منذ سقوط النظام السوري السابق، تستمر إسرائيل التوغل في الأراضي السورية وانتهاك الاتفاقيات الدولية، إذ بدأت بالتوغل في القنيطرة وريفها منذ أشهر، حيث كانت تعمل إنشاء منطقة آمنة، بحجة حماية نفسها من عناصر “حزب الله” اللبناني والميليشيات الإيرانية.

لكن هذه الحجج لم تعد موجودة بعد الإطاحة بنظام الأسد منذ أزيد من شهر، إذ بدأت بإطلاق تخوفات من الإدارة الجديدة في سوريا وحلفائها، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

بطول 15 كيلو متراً

وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن تل أبيب تخطط لإقامة “منطقة سيطرة”، بطول 15 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، و”مجال نفوذ استخباراتي”، يمتد لنحو 60 كيلومتراً.

قوة عسكرية إسرائيلية على حدود القنيطرة - انترنت
قوة عسكرية إسرائيلية على حدود القنيطرة – انترنت

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل ستحتاج إلى الحفاظ على محيط عملياتي يبلغ طوله 15 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، حيث سيحافظ الجيش الإسرائيلي على وجوده لضمان عدم تمكن “حلفاء النظام الجديد” في سوريا من إطلاق الصواريخ باتجاه مرتفعات الجولان.

الصحيفة أضافت أن المسؤولين ذكروا أن هناك “ضرورة وجود مجال نفوذ يمتد 60 كيلومتراً داخل سوريا، ويكون تحت سيطرة المخابرات الإسرائيلية، لمراقبة ومنع التهديدات المحتملة من التطور”.

وذكرت أن المسؤولين عبروا عن دهشتهم مما وصفوه بـ “عمى الغرب” تجاه قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.

مسؤول إسرائيلي قال للصحيفة إن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا “تتدافع نحو الجزار الشرع”، إذ لفتت إلى أن الولايات المتحدة ألغت مكافأة 10 ملايين دولار كانت قد وُضعت على رأسه قبل عقد من الزمان، وخففت مؤخراً بعض العقوبات المفروضة على سوريا.

تخوف من فصائل فلسطينية

الصحيفة نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير، من دون أن تسمه، قوله إن الغرب يختار عمداً أن يكون أعمى، ويتعامل مع أخطر الناس في العالم، و”العالم العربي المحيط بنا يفهم التهديد ويحذر الغرب لكنه يرفض الاستماع”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن “لا أحد يستطيع أن يضمن أن الإدارة الجديدة في النهاية لن تنقلب ضدنا، وهؤلاء أشخاص خطيرون للغاية”.

جنود مشاة إسرائيليون من اللواء 769 يشاركون في تدريب في مرتفعات الجولان، بجوار الحدود الإسرائيلية والسورية واللبنانية، في 8 أيار/مايو 2024 - انترنت
جنود مشاة إسرائيليون من اللواء 769 يشاركون في تدريب في مرتفعات الجولان، بجوار الحدود الإسرائيلية والسورية واللبنانية، في 8 أيار/مايو 2024 – انترنت

المسؤول شدّد على أهمية أن “تحافظ إسرائيل في الأمد البعيد على منطقة سيطرة ومجال نفوذ في سوريا”، إذ يأمل في تلقي بلاده الدعم الكامل ضد التهديدات من سوريا ولبنان بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في 20 كانون الثاني/يناير الجاري.

وأضاف: “في غضون ذلك، سيتعين علينا البقاء هناك، وضمان منطقة خالية من الصواريخ على بعد 15 كيلومتراً تحت سيطرتنا، بالإضافة إلى مجال نفوذ يبلغ 60 كيلومتراً، لمنع التهديدات من التطور، نحن نبني مفهوماً عملياً لهذا الواقع الجديد”.

المسؤول الإسرائيلي أشار إلى عدم السماح بوجود حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في سوريا، مؤكداً على أنه “لن نسمح بتأسيسهم في سوريا تماماً كما منعنا موطئ قدم إيران هناك”.

وكان سفير سوريا في الأمم المتحدة، قصي الضحاك، أكد على ضرورة ضمان عدم استغلال إسرائيل للظروف الراهنة في البلاد لانتهاك سيادتها ومحاولة تكريس واقعٍ جديد من خلال توغل قواته العسكرية في مساحات إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة والمناطق المحيطة بها.

كما طالب السفير السوري بضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها مؤخرا، ووضع حدٍ لممارساتها العدوانية بحق أهلها، واحترام ولايتي بعثتي الأندوف والأونتسو وعدم المساس بهما”.

وتستغل تل أبيب الوضع الحالي في سوريا، حيث تمر البلاد بحالة من عدم الاستقرار بعد الإطاحة بالنظام السوري السابق وانهيار الجيش والأجهزة الأمنية، ناهيك عن عدم رغبة الإدارة السورية الجديدة بالدخول بمواجهة مع إسرائيل، حيث لجأت إلى القنوات الدبلوماسية عبر دول أخرى، وفق تصريحات سابقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة