لا تزال العاصمة السورية دمشق تشهد زيارات لوفود دولية وإقليمية للقاء الإدارة الجديدة في سوريا. وبعد زيارة وفد من أوكرانيا وصل وفد من “مجلس التعاون الخليجي”، والكويت.

واللافت أن وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، صرح اليوم الاثنين، إنه تلقى دعوة من نظيره السعودي لزيارة المملكة لتكون أول زيارة خارجية رسمية يجريها.

سوريا.. زيارات دولية وخليجية

بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فقد استقبل قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع أمين عام “مجلس التعاون الخليجي” ووزير خارجية الكويت.

ووصل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، اليوم الاثنين للعاصمة دمشق، بالإضافة إلى وزير الخارجية الكويتي عبدالله علي اليحيا.

يأتي ذلك بعد أن التقى أحمد الشرع اليوم الاثنين وفدا أوكرانياً كبيرا برئاسة وزير الخارجية أندريه سيبيغا.

ووفق ما ذكره وسائل الإعلام، فإن الوفد الأوكراني رفيع المستوى ضم كلا من وزير الزراعة، والمبعوث الخاص للرئيس الأوكراني مكسيم الصلح، إضافة إلى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأوكرانية.

وإزاء ذلك، قال وزير الخارجية السوري الجديد لنظيره الأوكراني، اليوم الاثنين إن سوريا تأمل في إقامة “شراكات استراتيجية” مع أوكرانيا في الوقت الذي تتحرك فيه كييف لبناء علاقات مع القيادة الجديدة في دمشق وسط تراجع النفوذ الروسي، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.

وكانت روسيا حليفا قويا للرئيس المخلوع بشار الأسد ومنحته حق اللجوء السياسي. وقالت موسكو إنها على اتصال بالإدارة الجديدة في دمشق، بما في ذلك بشأن مصير المنشآت العسكرية الروسية في سوريا.

وأردف وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني: “ستكون هناك شراكة استراتيجية بيننا وبين أوكرانيا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وشراكات علمية”.

قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع ووزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا في دمشق- “رويترز”

وتابع الشيباني “من المؤكد أن الشعبين السوري والأوكراني لديهما نفس التجربة ونفس المعاناة التي تحملناها على مدى 14 عاما”، في ما يبدو أنه مقارنة بين الحرب الأهلية الوحشية في سوريا (2011-2024) واستيلاء روسيا على الأراضي الأوكرانية التي بلغت ذروتها بغزوها الكامل في عام 2022.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيغا، إن بلاده سترسل مزيدا من شحنات المساعدات الغذائية إلى سوريا، وذلك بالإضافة إلى وصول 20 شحنة من الدقيق إلى العاصمة السورية، الثلاثاء، طبقا لـ”رويترز”.

وحضَّ وزير الخارجية الأوكراني من دمشق على “إنهاء” الوجود الروسي في سوريا، بينما قال نظيره السوري: “نحن مقتنعون من منظور استراتيجي، بأن إنهاء الوجود الروسي في سوريا سوف يسهم في مزيد من الاستقرار؛ ليس فقط للدولة السورية الجديدة؛ لكن أيضا في الشرق الأوسط وإفريقيا”.

وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا (يسار) خلال مؤتمر صحافي مع نظيره في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني في دمشق- “رويترز”

هذا وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة الماضي إرسال الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية الأوكرانية إلى سوريا والتي تتكون من 500 طن متري من دقيق القمح كجزء من مبادرة كييف الإنسانية “حبوب من أوكرانيا” بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

أول زيارة خارجية رسمية

وفي سياق آخر ذي صلة، كشف أسعد الشيباني عن قبوله دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية، لتكون أول زيارة خارجية رسمية يقوم بها وفد من الإدارة الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وكتب الشيباني عبر حسابه على منصة “إكس”، إنه تلقى دعوة من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان “لزيارة المملكة”، مضيفا: “أقبل هذه الدعوة بكل حب وسرور وأتشرف بتمثيل بلدي بأول زيارة رسمية”.

وأشار الشيباني في منشوره إلى أن سوريا “تتطلع لبناء علاقات استراتيجية مع الأشقاء في المملكة على كافة المجالات”.

هذا وزار وفد سعودي رفيع المستوى سوريا، قبل أسبوع، وعقد لقاءات مع الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وفق وسائل الإعلام.

وكان الشرع قد اختار قناة “العربية” السعودية لعقد أول لقاء تلفزيوني، أمس الأحد، وتطرق لعدد من الملفات على مدار نحو ساعة.

وقال الشرع للقناة السعودية إن “للمملكة دورا كبيرا في مستقبل سوريا”، وإن “التصريحات السعودية الأخيرة تجاه سوريا إيجابية جدا”. وأضاف أن “السعودية تسعى لاستقرار سوريا”، مؤكدا أن “للسعودية فرصا استثمارية كبرى في سوريا”.

وقال الشيباني في منشور آخر منفصل، على منصة “إكس” اليوم الاثنين: “نؤكد اليوم أن سوريا الجديدة ترحب بجميع الوفود العربية والأجنبية، إذ نبدأ اليوم تاريخا جديدا يمثل علاقات جديدة ويصل سوريا الماضي بسوريا الحاضر ويطوي صفحة قديمة من القطيعة التي كانت على أيام النظام السابق”.

وما تزال تصل وفود من دول عربية وغربية إلى دمشق لبحث مستقبل الأوضاع والعلاقات في المرحلة الجديدة التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد.

هذا وسيطرت فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” على العاصمة دمشق يوم 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري بعد تقدم خاطف دفع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى الفرار لروسيا بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما، و54 سنة من حكم “آل الأسد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة