التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، أمس الأحد، وزير الخارجية والمغتربين السوري، بسام صباغ، في دمشق، حيث حذر من جرّ سوريا إلى النزاع في المنطقة.

زيارة بيدرسن الثانية إلى دمشق خلال هذا العام تهدف إلى بحث إمكانية استئناف اللجنة الدستورية لحل الأزمة السورية، بعد تعثّر اجتماعاتها منذ أكثر من عامين، في ظل عدم التوافق على مكان عقد الاجتماع.

استئناف اللجنة الدستورية

بعد لقائه بوزير الخارجية، اعتبر بيدرسون، أن ما يجري في المنطقة هو لحظة مهمة جداً، إذ قال إن رسالته في الوقت الحالي هي الحرص على أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بشكل فوري في غزة ووقف لإطلاق النار في لبنان لتجنيب سوريا الدخول في النزاع.

وزير الخارجية السوري، بسام صباغ والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن - انترنت
وزير الخارجية السوري، بسام صباغ والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن – انترنت

وأضاف أنه جرى الاتفاق على أهمية التوقف عن التصعيد وألا يكون هناك تصعيد يجر سوريا إلى الصراع، وهذا يتطلب تحركات من المجتمع الدولي، فيما يتعلق بالوضع في غزة ولبنان وسوريا، مشيراً إلى التوتر في العراق.

“علينا أيضاً ألا نفقد الصورة الأكبر، فالصورة الأكبر هي أن سوريا بحاجة إلى العودة للاستقرار، ولتحقيق ذلك يتعين علينا أن نعالج بطريقة شاملة جميع القضايا التي تحتاج إلى معالجة”، وفق بيدرسون.

وأضاف، وفق صحيفة “الوطن” المحلية، أن هناك حاجة لمعالجة الوضع السياسي والوضع الأمني واستعادة سوريا واستقلالها، إضافة لمعالجة الوضع الاقتصادي والعقوبات وإعادة الإعمار وملف اللاجئين.

كل هذه القضايا مترابطة بالفعل، بحسب حديث بيدرسون، مشيرا إلى أن “أول شيء يمكن أن نبدأ به عندما يتعلق الأمر بالعملية السياسية هو ما يتعلق باستئناف عمل اللجنة الدستورية، لذلك سأواصل مناقشة ذلك مع الحكومة، وبالطبع أيضاً مع المعارضة.”

لم يتم الاتفاق على المكان

لكن على الرغم من أن استئناف عمل اللجنة الدستورية على جدول أعمال زيارة بيدرسون إلى دمشق، إلا أن زيارته لم تحمل جديدا فيما يتعلق بمكان اجتماع اللجنة، إذ قال إنه “لم التطرق لهذا الموضوع لكننا ناقشنا بعض الأفكار الجديدة، وأتمنى أن نحمل أخباراً إيجابية بالمستقبل”.

المقداد (إلى اليمين) مستقبلا بيدرسون في دمشق (22 ايار 2022، أ ف ب).
المقداد (إلى اليمين) مستقبلا بيدرسون في دمشق (22 ايار 2022، أ ف ب).

وتحدثت مصادر لوكالة “سبوتنيك” الروسية، عن أن الاجتماع سيتطرق إلى قضية اختيار مكان لعقد اجتماع “لجنة مناقشة تعديل الدستور”.

الخلاف على مكان عقد الاجتماع، جاء بعد الرفض الروسي القاطع لعقدها في جنيف على خلفية موقف سويسرا من الحرب الروسية – الأوكرانية.

وعقدت اللجنة الدستورية 8 جلسات وتم تأجيل الجلسة التاسعة بعد طلب روسيا تغيير مكان انعقاد المحادثات، إذ توقف أعمال اللجنة منذ أكثر من سنتين على إثر ذلك.

المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، قال في وقت سابق هذا الشهر، إن سلطنة عُمان، ومصر، والسعودية، والعراق أعلنت استعدادها لاستضافة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، وسط تعثر المحادثات، بسبب صعوبات في اختيار مكان مقبول لجميع الأطراف.

وأشار المسؤول الروسي إلى أن خيار بغداد قوبل بالرفض من قبل المعارضة السورية، التي تعتبر أن دعم العراق لدمشق يجعله مكاناً غير محايد، مضيفاً: “لا تزال المعارضة تصر على رفض هذا الخيار، رغم أنه لا يمكن أن يؤثر على سير المفاوضات الدستورية”.

ولم تُصدر وزارة الخارجية السورية أي تفاصيل حول نتائج لقاء بيدرسون والصباغ، واكتفت ببيان مقتضب أعلنت فيه عن اللقاء من دون تفاصيل. بينما اقتصرت تصريحات صباغ على التصعيد الإسرائيلي على الأراضي السورية وضرورة دعم الجهود الحكومية في الاستجابة الإنسانية بما في ذلك دعم تنفيذ مشاريع التعافي المبكر، وفق “الوطن”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات