بعد أن سيطرت فصائل “المعارضة السورية” على غالبية أحياء مدينة حلب خلال الساعات الماضية، وإعلانها السيطرة قرية عران شرقي حلب، اتهم “الحرس الثوري” الإيراني، “الخاسرين من حربَي غزة ولبنان” وراء الهجمات في حلب، في إشارة إلى إسرائيل.

ومن جانب آخر، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده “ليست منخرطة في الصراعات الدائرة في حلب”.

في غضون ذلك، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي قوله إن هجوم فصائل “المعارضة” في شمالي سوريا فاجأ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مؤكدا على أن الولايات المتحدة “لم تكن متورطة في الهجوم”.

معركة حلب وموقف طهران

وسيطرت فصائل “المعارضة السورية” خلال الساعات الماضية، على العديد من الأحياء داخل مدينة حلب، بينها قلعة حلب، الحمدانية، ضاحية الأسد، حلب الجديدة، الفرقان، صلاح الدين، سيف الدولة والأعظمية والجميلية.

متمردون بقيادة “هيئة تحرير الشام” يسيرون في شارع في الراشدين بمحافظة حلب بسوريا في 29 نوفمبر 2024. رويترز / محمود حسانو

وبالعودة إلى حديث قائد “الحرس الثوري” الإيراني، حسين سلامي، فإنه قال إن “الخاسرين من حربَي غزة ولبنان” وراء الهجمات المناهضة للحكومة السورية، بحسب التلفزيون الإيراني اليوم السبت.

بينما قال مستشار قائد “الحرس الثوري” حسين دقيقي، إنه “سيتم قطع أيادي الأعداء” في سوريا، وفق ما نقلته تلفزيون “العالم” الإيراني، اليوم السبت.

هذا وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أكد على “دعم بلاده المستمر لحكومة دمشق”، معتبرا أن طهران “تقف إلى جانب دمشق في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الإقليمي”.

ووصف عراقجي التطورات الأخيرة شمالي سوريا بأنها “جزء من مخطط أميركي صهيوني”، وفق بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.

موقف تركيا

من جانبه، أضاف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان أن أنقرة “تتخذ احتياطاتها، وستتجنب أي إجراء قد يؤدي إلى موجهة هجرة جديدة”، قائلا خلال كلمة له خلال منتدى “TRT” العالمي، أن “تركيا اتخذت التدابير اللازمة، ولن تتخذ أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى موجة هجرة جديدة على حدودها”.

لكن مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أيهان أوغان، قال على منصة “إكس” حول ما يحدث في سوريا إن “المياه تعود إلى مجاريها”، مضيفا أن “عصر التوسع الطائفي والمذهبي في المنطقة لقد ولّى، وهو أمر لم يكن طبيعيا”.

وشدد مستشار أردوغان على أنه‏ لا يمكن لأي أحد أن يخطو خطوة في المنطقة رغما عن تركيا، وأن “الزعيم الوحيد الذي يجب على بشار الأسد أن يثق به هو الرئيس أردوغان”.

‏ولفت مستشار أردوغان إلى أن “السبيل الوحيد لاستقرار سوريا ومخرجها من الأزمات هو التعاون مع تركيا”، مؤكدا على أن “سوريا ليست بلد شخص واحد، أو زمرة معيّنة. وليست بلد الدول الخارجية التي تتدخل، بل هي بلد السوريين”.

https://twitter.com/diaa_audi/status/1862734560582066655

هذا وكانت وزارة الخارجية التركية قد قالت في وقت سابق إن الحفاظ على الهدوء في إدلب والمناطق المتاخمة لها على الحدود السورية التركية يمثل أولوية قصوى لأنقرة، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة في المنطقة تهدد الاستقرار وتؤدي إلى تصعيد التوترات بشكل غير مرغوب فيه.

وأضافت الخارجية التركية عبر بيان أن الهجمات الأخيرة على إدلب وصلت إلى مستوى يقوض روح وتنفيذ اتفاقات “أستانا”.

آخر التطورات الميدانية

أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم السبت سيطرة فصائل “المعارضة” على غالبية مدينة حلب، بالتزامن مع شن طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016.

وقال مصدران عسكريان سوريان لـ”رويترز“: “استهدف قصف بطائرات روسية وسورية مقاتلي الفصائل السورية في حي بمدينة حلب”.

وكانت الفصائل بدأت يوم الأربعاء الماضي هجوما “مباغتا” على محافظتَي إدلب وحلب وسيطرت على قرى وبلدات ومدن. 

وأفادت إدارة العمليات العسكرية التابعة لفصائل “المعارضة السورية”، في وقت سابق من اليوم السبت، بأن عناصر الفصائل بدأت دخول معرة النعمان، ثاني أكبر مدينة في محافظة إدلب، بالإضافة إلى السيطرة على كامل مدينة تادف وقرية عران شرقي حلب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات