أثارت تصريحات محافظ دمشق، ماهر مروان، جدلاً واسعاً في أوساط السوريين، إذ قالت “الإذاعة الوطنية” الأميركية، إن مروان دعا الولايات المتحدة للمساعدة في إرساء السلام مع إسرائيل.

 ونفى المحافظ، أمس الجمعة، ما تناقلته إذاعة “NPR” الأميركية، بشأن دعوته للسلام مع إسرائيل، إذ ركزت المقابلة على توجه الشعب السوري بعد إسقاط النظام السابق ورغبته في العيش بسلام.

“لم يتطرق لهذا الموضوع”

مروان، نشر توضيحا مرئياً بعد تناقُل تصريحاته للإذاعة الأميركية، إذ قال إنه لم يتطرق خلال اللقاء إلى السلام مع إسرائيل، مشددا على أن الأمر ليس من صلاحياته، وأن هناك وزارة خارجية وقيادة معنية بهذا الأمر.

الاحتفالات بـ مهرجان النصر في مدينة درعا، جنوبي سوريا 26 كانون أول/ديسمبر 2024 - الحل نت
احتفالات بـ “مهرجان النصر” في مدينة درعا، جنوبي سوريا 26 كانون أول/ديسمبر 2024 – الحل نت

وأوضح أن سياق الحديث، الذي استمر لأكثر من ساعة، ركّز على التعايش السلمي المحلي، وتعب الشعب السوري خلال سنوات الثورة وأنه بحاجة إلى سلام داخلي.

المحافظ ختم التسجيل المرئي بقوله: “ركزت على أن الشعب السوري بحاجة إلى سلام داخلي ولا يريد حروباً خارجية، ومن الممكن أن يكون التعبير لدي ناقصاً، ولكن الله هو الرقيب على ما قلت وما نويت”.

وجاء ذلك بعدما نشرت “الإذاعة الوطنية” الأميركية على موقعها مضمون اللقاء، الذي نفى فيه مروان ما يبرر المخاوف الأمنية الإسرائيلية لاستهداف سوريا، وأشارت في تقريرها إلى دعوته الولايات المتحدة للمساعدة في إرساء السلام مع إسرائيل.

إذ أثارت تلك التصريحات انتقادات في الأوساط السورية، حيث قال البعض إن الحديث يتجاوز صلاحيات المحافظ، خاصة في ظل حساسية العلاقات مع إسرائيل، بينما اعتبر المحلل السياسي، خالد السرحان، عبر حسابه في “فيس بوك”، أن هذا “انبطاحا من دون رؤية واضحة لشكل وطبيعة وآليات تحقيق هذا السلام وإلى أي مدى قادرة الإدارة السياسية الجديدة على الدخول في محادثات لاستعادة مصالح سوريا”.

ماذا قال مروان؟

“الإذاعة الوطنية” الأميركية نقلت عن مروان قوله إن إسرائيل قد تكون شعرت بالقلق بعد تغيير النظام في دمشق بسبب “فصائل” معينة، معتبراً أن هذه المخاوف كانت “طبيعية”.

سيدة سورية تُلوِّح بعلامة النصر وتحمل باقة ورود في ساحة الأمويين بدمشق احتفالاً بإعلان الإطاحة بالأسد (أ.ف.ب)

وقال مروان: “من المفهوم أن تشعر إسرائيل بالقلق عندما تولت حكومة سورية جديدة السلطة بسبب فصائل معينة، لهذا تقدمت قليلاً، وقصفت قليلاً”.

بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، استهدفت إسرائيل منشآت عسكرية استراتيجية في سوريا وتوغلت في أجزاء من مرتفعات الجولان ومساحات واسعة في القنيطرة، مما أثار مخاوف من ضمها.

في رده على هذه المخاوف، قال مروان في حديثه مع “الإذاعة الوطنية العامة” الأميركية: “ليس لدينا أي خوف تجاه إسرائيل، ومشكلتنا ليست مع إسرائيل. نحن لا نريد التدخل في أي شيء يهدد أمن إسرائيل أو أمن أي دولة أخرى”. إذ أشار مروان إلى أن هذا الموقف يتماشى مع سياسة الحكومة الجديدة.

وقال: “هناك شعب يريد التعايش. يريدون السلام. لا يريدون النزاعات، نريد السلام، ولا نستطيع أن نكون أعداء لإسرائيل أو أعداء لأي أحد”.

الإذاعة أشارت إلى أن هناك تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفيد بأن الولايات المتحدة حثت إسرائيل على التعامل مع “هيئة تحرير الشام”، لكنها كانت مترددة.

وقال مسؤول أميركي للإذاعة إن الولايات المتحدة نقلت رسالة “هيئة تحرير الشام”، مضيفاً أنهم لم يحثوا أياً من البلدين في أي اتجاه.

وكان أحمد الشرع، القائد الفعلي المؤقت للبلاد، قد قال في وقت سابق؛ إنه لا يوجد أي مبرر لإسرائيل لضرب سوريا باعتبار أن وجود “حزب الله” والميليشيات الإيرانية ونظام الأسد قد انتهى الآن.

وأوضح أن نهج الحلول الدبلوماسية هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار، بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات