أسبوع من سقوط الأسد.. كيف تعافت الليرة السورية بعد سنوات من الانهيار؟

شهدت الليرة السورية بعد مرور أسبوع من سقوط نظام الرئيس السابق والهارب خارج البلاد بشار الأسد ارتفاعًا ملحوظًا في قيمتها، قدر خلال اليومين الماضيين بنحو 20% على أقل تقدير. 

وجاء هذا الارتفاع مع عودة السوريين من لبنان والأردن، والقضاء على قواعد الأسد الصارمة لتداول العملات الأجنبية والتي كانت تُجرم التعامل بالدولار، فكان استخدام أي عملات أجنبية قد يسبب إلحاق السوريين من المتعاملين بها إلى السجن. 

تعافٍ ملحوظ بعد سنوات من الانهيار

وصلت أسعار صرف الليرة اليوم الإثنين وفقًا لموقع “الليرة اليوم” 11500 ليرة مقابل الدولار الواحد للشراء في دمشق، و12500 مبيع، بينما وصل في حلب للشراء 12000 ليرة للدولار الواحد، و13000 للمبيع. 

في سوريا الأغنياء يحولون أموالهم إلى ذهب والفقراء يحركون الأسواق! (2)
سوريون يتسوقون الفواكه والخضروات في سوق في دمشق، يعمل العديد من السوريين في وظيفتين من أجل تغطية نفقاتهم. (تصوير لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية)

وكانت الليرة السورية وصلت إلى تدني تاريخي في قيمتها وانهيارات متتالية، وظهر ذلك بشدة خلال آخر أيام حكم الأسد، حيث كان سعر مبيع الدولار في حلب، سجّل 25.000 ليرة سورية لكل دولار أميركي، وأما سعر الشراء فقد بلغ 23.000 ليرة سورية أمام الدولار، وذلك وفقا لما نشره موقع “الليرة اليوم“ آنذاك، لتبدأ بعد سقوط الأسد رحلة التعافي واستعادة جزء من مستوياتها. 

تصريحات رسمية تعكس حالة التحسن

عكست التصريحات الرسمية حالة التعاف للعملة السورية خلال الفترة الأخيرة، حيث أكد القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، خلال تصريحات صحفية له مؤخرًا، أنه سيتم إصدار عملة جديدة في سوريا بعد استقرار وتحسن قيمة العملة الحالية.  

ومن جهته كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال في سوريا، محمد البشير، خلال تصريحات صحفية أن خزائن المصرف المركزي لا تحتوي إلا على أوراق نقدية بالليرة السورية، مع الافتقار إلى السيولة بالعملات الأجنبية. 

كما ذكر المصرف المركزي السوري، أن العملة المعتمدة في التداول في سوريا هي الليرة السورية بكافة فئاتها. 

حالة من التفاؤل

تسيطر حالة من التفاؤل بين السوريين بعد حالة التعافي التي شهدتها عملتهم الوطنية أمام العملات الأجنبية، وسط آمال بشأن عودة الاستقرار إلى الاقتصاد والأسواق، على الرغم من حالة الانهيار المالي والاقتصادي التي خلفها النظام وراءه. 

فمن المتوقع أن تتحسن العملة لترتفع قيمتها أمام الدولار بعد حدوث أكثر من انفراجه تتعلق بعودة اللاجئين وفتح كامل المعابر، إضافة إلى استقرار السوق وعودة الثقة لدى المستثمرين للاستثمار فيه، ومن ثم عودة الاحتياطيات النقدية لخزائن المصرف المركزي. 

وينتظر السوريون انعكاس تعافي عملتهم على الأسواق بتحسن أسعار السلع وهبوطها، بعد أن أثرت حالة التدهور الاقتصادي منذ بدء الأزمة السورية عام 2011 على أسعار السلع والخدمات، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تقارب 50% على المواد الغذائية والأدوية، وكافة السلع الأساسية، في ظل انخفاض دخول المواطنين، حيث ارتفع تضخم أسعار المستهلكين بنسبة 93% بحسب البيانات الواردة في أحدث تقارير “البنك الدولي” بشأن سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة