لم يعد لطهران موطئ قدم في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في بداية الأسبوع الثاني من شهر كانون أول/ديسمبر الجاري، إذ باتت تُطلق تصريحات في محاولة للفت أنظار دمشق، في حين وجّه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية، رسالة لإيران. 

إذ حذر الوزير، أسعد الشيباني، طهران من بثّ الفوضى في سوريا، على إثر التصريحات الإيرانية الأخيرة، التي أدلى بها وزير خارجيتها، عباس عراقجي، متوعداً بتطورات مستقبلية. 

 تحذير سوري

من الواضح أن طهران لم تمتص صدمة سقوط النظام السوري السابق وانسحابها من الأراضي السورية خلال أيام، حيث عملت على مدار 14 عاما الماضية على تثبيت نفسها في البلاد، عبر إبرام اتفاقيات تجاوزت 125 اتفاقية، بينما أنفقت نحو 50 مليار دولار لتثبيت الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في الحكم.

وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد الشيباني – انترنت

وزير خارجية إيران عباس عراقجي قال في تصريحات، أمس الثلاثاء، إن التطورات المستقبلية في سوريا “ستكون كثيرة”، بينما اعتبر أنه “من السابق لأوانه الحكم على ما يجري في سوريا”، معلّقا بقوله إن “من يعتقدون أن هناك انتصارات تحققت في سوريا عليهم التمهل في الحكم” وفق تعبيره. 

لأول مرة منذ عام 1979، وزير الخارجية السوري يدخل في سجال مع وزير الخارجية الإيراني، إذ حذرت دمشق طهران من بثّ الفوضى في سوريا، داعية إلى احترام إرادة الشعب السوري،

إذ قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في تغريدة عبر منصة “X“: “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها، ونحذرهم من بثّ الفوضى في سوريا ونحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة”.

ونشر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تغريدات، يحرّض فيها على رفض الواقع الجديد في سوريا، والعمل على الوقوف ضد الحكومة الجديدة والقوات التي أطاحت بالأسد. في حين قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة تسعى من خلال مخططاتها في سوريا إلى نشر الفوضى وإثارة الشغب لفرض هيمنتها على المنطقة. 

وأضاف: “أتوقع أن يشهد المستقبل ظهور مجموعة شريفة وقوية في سوريا أيضًا”، بينما ادعى أن حياة السوريين لم تعد آمنة. 

لا علاقات مع طهران

يأتي ذلك في ظل عدم رغبة السلطات السورية بوجود علاقات دبلوماسية مع إيران، إذ نفى مصدر مقرّب من الإدارة السياسية، وجود أي تواصل مع طهران، بما في ذلك المحادثات الدبلوماسية المتعلقة بفتح سفارتي البلدين.

ملصقات ممزقة لحسن نصر الله وقاسم سليماني على جدار السفارة الإيرانية في سوريا – رويترز

مصادر إعلامية أكدت أن التواصل بين الإدارة الجديدة وإيران، “مقطوع بشكل كامل”، نافياً بشكل قاطع ما تحدّثت به فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، عن وجود تواصل دبلوماسي. بينما أكدت أن لا خطط حالية في المدى المنظور لدى الإدارة الجديدة للتواصل مع طهران. 

الإدارة الجديدة تعمل على إعداد مذكرة ستقدمها للمحاكم الدولية، تتضمن مطالبة إيران بدفع 300 مليار دولار كتعويضات للشعب السوري والدولة السورية، عما سببته سياسات طهران من ضرر للسوريين والبنية التحتية السورية، خلال انحيازها عسكرياً مع ميلشياتها لصالح نظام الأسد، وفق المصادر ذاتها.

مهاجراني، ادعت في مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، وجود محادثات دبلوماسية لإعادة فتح سفارتي البلدين، وهو ما نفته مصادر من دمشق. 

إذ قالت مهاجراني، إن “نهجنا قائم على الدبلوماسية ونحن مستعدون، وهم مستعدون أيضا ونجري محادثات دبلوماسية لإعادة فتح سفارتي إيران وسوريا”، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إذ أكد ألا تواصل مباشر مع دمشق، وهو ما يشير إلى تخبط واضح لدى طهران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات