مع تسارع تقدم فصائل “المعارضة السورية” في حلب وسيطرتها على معظم أحياء المحافظة وقراها، أعلن الجيش السوري انسحابه من حلب بشكل مؤقت، ولكن ماذا عن ردود فعل الناس في المدينة وكيف يستقبلون التطورات الحاصلة؟

بداية، ننطلق من بيان للجيش السوري، إذ أعلن الجيش أنه انسحب من حلب مؤقتا، وذلك بهدف “التتحضير لهجوم مضاد”، مردفا أنه خاض “اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة في محاور متعددة بإدلب”.

الفرح ينتشر بين الناس

الجيش السوري، كشف أن “تعدد جبهات الاشتباك” دفعه إلى سحب قواته “بهدف إعادة الانتشار”، مضيفا أن “الجماعات المسلحة تتدفق بكثافة عبر الحدود الشمالية”، وأوضح، أن الأخيرة “لم تثبت نقاط تمركز لها في حلب بفعل الضربات الجوية”.

ماذا عن آراء الناس؟ الآراء مختلفة، لكن بجردة أجراها “الحل نت” على منصات التواصل الاجتماعي، كان الواضح أن الأغلبية “فرحة” بالأحداث الجديدة، أي سيطرة فصائل “المعارضة السورية” على حلب وانسحاب الجيش السوري دون مقاومة، بل أن معظمهم يتمنون أن تكتمل الأمور بسيطرة كاملة من “المعارضة” على المدينة.

أحد المدونين قال: “هذا أول خبر يدخل شيئا من الفرح إلى قلبي بعد عام من الحزن المكثف منذ بدأت الحرب الإبادية الإجرامية في غزة. تحرير حلب من النظام المجرم القاتل وميليشياته، وفرحة الناس وتكبيراتهم في شوارع حلب تشعرني بأنه فرح شخصي”.

مدون آخر قال: “نحن أمة واحدة؛ فرحنا واحد ومصابنا واحد. التحديات لا تزال كثيرة والطريق طويلة، لكن لا ضير من تجديد الأمل فهو وقود الحياة”، فيما عبر مدون آخر عن فرحته بالتالي: “قهر سنين راح بيومين. دماء الشهداء عادت للفرح من جديد”.

وقال هذا المدون: “أرتال أبطالنا تجوب شوارع مدينة حلب. الله أكبر والعزة لله”، مردفا بآية قرآنية تعبّر عن “النصر”، وهي سورة “النصر”، بينما قال آخر: “يا رب نرجع و نزف شهدائنا بعلم الثورة ونرفعوا غصب عن الكل”.

مدونون آخرون، عبروا عن سعادتهم بما وصفوه “فرار” و”هروب” الجيش السوري من مدينتهم، قائلين إنه أءافهم الويلات طيلة السنوات الماضية من تضييق وتعذيب واعتقالات وقتل وترهيب، وأنهم لم يستوعبوا بعد أن ما يحدث هو حقيقة وليس حلما.

“المعارضة” تسيطر على حلب والمطار بيد “قسد”

مدونون آخرون، أشاروا إلى أن انسحاب الجيش السوري أمر طبيعي؛ لأنه بلا قوة أو تأثير، وأن وجوده لم يكن ليحدث لولا دعمه إيران وروسيا له، ومن دونهما لا أثر له، وبالدليل “فراره” السريع من حلب بعد أول اختبار له.

حتى الآن، وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن فصائل “المعارضة السورية” تتواجد في أحياء حلب بشكل شبه كلي، مع انسحاب كامل للجيش السوري من المدينة، مؤكدا أن “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها، “سيطروا على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون”.

وفي السياق، فإن “قوات سوريا الديمقراطية” بدأت بتوسيع سيطرتها في مدينة حلب بعد انسحاب الجيش السوري، حيث دخلت عدة أحياء في الضواحي الشرقية للمدينة، بينها مساكن هنانو والشيخ مقصود والهلك.

ودخلت قوات “قسد” مطار حلب الدولي، صباح اليوم السبت، بينما سيطرت على بلدتي نبل والزهراء، بعد إخلائها من الأهالي، حيث شهدت البلدتان، منذ ليلة أمس، حركة نزوح واسعة باتجاه مناطق عدة في ريف حلب الشرقي ومناطق أخرى خارج المحافظة كحمص وحماة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات