في اليوم الثالث من عملية “ردع العدوان” في شمال غربي سوريا، حققت فصائل المعارضة السورية تقدما سريعا، حيث وصل إلى مدينة حلب، بعد سيطرتها على نحو 50 قرية وبلدة بريف حلب الغربي.
وجاء ذلك في ظل غيابٍ نسبي لسلاح الجو الروسي إلى جانب الجيش السوري، فيما لوّح “الكرملين”، اليوم الجمعة، بالتدخل لإرساء النظام في المنطقة، بينما اتّهمت موسكو “قوى الغرب” بنشر الفوضى في سوريا.
دخول أول أحياء حلب
“إدارة العمليات العسكرية” لـ “ردع العدوان“، وصلت إلى مدينة حلب، اليوم الجمعة، بعد معارك مع الجيش السوري، حيث تحاول فرض حصارٍ على المدينة، لإجبار الجيش على الانسحاب منها، إذ وصلت قوات المعارضة إلى حي الراشدين، في مدخل المدينة.
ونقلت وكالة “الصحافة الفرنسية” عن مصدر أمني سوري، أن تعزيزات عسكرية للجيش السوري وصلت إلى مدينة حلب.
وجاء ذلك بعد أن أعلنت المعارضة دخول أول أحياء مدينة حلب، بينما فرضت سيطرتها على “مركز البحوث العلمية” بمحيط المدينة، حيث استولت على مرآب دبابــات وعربات مصــفّحة في قرية الشيخ علي بريف حلب.
قوات المعارضة، أحرزت أيضا تقدماً بريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت على تلة العيس الاستراتيجية وتل الكراتين واستحوذت على آليات عسكرية ثقيلة، بعد السيطرة الكاملة على بلدتي زيتان وخان طومان، إضافة إلى قرى خلصة وبرنة والصالحية.
في سياق ذلك، أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” سيطرتها على قريتي معردبسة وجوباس في ريف إدلب الشرقي، بعد اشتباكات مع الجيش السوري والميليشيات الإيرانية.
ونفت “إدارة العمليات” ما وصفتها بـ “الدعاية المضللة” التي بثّتها وسائل إعلام محلية، بشأن قصف الفصائل العسكرية للأحياء السكنية في مدينة حلب، حيث قضى 4 مدنيين حتفهم بسقوط قذيفة على السكن الجامعة لجامعة حلب.
وكالة “سانا” قالت إن قـوات المعارضة، التي تنفذ عملية عسـ ـكرية منذ 3 أيام في ريفي حلب وإدلب، هي المسؤولة عن القصـف المباشر على السكن الجامعي، في حين ذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجـيش السوري قصـف المدينة الجامعية عن طريق الخطأ، مما أدى إلى وقوع القـتلى.
وشهدت الأحياء القريبة من مناطق الاشتباك، مثل حلب الجديدة، الفرقان، الحمدانية، وجمعية الزهراء، حركة نزوح واسعة للسكان نحو مناطق أكثر أماناً داخل المدينة وخارجها.
موسكو تلوح بالتدخل
في أول تعليق لمكتب الرئاسة الروسية على هجوم قوات المعارضة، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين”، ديمتري بيسكوف أن ما يحدث “انتهاك للسيادة السورية”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وشدّد بيسكوف على دعم “حق دمشق في استعادة النظام”، داعيا السلطات السورية إلى “إعادة فرض النظام” في ريف حلب بصورة “عاجلة”.
وجاء ذلك بعد أن اتّهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، “قوى الغرب”، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، بأنها “تنشر الفوضى في سوريا عبر جماعات مسلحة وإرهابية”.
وقالت زاخاروفا، في تصريحات نقلتها وكالة “سانا”، إن “قوى الغرب الكبرى مستمرة في ممارساتها وهجماتها العدائية ضد سوريا”، مؤكدة على موقف روسيا الداعم لدمشق.
وأضافت أن “محاولات استهداف النظام السوري وسيادته مستمرة منذ سنوات من قبل الأنظمة المعادية للسلم والأمن الدوليين بصورة عامة”، مشيرة إلى أن موسكو “تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها، وإدراكها الكامل بأن سوريا أساس لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.