في ظل التطورات المتسارعة في سوريا وتقدم فصائل المعارضة السورية، بدأت تحركات لطمأنة المجتمع السوري بكافة أطيافه، إذ باتت بعض الطوائف تخشى سقوط النظام السوري في أي وقت، خاصة بعد السيطرة على مدينة حماة، مساء اليوم الخميس.

هذه التحركات جاءت من المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، إذ تحدث مع كبار الشخصيات من الطائفة العلوية، بينما قرر المجلس الإسماعيلي في مدينة السلمية، بريف حماة، الوقوف على الحياد.

“وقت السلام والحوار”

المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، قال إنه تحدث، اليوم الخميس، مع كبار الشخصيات من الطائفة العلوية. إذ جرى الحديث حول “ مخاوفهم واستعدادهم للحوار والعيش مع جيرانهم ومواطنيهم السوريين دون انتقام أو عداوة.”

المبعوث الألماني إلى سوريا ستيفان شنيك

وأضاف شنيك في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “X“: الآن ليس وقت المنتصرين والمهزومين، بل وقت السلام والحوار من أجل مصلحة الشعب السوري.”

حديث المسؤول الألماني في سوريا، جاء بعد أن سيطرت فصائل المعارضة على أجزاء واسعة من محافظتي حلب وإدلب وحماة، حيث سيطرت مساء اليوم الخميس، على مدينة حماة، بينما تتجه أنظارها إلى حمص.

وكانت “حكومة الإنقاذ” قد وجهت بياناً، أمس الأربعاء، إلى الطائفة العلوية في سوريا، داعيةً إيّاها إلى “التخلّي عن النظام السوري وأن تكون جزءاً من سوريا المستقبل التي لا تعترف بالطائفية.”

وأوضحت “حكومة الإنقاذ”، العاملة في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”، في بيانٍ لها أنّ “الوقت قد حان لطي صفحة الآلام التي عانى منها الشعب السوري على أيدي نظام الأسد”.

ولم تلق دعوات التسليح وتشكيل مجموعات مسلحة “لحماية اللاذقية” أي تفاعل من قبل الأهالي، حيث أطلقت شخصيات دعوات، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، للتسليح وتشكيل مجموعات مسلّحة تحت تسمية “مجموعات إسناد وحماية” لمحافظة اللاذقية وريفها، من قبل شخصيات برلمانية مثل، عضو “مجلس الشعب” محمد علي البودي، وكذلك وسيم الأسد، وغيرهم، لكنها لقيت رفضاً شعبياً لأسباب مختلفة.

الوقوف على الحياد

“المجلس الإسماعيلي” في مدينة السلمية بريف حماة، اتخذ قراراً بالوقوف على الحياد وعدم استخدام السلاح في “النزاع الجاري” في محافظة حماة في الوقت الحالي.

مدينة السلمية شرقي حماة – انترنت

وجاء ذلك بعد أن اجتمع “المجلس الإسماعيلي” مع أهالي المدينة وممثلين عن كبار العائلات، بهدف الوصول لموقف موحد من الأحداث الجارية في محافظة حماة.

فصائل المعارضة اقتربت من مدينة السلمية، ثاني أكبر مدن محافظة حماة، حيث سيطرت اليوم الخميس على كامل مدينة حماة، إضافة إلى مواقع عسكرية مهمة، مثل مطار حماة العسكري وجبل زين العابدين.

إدارة الشؤون السياسية في “حكومة الإنقاذ” التابعة للمعارضة السورية، بيانا، أمس الأربعاء، موجهاً لأهالي مدينة السلمية، بريف حماة.

وأكد البيان على أهمية حماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم، بعيداً عن كل أشكال الاستهداف والتهديد.

البيان أضاف: “نوجه هذه الرسالة إلى أهالي مدينة السلمية وإلى عموم السوريين، داعين الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً ضد الظلم والاضطهاد، ونشدد على أنهم كغيرهم من المدنيين يجب أن يكونوا بمنأى عن أي استهداف أو تهديد قائم على الانتماء المذهبي أو العرقي”.

الصدر يدعو العراق لعدم التدخل

رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، أكد ضرورة عدم تدخل العراق في الشأن السوري، مشدداً على احترام خيارات الشعب السوري بجميع طوائفه ومكوناته.

وقال الصدر في بيان: “نراقب الوضع في الجارة العزيزة سوريا بدقة، ولا نملك لشعبها الحر الأبي إلا الدعاء، عسى الله أن يدفع عنهم البلاء والإرهاب والتطرف والطائفية والتدخلات الخارجية”.

وطالب الصدر الحكومة العراقية بالتصدي لأي تدخل من قبل الأطراف العراقية في الشأن السوري، قائلا: “يجب على الحكومة منع أي جهة أو ميليشيا أو قوة أمنية من خرق الأمن السلمي والعقائدي في عراقنا الحبيب، ومعاقبة كل من يخالف هذا التوجه”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات