للمرة الأولى.. إسرائيل تتهم مسؤولين سوريين بالمساعدة بنقل الأسلحة إلى “حزب الله”

منذ بداية التصعيد الإسرائيلي على لبنان، كثَّفت الطائرات الحربية الإسرائيلية استهداف منطقة القصير بريف حمص، باعتبار أنها معقل رئيسي لـ “حزب الله” اللبناني في سوريا، وخط إمداد له، إذ تعتبر حلقة الوصل بين ريف حمص الجنوبي والريف اللبناني.

وشنَّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء الاثنين، سلسلة غارات جوية على معابر حدودية في منطقة القصير بريف حمص، على الحدود السورية اللبنانية، حيث استهدفت بشكل مباشر جسور على نهر العاصي.

لكن اللافت أن تل أبيب تحدثت بلهجة جديدة، إذ اتهمت مسؤولين سوريين بالمساعدة بنقل الأسلحة إلى “حزب الله” عبر سوريا.

معابر مع لبنان

مصدر عسكري سوري، قال إن الهجوم، الذي وقع عند الساعة التاسعة مساء الاثنين، انطلق من الأجواء اللبنانية مستهدفاً نقاط عبور سبق استهدافها في عمليات سابقة، ما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع أضرار مادية، وفق وزارة الدفاع السورية.

تصعيد إسرائيلي غير مسبوق على سوريا: لاريجاني ومسؤول سوري ضمن الأهداف؟
صورة التُقطت من الجانب السوري للحدود مع لبنان تُظهر آثار غارة إسرائيلية على معبر جوسية الحدودي مع القصير في محافظة حمص يوم 25 تشرين أول/أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

وشملت الغارات 6 مواقع، وهي جسور، الدف والجوبانية، الحوش، الحضور، جوسيه، إضافة إلى جسر مطربة، حيث جرى استهدافها في وقت سابق.

الجيش السوري يسيطر على معبري جوسيه والمطربة فقط، فيما تخضع باقي المعابر، التي تعتبر غير شرعية إلى سيطرة مشتركة مع “حزب الله” اللبناني، وفق مصدر عسكري.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية على ريف منطقة القصير، عن مقتل عنصرين يعملان مع “حزب الله” وإصابة 5 آخرين، في حصيلة أولية، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

تُعدّ منطقة القصير في ريف حمص من المناطق الرئيسية التي توجد فيها المقرّات القيادية لـ “الحزب”، والمستودعات المهمة، إلى جانب أنها خط الإمداد الإيراني، القادم من الحدود العراقية – السورية عبر البادية الشامية شرق حمص، وصولا إلى لبنان.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على مواقع نقل تابعة للسلطات السورية، على الحدود بين سوريا ولبنان، حيث كانت تستخدم لنقل وسائل قتالية لصالح “حزب الله”.

واعتبر في بيان عبر موقع “X”، أن هذه الضربات تندرج في إطار الجهود المستمرة الهادفة إلى عرقلة القدرات العملياتية لـ “حزب الله” ولضمان أمن إسرائيل.

نفق استراتيجي

في تطور جديد، اتهم أدرعي مسؤولين سوريين بالمساعدة بجهود عمليات نقل الوسائل القتالية بطريقتين رئيسيتين عن طريق تخزين الوسائل القتالية قبل نقلها إلى لبنان في مستودعات تابعة للجيش السوري، إضافة إلى تقديم تسهيلات ملموسة عند المعابر الداخلية السورية، التي تديرها “وحدة الأمن العسكري” السورية. بينما أشار إلى أن إيران تدير محور عمليات النقل لتسليح “الحزب” بالشراكة مع السلطات السورية وبالتغافل منها.

الاستهداف الإسرائيلي لمدينة القصير بحمص - انترنت
غارات جوية إسرائيلية على مدينة القصير بحمص 31 تشرين أول/أكتوبر 2024 – سانا

وأضاف أن الغارات الجوية استهدفت محاور نقل الوسائل القتالية عبر الأراضي السورية إلى لبنان، وفق بيان أدرعي، الذي أشار إلى ضرب قدرة “حزب الله” على زيادة مخزون وسائله القتالية، بالتالي تنفيذ مخططات إطلاق القذائف الصاروخية.

الغارات شملت ضرب نفق استراتيجي يمتد من سوريا إلى لبنان، بطول 3.5 كيلو متر، إذ استغرقت عملية إنشائه حوالي 10 سنوات، وفق أدرعي.

وأضاف أدرعي في بيانه، أن إيران أنشأت مع “حزب الله” محاور سرية عبر الأراضي السورية إلى لبنان، والتي نُقلت من خلاها، على مدار سنين طويلة، آلاف الشاحنات إلى جانب المئات من الطائرات، التي حملت على متنها آلاف الصواريخ وغيرها من مكونات الوسائل القتالية.

مركز الأبحاث الإسرائيلي “ألما”، قال في وقت سابق، إن هناك ضرورة أن تستمرَّ تل أبيب في العمل على تعطيل ممر الأسلحة الإيراني عبر سوريا، مع التركيز على الطرق المؤدية إلى لبنان براً وبحراً وجواً، وهو ما يستلزم قطع “أنابيب الأوكسيجين” عن “حزب الله”.

وأشار إلى وجود أكثر من 130 معبراً حدودياً برياً بين سوريا ولبنان، بينها ستة معابر رسمية فقط، إذ هاجمت إسرائيل 3 منها شرقي لبنان خلال الأسابيع الماضية من أجل إعاقة نشاط “حزب الله” في تهريب الأسلحة، بحسب المركز.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات