بعد تغير المشهد السياسي في سوريا وسقوط النظام السابق، لم تجرِ القاهرة تواصلا رسميا مع دمشق على غرار الدول العربية والإقليمية، التي أرسلت وفودا للقاء قائد الإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع.

إذ أجرى وزير الخارجية المصري، بدر العاطي، الثلاثاء الماضي، اتصالاً هاتفيا مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بينما ما زالت تؤكد على موقفها المتمثل بعملية الانتقال السياسي. لكن مصادر صحفية كشفت في وقت سابق، عن وضع القاهرة شرطاً لإقامة علاقات دبلوماسية.

يأتي ذلك بينما بدأت دمشق برسم معالم العلاقات الخارجية، التي افتُتحت بزيارة إلى الرياض، بينما وصل وفد سوري اليوم الأحد، إلى الدوحة.

مباحثات أميركية مصرية

الوزير المصري شدد، مساء أمس السبت، على موقف القاهرة الثابت بدعم عملية الانتقال السياسي بقيادة وطنية شاملة في سوريا، إذ جاء ذلك خلال نقاش هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع عبد العاطي.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي

بحسب بيان الخارجية المصرية، فإن عبد العاطي أكد على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مع أهمية أن تتم عملية الانتقال السياسي بعيداً عن أي “إملاءات خارجية”، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوري.

وأوضح الوزير المصري، أن مصر تقف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه.

بينما أشاد بلينكن بدور مصر المحوري في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكداً أهمية الشراكة بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.

مصادر صحفية كشفت، نهاية شهر كانون أول/ديسمبر الماضي، عن استعداد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، لزيارة مرتقبة إلى العاصمة السورية خلال الأيام المقبلة، للقاء القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.

إذ قالت إن القاهرة منفتحة على مد جسور التعاون مع الإدارة السورية الجديدة، لكنها وضعت شروطاً رئيسية تتعلق بالمخاوف الأمنية المصرية، التي تتمحور حول وجود مصريين يقاتلون ضمن صفوف “المجموعات المسلحة” في سوريا، إلى جانب العلاقات المحتملة بين هذه المجموعات وأطراف داخل مصر. 

بحسب المصادر، فإن القاهرة تخشى من أن تصبح الأراضي السورية تحت الإدارة الجديدة ملاذاً للمعارضين المصريين أو منصة لانطلاق هجمات ضد الدولة المصرية.

بينما تعهدت أنقرة، للقاهرة بالتدخل لدى القيادة السورية الجديدة لضمان عدم انتقال أي معارضين مصريين إلى الأراضي السورية في الفترة المقبلة.

ووضعت القاهرة شرطاً واضحاً لإقامة علاقات دبلوماسية مع الإدارة الجديدة في سوريا، يتمثل في ضمان عدم استخدام الأراضي السورية ملاذاً للمعارضين المصريين أو قاعدة لانطلاق أي هجمات ضد مصر، بحسب المصادر.

وفد سوري في الدوحة

بعد السعودية، توجه وفد سوري يرأسه وزير الخارجية، أسعد الشيباني، اليوم الأحد، إلى قطر. إذ يضم وفد الإدارة السورية إلى جانب الشيباني، وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب.

وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد الشيباني – انترنت

وقال الشيباني، إن الوفد بحث مع رئيس الوزراء القطري جميع القضايا الأساسية والاستراتيجية. وأضاف: نقلنا للدوحة توجساتنا وخصوصا ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية على سوريا.

الشيباني جدد مطالبة الولايات المتحدة برفع العقوبات عن الشعب السوري، بينما أكد أن سوريا الجديدة ستحظى بعلاقات جيدة جدا مع دول المنطقة.

الشيباني كشف في تغريدة عبر حسابة على موقع “X”، أنه سيتوجه في زيارة رسمية إلى 3 عواصم عربية، أبو ظبي وعمّان والدوحة. وقال إن الزيارة تأتي للمساهمة بدعم الاستقرار، والأمن، والانتعاش الاقتصادي، وبناء شراكات متميزة مع الدولتين الخليجيتين، وعمّان.

وأجرى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي اتصالاً هاتفياً مع الشيباني، الجمعة، اتفقا خلاله على تنظيم زيارة لوفد وزاري سوري واسع؛ لبحث تعزيز التعاون، وفق ما أعلنت عمّان.

الخارجية الأردنية، قالت في بيان، إن الوزيرين اتفقا على تنظيم زيارة للمملكة لوفد وزاري قطاعي وعسكري وأمني تلبية لدعوة رسمية من الصفدي؛ لبحث آليات التعاون في مجالات عديدة تشمل الحدود والأمن والطاقة والنقل والمياه والتجارة، وغيرها من القطاعات الحيوية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات