كشف مدير المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية سابقا، كامل صقر، تفاصيل رحلة رئيس النظام السوري السابق، المخلوع بشار الأسد إلى موسكو قبل سقوط نظامه، وتحديدا قبل وإبان سيطرة المعارضة على حلب، فكيف خدعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟

كامل صقر، وخلال مقابلة في بودكاست “بتوقيت دمشق”، قال إن الأسد سافر من مطار دمشق إلى موسكو في يوم الأربعاء، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن الذي حدث أن بوتين أجّل اللقاء متعمدا دون سبب واضح.

كواليس اللقاء.. بوتين يلف ويدور على الأسد

بحسب كامل صقر، فإن اللقاء بين الأسد وبوتين بدل أن يتم يوم الأربعاء قبل سيطرة المعارضة على حلب، حصل بعد يومين، أي في يوم الجمعة 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وحينها كانت حلب أصبحت تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية.

حتى الموعد الذي حُدّد يوم الجمعة، تم تأجيل وقت اللقاء فيه لمرتين، إذ كان من المفترض أن يتم لقاء الأسد وبوتين عند الساعة الثانية ظهرا بتوقيت موسكو، لكن “الكرملين” أبلغ الأسد بتأجيل الموعد إلى الثالثة ظهرا، ثم إلى الخامسة عصرا، والكلام لكامل صقر.

استمر اللقاء انفراديا بين الأسد وبوتين لمدة ساعة واحدة فقط، ولم يخرج بأي نتائج ملموسة. كان الأسد طلب من بوتين تأمين موسكو وصول معدات عسكرية إيرانية إلى الجيش السوري عبر قاعدة حميميم في اللاذقية، بهدف تجهيز الجيش لمواجهة تقدم فصائل المعارضة.

الذي حصل كما يقول صقر نقلا عن الأسد، فهو كان قد رافقه في رحلة موسكو، أن بوتين وأثناء لقائه ببشار الأسد، اتصل برئيس أركان جيشه الروسي، وطلب منه تأمين وصول الدعم العسكري الإيراني جوا إلى قاعدة حميميم، لكن الرئيس السوري تعرض للخديعة من بوتين، فلا شيء من ذلك قد حصل مطلقا.

وقال كامل صقر، إنه حتى نشر بيان مشترك عن اللقاء لم يحصل، فبعد أن أعدت دمشق نقاط البيان من وجهة نظر سوريا، بانتظار نقاط البيان من وجهة نظر موسكو، طلب “الكرملين” التريث، ثم جاء الرد إلى الأسد، بأن بوتين لا يفضل نشر أي بيان عن اللقاء، رغم أن اللقاء قد تسرب للإعلام.

موسكو وطهران تركتا الأسد وحيداً

بعد عودة الأسد من موسكو في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 إلى دمشق، في انتظار وصول الدعم العسكري الإيراني، لم يصله أي شيء. “الإيرانيون أبلغوا الأسد أنهم لم يتلقوا تأكيدات أن بإمكانهم تحريك طائرات إيرانية إلى حميميم وأن تعبر أجواء العراق وسوريا”، وفق كامل صقر.

وأكد صقر: “عند سؤال الأسد في اتصال مع موسكو عن تلك الرد الإيراني له، لم يجبه الكرملين بأي كلام مقنع بشأن السماح بهبوط طائرات إيرانية في قاعدة حميميم، واكتفى بالقول، إن الأميركيين هددوا بإسقاط طائرة تحركت من إيران ودخلت أجواء العراق باتجاه حميميم ما لم تعد أدراجها، ما اضطرها للعودة”.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بدأت فصائل المعارضة السورية بعملية سمّتها “ردع العدوان”، تمكنت من خلالها السيطرة على حلب، تلتها حماة، ثم سيطرت على حمص، والتحقت بها درعا والقنيطرة والسويداء، ليتم أخيرا دخول العاصمة السورية دمشق، فجر 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الأمر الذي أدى إلى فرار الأسد وسقوط النظام. تم كل ذلك في غضون 10 أيام.

وحكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1971 وانتهى حُكمها بعد نصف قرن من الديكتاتورية. حكم حافظ الأسد لمدة 29 عاما، منذ 1971 وحتى رحيله في عام 2000، وحكم نجله بشار الأسد لمدة 24 عاما، بدءا من عام 2000، وانتهى حكمه بسقوطه في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات