تشهد الساحة السورية تطورات سريعة ولافتة، حيث تحقق فصائل “المعارضة السورية” تقدما دراماتيكيا في مواجهة النظام السوري، فبعد السيطرة على حلب، تمكنوا من حماة، رابع أكبر مدن سوريا.

سيطرة فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” على مدينتي حلب وحماة، يمثل ضربة قاصمة لرأس النظام السوري بشار الأسد وحليفته، إيران، التي باتت ترسل وزير خارجيتها في زيارات مكوكية هنا وهناك بغية حشد دعم ما لإنقاذ الأسد.

وعليه، سيجتمع وزراء خارجية سوريا والعراق وإيران اليوم الجمعة في العاصمة العراقية، بغداد، وذلك بغية مناقشة الوضع في سوريا، وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع“.

اجتماع ثلاثي بشأن سوريا

وقالت وكالة الأنباء العراقية إن وزير الخارجية السوري بسام صباغ وصل إلى العاصمة بغداد في وقت متأخر، من يوم أمس الخميس، وإن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيصل الجمعة.

وبعدما كشف “المرصد السوري لحقوق الانسان” قبل أيام لوسائل الإعلام أن أكثر من 200 مقاتل من الفصائل العراقية المسلحة دخلت إلى الأراضي السورية، من أجل دعم الجيش السوري، شدد زعيم “التيار الصدري” في العراق، مقتدى الصدر على “ضرورة عدم التدخل في سوريا”.

وطالب الصدر عبر بيان رسمي نشره عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أمس الخميس، الحكومة في بغداد بـ”معاقبة من يتدخل فيما يحصل في سوريا، وكل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي”.

وذكر الصدر، إنه “يراقب بدقة الوضع في الجارة سوريا”، وأضاف قائلا: “لا نملك لشعبها الحر بكل طوائفه إلا الدعاء، عسى أن يدفع عنهم الله البلاء والإرهاب والظلم والظلام والتدخلات الخارجية”.

أردوغان: مرحلة جديدة تتم بسوريا

في غضون ذلك، قالت الرئاسة التركية، أمس الخميس، إن رجب طيب أردوغان تحدث عن مرحلة جديدة “تتم إدارتها بهدوء في سوريا”، وفق ما نقلته “العربية”.

كما دعا الرئيس التركي نظيره السوري بشار الأسد إلى إيجاد “حل سياسي” للوضع في سوريا “بشكل عاجل”.

وتحدث أردوغان خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وشدد على أنه “يجب على النظام السوري أن يتفاعل بشكل عاجل مع شعبه من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل”، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية.

ولفت أردوغان إلى أنه “أكبر أماني تركيا ألا تشهد سوريا مزيدا من عدم الاستقرار”.

هذا ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، “إراقة الدماء” المستمرة في سوريا، معتبرا أنها نتيجة “فشل جماعي مزمن” في بدء عملية سياسية في البلاد المنقسمة منذ بداية النزاع عام 2011.

وتحدث غوتيريش للصحافيين، وفق ما نقلته وسائل الإعلام، عن “التطورات الخطيرة والمأسوية التي تجري أمام أعيننا في سوريا”، قائلا “إننا نرى النتائج المريرة لفشل جماعي مزمن لترتيبات احتواء التصعيد السابقة التي كانت تهدف إلى التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار على مستوى كامل البلاد وعملية سياسية جادة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن”.

هذا وبعد تقدم فصائل “المعارضة السورية” وسيطرتها على مدينة حماة، تتجه أنظارها نحو محافظة حمص، وسط سوريا، إذ أعلن القيادي في “إدارة العمليات العسكرية”، المقدم حسن عبد الغني، السيطرة على مدينة حماة، بعد “اكتمال عمليات التمشيط بنجاح.”

بينما بدأت الفصائل بالتحضير لعمل عسكري على محافظة حمص، حيث باتت تبعد نحو 40 كيلو مترا عن مركز المحافظة، بينما وردت أنباء لـ “الحل نت” عن انسحاب قوات النظام من مدينة الرستن التابعة لحمص.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات