مرة أخرى، حاولت إسرائيل استهداف القيادي البارز في “حزب الله” طلال حمية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، معقل الحزب اللبناني المدعوم من إيران، لكن لم يتأكد بعد ما إذا كان قُتل أو نجا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن الغارة التي شنتها طائراته على منطقة البسطة وسط بيروت، فجر أول من أمس، استهدفت مركز قيادة لـ”حزب الله”.

وتداولت أنباء غداة الغارة الإسرائيلية على البسطة في قلب بيروت فجر السبت أن هدف الغارات هو طلال حمية، القيادي الكبير في “حزب الله”، فماذا نعرف عن القائد الغامض في الحزب، والملقب بـ”الشبح”.

الهدف كان طلال حمية

نحو ذلك، ردَّ الجيش على استفسارات “وكالة الصحافة الفرنسية” (أ ف ب) في بيان مقتضب جاء فيه: “قصف الجيش الإسرائيلي مركز قيادة لـ(حزب الله)”.

أفراد من الدفاع المدني وعمال الإنقاذ يعملون في موقع غارة إسرائيلية في حي البسطة ببيروت، وسط الأعمال العدائية المستمرة بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية، لبنان، 23 تشرين الثاني/نوفمبر “رويترز”

وكشف مصدر أمني لبناني للوكالة الفرنسية عن أن “قياديا كبيرا في حزب الله، جرى استهدافه في الغارة”، من دون أن يؤكد إن كان المستهدف قُتل أم لا.

هذا وتضاربت الأنباء حول هوية القيادي في “حزب الله” الذي استهدفته الغارة. ودارت الاحتمالات حول القياديين: طلال حمية، ومحمد حيدر، وهما اثنان من أبرز القادة العسكريين في الحزب.

وأسفرت تلك الغارة العنيفة عن مقتل 29 شخصا على الأقل، وإصابة 67 آخرين بجروح، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية.

مَن هو طلال حمية؟

يشغل طلال حمية، الملقب بـ”الشبح”، منصب قائد “الوحدة 910″ وهي وحدة العمليات والهجمات الخارجية لـ”حزب الله”.

وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن طلال حمية المعروف أيضا باسم “عصمت ميزاراني”، ويُكنّى بـ”أبي جعفر” نسبة إلى ابنه البكر، هو رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ”حزب الله” التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد قالت في الـ 21 أيلول/سبتمبر الفائت، إنه تم اختيار علي كركي وطلال حمية لقيادة عمليات “حزب الله” في المرحلة المقبلة.

وخلال عام 2017، عرض “برنامج المكافآت من أجل العدالة” الأميركي مكافأة مالية، تقدر بـ 7 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تسهم في القبض على طلال حمية، بحسب بيانها.

ووفق تقرير لموقع “اندبندنت عربية“، فقد عمل حمية جنبا إلى جنب مع المسؤول العسكري في “حزب الله” مصطفى بدر الدين، (اغتيل في 13 أيار/مايو 2016 بالقرب من مطار دمشق الدولي) وعماد مغنية (اغتيل بتفجير سيارته في دمشق في 12 شباط/فبراير 2008)، ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي. 

صورة طلال حمية كما وردت على موقع وزارة الخارجية الأميركية- “برنامج المكافآت من أجل العدالة”

وكان حمية وفق معلومات “الموساد” مسؤولا عن نقل ترسانة الحزب عبر سوريا. وعمل في مطلع حياته موظفا إداريا في مطار بيروت (1982)، وباشر نشاطه في الحزب في أواسط الثمانينيات منطلقا من برج البراجنة حيث كان مسؤولا عن عناصر أصبحوا في ما بعد من أبرز القيادات العملياتية في الحزب، وكان نائبا لمغنية في شبكة “الجهاد”، وهي وحدة للبعثات الخاصة والهجمات بشكل رئيس خارج لبنان. 

وتتهمه إسرائيل بتنسيق أنشطة التوظيف وإرسال متطوعين إلى تنظيم “القاعدة” في العراق عن طريق سوريا.

“يتبع نهج عماد مغنية”

وتضيف معلومات الاستخبارات الإسرائيلية أن حمية هو المسؤول عن تجنيد خلايا “حزب الله” في جميع أنحاء العالم، لا سيما في أميركا الجنوبية وأوروبا الغربية وإفريقيا. واتهمه “الموساد” سابقا بالتنسيق مع قائد “جيش المهدي” مقتدى الصدر والميلشيات الشيعية في العراق بعد التدخل الأميركي.

ويقول “الموساد” إن الخلايا التي أسسها حمية تعتمد على السفارات الإيرانية للمساعدة في نقل الأسلحة. وعمل حمية مع الأمين العام للحزب حسن نصر الله وقائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني. 

ولطالما شكّل حمية قلقا لإسرائيل التي تتهمه بتنفيذ هجمات دقيقة وموجعة ضد قوات “المارينز” الأميركية والقوات الفرنسية التي كانت متمركزة في بيروت عام 1982، والتي أسفرت عن مقتل 241 أميركيا وجرح 128، وبالوقوف وراء تفجير السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1994، وبالتخطيط لتنفيذ هجوم في بانكوك ضد إسرائيليين عام 2012، ردا على اغتيال مغنية، واستخدام جوازات سفر مزورة وشركات وهمية وبنى تحتية بشرية في عدد كبير من دول العالم لتنفيذ هجمات انتقامية بمساعدة إيرانية وبالتعاون مع ساعده الأيمن وحارسه الشخصي، أحمد الفايد. 

وتصفه إسرائيل بأنه من الشخصيات الصلبة والغامضة ويتمتع بذكاء شديد، ويتبع نهج مغنية العسكري، وكان أكثر المخلصين له. 

ووُصف من قبل القيادات العسكرية الإسرائيلية بـ”الشبح” لابتعاده عن الحياة الاجتماعية والتزامه قواعد التصرف الأمني المتشددة، فضلا عن عدم وجود أي أوراق رسمية له في لبنان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة