في زيارة غير معلنة ومفاجئة، وصل الرئيس السوري، بشار الأسد، صباح اليوم الخميس، إلى موسكو، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفق ما كشفت وسائل إعلام روسية.
جاء ذلك في ظل التطورات الميدانية العسكرية في شمال سوريا، حيث أطلقت فصائل المعارضة السورية، أمس الأربعاء، عملية عسكرية واسعة، سيطرت خلالها على قرى وبلدات، ووصلت إلى أطراف مدينة حلب الغربية، بينما تقدمت أيضا في ريف إدلب الشرقي.
أجندة زيارة الأسد إلى موسكو
زيارة الأسد إلى موسكو، تأتي في وقت مهم للغاية، حيث تزامنت مع عملية “ردع العدوان” في الشمال السوري، إذ تشير التطورات إلى أن هناك ترتيبات جديدة بتفاهمات روسية تركية.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن الأسد وصل إلى موسكو للقاء بوتين، بينما لم يصدر تأكيد رسمي لهذه المعلومات لغاية نشر هذا الخبر.
مما يدل على أن زيارة الأسد إلى موسكو تأتي على عجل، أن الرئيس الروسي يزور كازاخستان في الوقت الحالي، حيث وصل أمس الأربعاء في زيارة تستمر يومين. بينما ذكرت وسائل إعلام روسية أن الأسد التقى، سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو.
تحدثت أنقرة عن أن العملية محدودة لكنها توسعت بعد انسحاب الجيش السوري. إذ قالت مصادر أمنية تركية، إن عملية المعارضة السورية باتجاه حلب تقع ضمن حدود منطقة “خفض التصعيد” بإدلب، التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في2019.
بحسب المصادر ذاتها، فإن العملية المحدودة لجماعات المعارضة توسعت بعد أن غادر الجيش السوري مواقعه، موضحة أن العملية جاءت عقب هجمات الجيش السوري على المنطقة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”، الأمر الذي يؤكد إلى وجود دور محوري لأنقرة في هذه العملية.
إضافة إلى ذلك، فإن التدخل الروسي المحدود إلى جانب الجيش السوري، يشير إلى وجود تفاهمات روسية تركية حول العملية، التي يجري الحديث منذ قرابة شهرين عن التحضير لها. إذ قالت مصادر محلية في إدلب، إن الطائرات الحربية الروسية أوقفت غاراتها، صباح اليوم الخميس، بعد استهداف منطقة سراقب.
في ضوء ذلك، فإن الزيارة المفاجئة للأسد إلى موسكو، تحمل ترتيبات جديدة لرسم ملامح خارطة السيطرة في الشمال السوري في ظل تقدم المعارضة السورية وسيطرتها على مواقع استراتيجية، بالتوافق بين روسيا وتركيا.
تهديدات نتنياهو
وجاءت زيارة الرئيس السوري إلى موسكو أيضا، في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسد من “اللعب بالنار”، في ظل مرور الأسلحة الإيرانية عبر سوريا إلى “حزب الله” في لبنان.
إذ إنه من المؤكد أن لقاء بوتين بالأسد سيتطرق إلى التحذيرات الإسرائيلية، بشأن وجود ميليشيات إيران و”حزب الله” في سوريا، بينما تتواصل عمليات تهريب الأسلحة إلى “الحزب”، الأمر الذي سيُبقي دمشق تحت الضربات الإسرائيلية، مع احتمالية توسع العمليات.
وترغب موسكو بأن تضع دمشق مسافة في علاقاتها مع طهران، وتقييد وجود الميليشيات في الأراضي السورية، خاصة في المنطقة الجنوبية، لتجنب المواجهة مع إسرائيل، إذ إن زيارة، كبير مستشاري خامنئي، علي لاريجاني الأخيرة إلى سوريا، شكلت أهمية للقاء الأسد مجدداً.
خلال زيارة الرئيس السوري إلى موسكو في تموز/يوليو الماضي، طلب بوتين من الأسد بوضوح ترك مسافة بينه وبين إيران، بسبب وجود توجهات غربية لتقليص حضور إيران الإقليمي، لكن ذلك لم يتم تنفيذه.
لذلك تتجه موسكو للضغط على دمشق لتنفيذ مطالبها، بغية تجنيب سوريا تصعيدا إسرائيليا، سيدفع البلاد إلى المزيد من الأزمات، فيما أن سياسة سوريا مع إيران تعاكس التوجهات الروسية.
ومن المتوقع أن تكون زيارة الأسد إلى روسيا، تتعلق أيضا بزوجته، أسماء الأسد، التي تتلقى العلاج في موسكو، بعد إصابتها بسرطان “اللوكيميا” في أيار/مايو الماضي.
- زيارة مفاجئة للأسد إلى موسكو.. ما علاقة “ردع العدوان” وتحذيرات نتنياهو؟
- تخوفات الصين تتضاعف بعد مناورات عسكرية لتايوان وتوقف رئيسها بأميركا
- المعارضة تسيطر على 32 قرية وموقعا استراتيجيا في حلب.. ما الدور الذي تلعبه أنقرة؟
- بري يدعو لانتخاب رئيس الجمهورية.. وإسرائيل تتهم “حزب الله” بخرق الهدنة
- باسم ياخور في جريمة قتل غامضة: ما القصة؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.