في خضم التطورات في الشمال السوري، ضمن عملية “ردع العدوان” والتقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة في حلب وإدلب وحماة، بدأ التوتر يسود محافظات سورية أخرى، بدءا من العاصمة دمشق، وصولا إلى محافظة دير الزور في شرق البلاد.
إذ جاء ذلك بعد أن أطلقت فصائل المعارضة السورية، صباح الأربعاء الفائت، عملية عسكرية محدودة بريف حلب الغربي، لكنها توسعت على وقع انسحاب الجيش السوري المفاجئ، الأمر الذي أدى إلى تقدم كبير وسريع لقوات المعارضة.
استنفار في دمشق
رغم المسافة التي تفصل بين دمشق وحلب، إلا أنها لم تكن بعيدة عن الأحداث الجارية في شمال البلاد، حيث ظهر التوتر في شوارع العاصمة، مع دخول فصائل المعارضة إلى مدينة حلب.
إذ شهدتدمشق، اليوم السبت، تشديداً أمنياً غير مسبوق عند الحواجز الأمنية والعسكرية في مداخل المدينة، بينما عززت السلطات السورية النقاط الأمنية في بعض المناطق.
وقال موقع “صوت العاصمة” المحلي، إن الاستنفار الأمني جاء عقب ارتفاع أصوات “التكبيرات” في محيط العاصمة تزامنا مع دخول فصائل المعارضة السورية إلى مدينة حلب شمالي البلاد.
وأضاف أن الجيش السوري عزز وجوده الأمني في محيط بلدتي ببيلا ويلدا، بعد إطلاق “تكبيرات” من المساجد ليلة الجمعة – السبت، بعد الإعلان عن دخول المعارضة إلى مدينة حلب.
على الجانب الآخر، تجمع أهالي بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، القاطنين في السيدة زينب بدمشق، في شوارع المنطقة، إذ طالبوا السلطات السورية بالتدخل الفوري لنقل أقاربهم إلى العاصمة.
في حين تجمع آخرون بانتظار وصول عائلاتهم النازحة من نبل والزهراء، بينما حاولت الأجهزة الأمنية إعادة الأهالي إلى المنازل لكنهم رفضوا ذلك حتى وصول ذويهم إلى المنطقة.
دير الزور
في شرق البلاد، أثار انسحاب النقاط الروسية من بعض المناطق تساؤلات حول التوقيت، حيث انسحب نقاط من القرى السبع في دير الزور، اليوم السبت، بعد انسحاب مماثل من تل رفعت بريف حلب.
القوات الروسية أفرغت عدداً من مقراتها في القرى السبع في ريف دير الزور، اليوم السبت، حيث سحبت عربات وآليات عسكرية من القرى باتجاه مدينة دير الزور، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
القرى السبعة هي: الحسينية والصالحية وحطلة ومراط ومظلوم وخشام وطابية في الجهة الشرقية لنهر الفرات، حيث تعتبر منطقة تماس بري مع مناطق “قسد”، لا يفصلها نهر الفرات كبقية المناطق، إذ دخلتها القوات الروسية لتقليص التواجد الإيراني في المنطقة.
وكانت القوات الروسية انسحبت من النقطة العسكرية في تل رفعت ومطار منغ العسكري، مساء الخميس الماضي، إذ تزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية لـ “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من أنقرة.
وأوضح “المرصد السوري” أن “الجيش الوطني” نقل دبابات عسكرية انطلقت من حور كلس إلى نقاط تل رفعت.
إذاً، في ظل هذه التطورات العسكرية الميدانية، فإن التوتر هو سيد الموقف في الأراضي السورية، بينما يجري التحضير لخريطة سيطرة جديدة في الشمال السوري، بعد نحو 5 أعوام من الهدوء.
- “مع بقاء العقوبات”.. واشنطن تخفف القيود المفروضة على سوريا
- “بين الدعم والتهديد”.. آخر تصريحات فرنسا وتركيا عن الأكراد في سوريا
- مركز الملك سلمان لـ “الحل نت”: 800 شاحنة إغاثة بانتظار العبور.. ولا سقف لمساعداتنا للسوريين
- “الحل نت” يوثق إعادة تأهيل “معبر نصيب” وعودة السوريين
- رفع الدعم عن الخبز وزيادة الرواتب.. آخر قرارات الحكومة السورية الجديدة
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.