كشف مدير المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية سابقا، كامل صقر، سبب تهرب رئيس النظام السوري السابق، بشار الأسد، من لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى مضمون الخطاب الشهير الذي أراد أن يُلقيه قبيل سقوط نظامه، قبل أن يُلغيه تماما.

ماذا كان رد أردوغان على رفض الأسد اللقاء به؟

كامل صقر، قال إبان مقابلة في بودكاست “بتوقيت دمشق“، إن رفض الأسد الجلوس مع أردوغان هو انفصال عن الواقع وعدم تقدير للموقف وهروب من النتائج السياسية التي قد تترتب عن اللقاء مع الرئيس التركي.

وأردف صقر، أن ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الى سوريا، حاول إقناع الأسد بالجلوس مع أردوغان لكنه رفض، كما رفض الأسد عقد اجتماع على مستوى وزيري الخارجية في تركيا وسوريا، وتمسك بلقاءات بين مسؤولين أمنيين في البلدين فقط.

وبحسب صقر، فإن الأسد كان يرى أن لقاء أردوغان ليس مجرد لقاء ومصافحة لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة وانتهى الأمر، بل كان يرى بأن أردوغان سيفرض طلبات سياسية نتيجة المكاسب التي حققها على الأرض في الشمال السوري، إذ ليس من المعقول أن يقدّم أردوغان كل ما حققه للأسد هباء منثورا، ولهذا السبب كان الأسد يتهرب ويرفض اللقاء مع الرئيس التركي.

وأكد صقر، أن رفض الأسد طلبات روسيا بالجلوس مع أردوغان، أمر لم يسر الطرف الروسي، كما أن الأسد رفض وساطة إيرانية للقبول بلقاء أردوغان، وهنا كان جواب الرئيس التركي: “لا داعي للتوسط بعد الآن. الرد سيكون في الميدان”، في إشارة إلى ما حصل وهو سقوط نظام الأسد، وفقا لكامل صقر.

كواليس الخطاب الملغي.. لغة متوترة ومهاجمة لتركيا

في سياق آخر، تحدث صقر عن الساعات الأخيرة لبشار الأسد قبل سقوط النظام في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والخطاب الرئاسي الذي لم يصل إلى مسامع الجمهور، وأكد “محاولة بشار الأسد إلقاء كلمة متلفزة، وأراد في البداية توجيه كلمة مدوية بعد سقوط حلب”.

وأضاف صقر: تواصل الأسد معي وأرسل خطابا من نحو 400 كلمة، يتضمن 3 محاور، الأول هو أن ما يجري نتيجته ستكون تقسيم الوطن إلى عدة أوطان، والثاني، اتهام تركيا بالاحتلال، والثالث عن الموقف العربي مما يجري في سوريا.

وأكد صقر، أنه رأى في نص الكلمة التي اطلع عليها لغة شديدة التوتر لا تناسب حجم الأزمة الحالية، وتغفل المطالب الواقعية كالانسحاب من الحكم أو عقد تسوية، كاشفا عن محاولته إبلاغ الأسد بأن الخطاب لا يغير شيئا، لكن لم يجرؤ أحد على اقتراح تنحٍّ صريح.

وقال صقر: “جهزنا المكان كي يقوم منه الأسد بإلقاء الخطاب ولكن سقوط النظام أصبح مرئيا منذ بداية يوم السبت 7 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أي قبل ساعات على سقوط النظام”، مُضيفا: “تمّت التحضيرات اللوجستية لهذا الأمر وكانت هذه الفكرة بعد تحرير حمص من قوات النظام”.

مع من غادر الأسد البلاد؟

كامل صقر، قال إن مكان توجيه الخطاب كان نفس المكان الذي يظهر منه الأسد عادة في الخطابات المتلفزة، وتحديدا في قصر المهاجرين وليس من القصر الرئاسي، لكن الخطاب أُلغي فجأة، مردفا، أن أحد الموظفين المقربين أبلغه عند الساعة 02:15 من فجر يوم الأحد، 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بأن الرئيس قد غادر للتو.

وأكد صقر: “غادر الأسد دمشق نحو مطار وقاعدة حميميم في اللاذقية مع وزير الدفاع ورئيس الأركان والأمين العام للرئاسة ومرافقه الشخصي، مكثوا هناك عدة ساعات، ومن ثم غادروا إلى موسكو، ولا أعلم يقينا ما إذا كان شقيقه ماهر على علم مسبق بذلك أو لا”.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بدأت فصائل المعارضة السورية بعملية سمّتها “ردع العدوان”، تمكنت من خلالها السيطرة على حلب، تلتها حماة، ثم سيطرت على حمص، والتحقت بها درعا والقنيطرة والسويداء، ليتم أخيرا دخول العاصمة السورية دمشق، فجر 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الأمر الذي أدى إلى فرار الأسد وسقوط النظام. تم كل ذلك في غضون 10 أيام.

وحكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1971 وانتهى حُكمها بعد نصف قرن من الديكتاتورية. حكم حافظ الأسد لمدة 29 عاما، منذ 1971 وحتى رحيله في عام 2000، وحكم نجله بشار الأسد لمدة 24 عاما، بدءا من عام 2000، وانتهى حكمه بسقوطه في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات