مع سقوط نظامه، بات رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون بشكل واسع تغريدات عديدة ينشرها بشار الأسد عبر منصة “إكس”، ويتفاعلون معها بشكل كبير، فكيف تفاعل الأسد مع سقوط نظامه؟ وما قصة هذا الحساب الموثّق بالعلامة الزرقاء؟

في منصة “إكس”، يتفاعل حساب بشار الأسد مع سقوط نظامه، بنشره لعشرات التغريدات يوميا، معظمها ساخرة، و يتداولها رواد السوشيال ميديا بشكل كبير، حتى أن بعضهم يتساءل ما إذا كان الحساب فعلا للأسد نفسه أم لا.

كيف تفاعل مع مشهد إسقاط التماثيل؟

هنا مثلا في هذه التغريدة، وقبيل سقوط نظامه بسويعات قلائل، نشر حساب الأسد التالي: “جنودي في شوارع دمشق يخلعون ملابسهم ويهربون”.

هنا وإبان دخول فصائل “المعارضة السورية” إلى دمشق فجر الأحد الماضي، غرد حساب بشار الأسد قائلا: “الآن، المعارضة تبحث عني في شوارع دمشق 😜”.

هنا ومع أولى لحظات سقوط نظام بشار الأسد، صباح الأحد المنصرم، نشر الحساب تغريدتين ساخرتين، جاء في الأولى: “انتهت حقبة عائلتي الأكثر ظلامية في سوريا”، وجاء في الثانية: “من السيد الرئيس إلى الرئيس الفار”.

هنا ومع انتشار مقاطع فيديو لقيام السوريين بتدمير عشرات التماثيل لحافظ الأسد ونجله بشار الأسد بمختلف مدن سوريا، نشر الحساب بالقول: “أرجو من السوريين في الداخل أن يتركوا بضعة تماثيل لي ولوالدي حافظ لسوريي الخارج عندما يعودون”.

هنا نشر مقطع فيديو يظهر اقتحام منزله وتكسير صوره، مغرّدا: “الشعب السوري يقتحم منزلي في حي المالكي بدمشق.. حتى منزلي كله صور.. أنا شخص مريض نفسي”.

هنا ومع تداول أنباء عن اختفاء طائرة الأسد وإمكانية مقتله، نشر الحساب مغرّدا بالتالي: “أنفي خبر مقتلي، وأؤكد هروبي إلى خارج سوريا.. توقفوا عن نشر الإشاعات”.

هنا غرّد الحساب ساخرا: “مهم جدا.. عمي رفعت ما زال في دمشق.. أخي ماهر في القرداحة، ورامي مخلوف في قصره، ووسيم الأسد في جزيرة أرواد.. أفراد عائلتي جميعهم ما زالوا في سوريا. يجب القبض عليهم فورا حتى لا يستطيعوا الهروب. البارحة هربت بدون إخبارهم 😜”.

هنا غرد حساب يشار الأسد ساخرا: “أحلى شيء أنني كنت أدعي بأنني زعيم محور الممانعة والمقاومة ضد المشاريع الأميركية والإسرائيلية، واليوم بعد سقوطي لم يخرج سجين إسرائيلي أو أميركي واحد من سجوني.. كلهم لبنانيون وسوريون وعراقيون (دول محور المقاومة) 🤣🤣”.

حساب الأسد يسخر من الفنانين الداعمين للنظام السابق

هنا نشر ما غردت به الفنانة السورية سوزان نجم الدين، بقولها إنها كانت مخدوعة بالنظام السابق، وهي المعروفة بدعمها للأسد، وكتب: “لا تعليق.. باقي فقط أن تعلن زوجتي أسماء أنها كانت مخدوعة”.

هنا أيضا نشر عن الفنانين ممن كانوا يدعمون نظام الأسد، بقوله: “‏يا جماعة اطلبوا من شبيحتي الفنانين والممثلين أن يزيلوا البلوك عن حسابي بما أنهم أصبحوا ثوار 😜”.

هذه التغريدات ومثلها العشرات، لاقت تفاعلا وتداولا كبيرا بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وخارجها، ومعظمها كانت بهدف السخرية، باستثناء قلّة قليلة تتساءل فيما إذا كان الحساب يعود بالفعل إلى بشار الأسد من عدمه.

حقيقة هذا الحساب، الذي يحمل اسم بشار الأسد، والموثق بالعلامة الزرقاء، والذي تم إنشاؤه في عام 2011، والذي يتابعه 296 ألف شخص، هو حساب ساخر، إذ يعرّف مالكه بنفسه بوضوح، أنه “Parody Account”، أي حساب ساخر.

هذا يعني ان الحساب لا يعود لرئيس النظام السوري السابق والمخلوع بشار الأسد، بل هو مجرد حساب للسخرية والمزاح، ويقدم من خلالها تعليقات على القضايا والأحداث المتعلقة بالشأن السوري، والمنطقة أيضا.

ولا يملك  الأسد أي حساب خاص به في “إكس” و”إنستغرام”، ولا صفحة خاصة به أيضا في “فيسبوك”، وكانت تتولى حسابات رسمية تحمل اسم “رئاسة الجمهورية العربية السورية” في “فيسبوك، إكس، وإنستغرام”، نشر أخباره وتصريحاته وصوره.

وحكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1971 وانتهى حكمها بعد نصف قرن من الديكتاتورية. حكم حافظ الأب لمدة 29 عاما، منذ 1971 وحتى رحيله في عام 2000، وحكم نجله بشار لمدة 24 عاما، بدءا من عام 2000، وانتهى حكمه بسقوطه في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة السورية بعملية سمّتها “ردع العدوان”، تمكنت من خلالها السيطرة على حلب، تلتها حماة، ثم سيطرت على حمص، والتحقت بها درعا والقنيطرة والسويداء، ليتم أخيرا دخول العاصمة السورية دمشق، فجر 8 كانون الأول/ ديسمبر، الأمر الذي أدى إلى فرار الأسد وسقوط النظام. تم كل ذلك في غضون 10 أيام.