهران بكل ثقلها ومقدراتها نحو العمل على الحفاظ على ما تبقى من بنية “حزب الله” ومحاولة إدخاله إلى أفق لبنان المنظور بأي شكل من الأشكال، وبالتالي فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.
كما أن خط النار المتصل والممتد بين طهران وتل أبيب لن ينقطع، وكلا منهما يدرك ذلك سواء قامت طهران بالرد المباشر أو عبر ميلشياتها في المنطقة. كما أن كلا منهما يدقق جيدا في كل الخيارات قبل أيام من دخول الرئيس الجديد للبيت الأبيض.
وسواء في العراق أو لبنان أو اليمن أو سوريا، فإنهم يمثلون، في تقدير تل أبيب، كتلة صلبة واحدة ينبغي تقويضها وقطع كافة إمدادات التواصل اللوجستي معها. ويتسق ذلك مع نظرة حكومة بنيامين نتنياهو التي ترى أن الوضع الميداني والسياسي منذ السابع من أكتوبر العام 2023، يتطلب مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وتقويض ميلشيا ووكلاء “الولي الفقيه”، وهذا يدعو إلى الاهتمام بما سيكون عليه مسرح الأحداث القادم.
إذاً، وبحسب حديث سابق للسيد سميح المعايطة وزير الإعلام الأردني السابق لـ”الحل نت”، نحن أمام مواجهات تلخص مشاريع سياسية متصارعة ولكنها “بلون ورائحة الدم”. ويفسر الوزير سميح المعايطة ترجيح استخدام إيران للأراضي العراقية والميلشيات العراقية في تنفيذ “عملية الرد”، وذلك بغية تجنب الرد المباشر وكلفته في حال رد إسرائيلي مقابل.
وأشار وزير الإعلام الأردني السابق في حديثه إلى أنه “لا صلة بين توقيت هذه الضربة ومشهد الانتخابات في الولايات المتحدة”، مؤكدا أن العامل الرئيس والحاسم في هذا الأمر هو منسوب التفاهمات والمصالح بين إيران والقوى الغربية.
- سوريا: حملة “لباس المرأة الحرة” لمواجهة دعوات لـ”حجاب المرأة المسلمة”
- الشيباني يلتقي مسرور البارزاني ويدعوه لزيارة دمشق
- مصرف سوريا المركزي يجمد حسابات مرتبطة بنظام الأسد.. ضمنها إمبراطورية اقتصادية
- بـ”شرطين”.. إعفاء خطوط الإنتاج والآلات من الرسوم الجمركية
- “الإدارة الذاتية” تسمح للسوريين في مخيم “الهول” بالعودة إلى مناطقهم
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.