أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال خطاب له الإثنين، إعادة فتح معبر يايلداغي (كسب من الجانب السوري) الحدودي، والذي كان مغلقاً منذ عام 2013 لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، عقب الإعلان عن إسقاط نظام بشار الأسد، الأحد الفائت.
ويقع معبر يايلداغي في محافظة هاتاي بجنوب تركيا، وهو مغلق منذ عام 2013، حيث تمتد الحدود البرية في سوريا مع أربع دول وهي لبنان والأردن والعراق وتركيا، وتضم مجموعة من المعابر الرسمية وغير الرسمية التي تلعب دورًا مهمًا في حركة التجارة.
ومن المتوقع أن تؤثر رياح التغيير التي شهدتها سوريا خلال الأيام الأخيرة، وسقوط نظام الأسد بعد سيطرة قوات المعارضة ودخول البلاد إلى مرحلة جديدة، على المعابر الحدودية البرية التي تربط سوريا مع الدول الأربعة، بعد أن كانت معظمها مغلقة عقب أحداث عام 2011 ، لتشهد نشاطًا جديدًا
إغلاق المعابر وتأثيره على حركة التجارة
وتمثل المعابر الحدودية لسوريا جسرًا لحركة التبادل التجاري وشريانًا هامًا للاقتصاد السوري، وبفعل التوترات الأمنية والعقوبات الاقتصادية تأثرت حركة التبادل التجاري عبر المعابر، حيث ارتفعت تكاليف الشحن بعد تحوله إلى البحري بدلًا من البري نتيجة إغلاق المعابر الحدودية.
بسبب التوترات الأمنية تأثر حجم التبادل التجاري بسوريا التي تعد حدودها حلقة وصل للتجارة، فبحسب وزارة “الاقتصاد والتجارة الخارجية” السورية عام 2023 شهد تراجعًا في حجم الواردات بنسبة 23% وارتفاع للصادرات بحوالي 60%.
نافذة أمل لانتعاش الاقتصاد
ويشكل سقوط النظام السوري نافذة أمل لعودة الاستقرار إلى البلاد وخلوها من الأزمات، لتنتعش اقتصاديًا وتعود من جديد حركة التجارة خاصة البرية بعد أن تأثرت خلال 13 عامًا، والتي كانت ركيزة أساسية للاقتصاد السوري قبل انهياره عقب أزمة عام 2011.
وفي حال عاد الاستقرار إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد، من المتوقع أن تستعيد دمشق مكانتها كركيزة لحركة التجارة بين الشرق والغرب من خلال فتح حدودها البرية، من دول الخليج والعراق عبر سوريا إلى تركيا وأوروبا والعكس، وهو ما سيكون له تأثيرًا واضحًا على الاقتصاد وحركتي الواردات والصادرات.
ومن شأن إعادة فتح المعابر أن يزيد من حجم العملة الأجنبية بالبلاد، والتي يحتاجها الاقتصاد السوري خلال الوقت الراهن، وهو ما يعود على قيمة العملة الوطنية بعد أن شهدت انهيارًا غير مسبوقًا على مدار السنوات الماضية، خاصة وأن من المتوقع أيضًا ارتفاع عدد السياح والمسافرين إلى سوريا، ما يساهم في تعزيز قطاع السياحة وتنشيطه.
ستنعكس أيضًا عودة الحركة إلى المعابر على المواطن السوري، حيث سيؤدي فتحها إلى انخفاض الأسعار في كافة المناطق والتخفيف عن كاهلهم.
عودة الاستقرار وحركة التجارة عبر المعابر من شأنه أيضًا أن ينعكس بشكل إيجابي على دول المنطقة وبخاصة المرتبطة حدودها مع سوريا مثل تركيا والأردن والعراق ولبنان والاقتصاد الإقليمي، نظرًا لعودة شريان لحركة التجارة للعمل من جديد بعد أن توقف لسنوات.
وسينعكس ذلك إيجابيًا على لبنان الذي يمر بأزمات اقتصادية وسياسية وأمنية، فيصدر أغلب منتجاته الزراعية إلى دول الخليج عبر معبر نصيب مع الأردن، كما سينعكس ذلك على اقتصاد تركيا وتجارتها مع دول الخليج.
تحديات محتملة
تعتمد عودة المعابر الحدودية إلى العمل من جديد على استقرار الداخل السوري أمنيًا وسياسيًا وانتخاب سلطة رسمية جديدة، وهو ما سيترتب عليه عودة النشاط الاقتصادي للبلاد واستعادة دورها كمحور للتبادل التجاري، بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة على دمشق على مدار 13 عامًا.
- سوريا: حملة “لباس المرأة الحرة” لمواجهة دعوات لـ”حجاب المرأة المسلمة”
- الشيباني يلتقي مسرور البارزاني ويدعوه لزيارة دمشق
- مصرف سوريا المركزي يجمد حسابات مرتبطة بنظام الأسد.. ضمنها إمبراطورية اقتصادية
- بـ”شرطين”.. إعفاء خطوط الإنتاج والآلات من الرسوم الجمركية
- “الإدارة الذاتية” تسمح للسوريين في مخيم “الهول” بالعودة إلى مناطقهم
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.