مضى شهر واحد على الإطاحة بنظام الأسد في سوريا، حيث عاشت البلاد فرحة انتصار الثورة السورية، التي استمرت 14 عاماً وانتهت في الـ 8 كانون أول/يناير الماضي، لتبدأ سوريا عهداً جديدا، بعد 54 سنة من والقمع وتكميم الأفوه، ناهيك عن الفساد الذي تغلغل في مؤسسات الدولة السورية وأنهكها.

إذ عمد الأسد الأب والابن على إفساد البلاد وفتح الأبواب أمام المتنفذين للسيطرة على اقتصاد سوريا ومواردها، في حين أشغل النظام المخلوع الشعب السوري بالسعي وراء الحصول على الخدمات الأساسية، والتي تعتبر إحدى الحقوق الواجب توفيرها لكل الأفراد من دون تمييز.

الضغط الاقتصادي

منذ الأيام الأولى لسقوط نظام الأسد، تولّت حكومة محمد البشير أمور تسيير الأعمال حتى شهر آذار/مارس المقبل، لتملأ الفراغ الذي أشغلته حكومة محمد الجلالي -آخر رئيس وزراء عينه الأسد- إذ عملت حكومة تصريف الأعمال على ضمان استمرار الخدمات الأساسية وتحسين بعضها، ضمن الإمكانيات المتاحة.

مبنى رئاسة مجلس الوزراء في دمشق - انترنت
مبنى رئاسة مجلس الوزراء في دمشق – انترنت

وعملت الحكومة الجديدة على إلغاء كافة الآليات التي كان معمولا بها في السنوات الماضية، من البطاقة الذكية وغيرها من الإجراءات، التي أرهقت السوريين بهدف إشغالهم ولفت أنظارهم إلى تأمين احتياجاتهم الأساسية.

وقال مصدر حكومي مطلع لـ “الحل نت“، إن الحكومة الحالية حققت إنجازات كبيرة خلال الشهر المنصرم على مستوى البلاد، إذ كان ذلك “يتطلب 50 عاما من النظام البائد حتى ينجزه”.

منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام، كان هناك جلسة عامة للقيادة العامة مع الوزراء وكل المؤسسات الرئيسية في الدولة، إذ ركزت توجيهات القائد الفعلي المؤقت للبلاد، أحمد الشرع، على تخفيف الضغط الاقتصادي على الناس. ونقل المصدر عن الشرع قوله: ” قد ما فيكم تخففوا عن الناس خففوا من خبز للماء للكهرباء للضرائب”.

“كانت دولة طوابير”

ووصف المصدر الحكومي أن الدولة في عهد النظام المخلوع “كانت دولة طوابير”، حيث لم يبق الآن طابور على أي محطة وقود في سوريا ولا على أفران الخبز.

بسطات في شوارع العاصمة دمشق – الحل نت

إذ كان نظام الأسد يشغل الناس بالبطاقة الذكية وانتظار الدور لكي يحصلوا على حقوقهم في حدودها الدنيا، حتى في المحافظات التي كانت “تعتبر حاضنة شعبية له”. في حين أن الدولة كانت قادرة على حل الأزمات خلال شهر، لكنها لم تكن تريد ذلك، بحسب المصدر.

وأكد أن صفقات كبيرة من النفط في طريقها إلى سوريا، إضافة إلى منح من الدول الصديقة ستصل خلال أيام.

المصدر أكد أن الدولة السورية كانت عبارة عن “مافيات”، إذ كانت ملايين الإيرادات تدخل شهريا للحكومة، لكن كان يتم تقاسمها من المتنفذين في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة