من أجل توحيد الصف الكُردي، بل لإيجاد إطار سياسي يكون قادرا على مواجهة اللحظة السياسية الحساسة والدقيقة التي تمر بها سوريا والمنطقة وتحدياتها، فضلا عن أن يكون ممثلا للقضايا الملحة سواء ما يتعلق بالكُرد في سوريا أو ما يتعلق بمحاولات استبعادهم أو وضعهم تحت ضغوط الصراع مع تركيا والاقتتال الداخلي في مواجهة “الفصائل السورية” الموالية لأنقرة، استقبل قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الجنرال مظلوم عبدي ممثل الزعيم الكُردي مسعود بارزاني، الدكتور عبد الحميد دربندي.

وبحسب بيان صادر عن قوات سوريا الديمقراطية، الاثنين، فإن اللقاء جرى بين الجنرال مظلوم عبدي والدكتور عبد الحميد دربندي في شمال وشرق سوريا.

لقاء عبدي مع دربندي في سوريا

وأضاف البيان الذي نشرته “قسد” على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية استقبل ممثل الرئيس مسعود بارزاني الدكتور حميد دربندي، في اجتماع تناول آخر المستجدات على الساحة الكُردية والإقليمية.

وأشار بيان “قسد” أنه خلال اللقاء، “نقل الدكتور دربندي رسالة دعم من الرئيس بارزاني، أكدت على أهمية توحيد الصف الكُردي وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الراهنة في سوريا”.

من جانبه، أعرب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية عن تقديره لرسالة رئيس “الحزب الديمقراطي الكُردستاني” في إقليم كُردستان العراق، مسعود بارزاني ودعمه.

وشدد قائد “قسد” على أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف الكُردية لتحقيق الاستقرار وضمان حماية مصالح الشعب الكُردي، طبقا لبيان “قسد”.

دربندي اجتمع بـ”المجلس الوطني الكُردي”

كذلك، اجتمع الدكتور حميد دربندي، بـ”المجلس الوطني الكُردي” (ENKS) المدعوم من أربيل/هولير، في مدينة القامشلي/قامشلو شمال شرقي سوريا.

كما ونشر “المجلس الوطني الكُردي” صورا قال إنها من اجتماع ممثل الرئيس بارزاني مع قيادته في القامشلي/قامشلو.

فيما أكد الدكتور حميد دربندي، لوسائل الإعلام في مقر الرئيس بارزاني، على أن الرئيس بارزاني سيقدم الدعم والمساندة للشعب الكُردي في سوريا.

و”المجلس الوطني الكُردي” هو تحالف آخر للأحزاب الكُردية في سوريا التي تعارض حكم “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، التي أعلنها “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكُردي وأحزاب حليفة بداية عام 2014. ويعتبر “المجلس الوطني الكُردي” الكيان السياسي الكُردي الوحيد المنضوي في صفوف هيئات “المعارضة السورية”، كما ولديه علاقات جيدة مع تركيا و”الحزب الديمقراطي الكُردستاني”، الحزب الحاكم في إقليم كُردستان العراق.

ضرورة توحيد “الصف الكُردي”

المبادرات الكُردية التي انطلقت من أطراف عديدة خلال الفترة الفائتة، والتشكلات التي تتم على مهل، تؤكد حيوية ومرونة القوى السياسية السورية الكُردية لتكون ضمن الحيز الوطني السوري والذي يضمن حقوقها عبر الحوار والتفاوض والشراكة السياسية وفي الحكم. ذلك ما سبق وعبرت عنه القيادية الكُردية إلهام أحمد بأن “ضمان حقوق الكُرد في دمشق وليس في أنقرة”.

وقد عقد خلال الشهر الماضي، اجتماع بين “المجلس الوطني الكُردي” وقوات سوريا الديمقراطية، حضره مسؤولون من (التحالف الدولي) بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”. وكان الهدف من ذلك اللقاء مناقشة الخلافات الداخلية العالقة بين طرفي الحركة السياسية الكُردية، بحيث يتم تشكيل “وفد موحد” للتفاوض مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق.

ويرى محللون سياسيون أنه إذا لم يتم حل الخلافات البينية بين الأطراف الكُردية في سوريا (المجلس الكُردي وقسد)، فإن الذهاب إلى دمشق سيكون “منقوصا” وسيفشل بالتبعية، خاصة وأن الأطراف الدولية يريدون “وفد كُردي موحد”، ولهذا السبب تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى دفع الأطراف الكُردية للتوصل إلى اتفاق قريبا.

ويقول الدكتور زارا صالح، الباحث السياسي الكُردي في دراسات السلام وحل النزاعات الدولية في “جامعة كوفنتري” ببريطانيا: “إن القوى الدولية لديها إصرار على حماية حقوق جميع الفئات في سوريا سواء القومية أو الدينية والطائفية بشكل لا يسمح بنزاعات اجتماعية تضر بالسلم الأهلي، وسوريا الآن أمام لحظة دقيقة وأمام مفترق طرق، وبالتالي على الأطراف الكُردية توحيد صفوفهم والتوجه إلى دمشق، حيث إن تشتيت الصف الكُردي قد يضيع المطالب الكُردية ويتسبب في فراغ تلعب عليه أطراف خارجية لتوجيه دفة الأحداث لصالحها، ويجعل التفاهم مع الإدارة الجديدة في دمشق من دون جدوى أو يباعد بين الطرفين، خاصة مع مساعي أنقرة في القضاء على الكُرد ومشروعهم”.

ولفت الباحث السياسي الكُردي السوري في وقت سابق لـ”الحل نت”، إلى ضرورة أن يكون للكُرد رؤية سياسية ومقاربة يمكن التعبير عنهما في خطاب سياسي متجانس وموحد، ويحمل أهدافهم المطلبية وطموحهم، وذلك ما يمكن أن يتحقق في ظل مشاركة القوى السياسية الكُردية، فضلا عن النخبة المثقفة والشخصيات الوازنة والمعتدلة، وقادة المجتمع المدني، وهذه الأطراف مجتمعة بما تمثله من خبرات ومرونة ستكون قادرة على عمل ديناميات سياسية تحقق نجاحات عملية، ومع وجود جسم سياسي كُردي بهذه الحمولة سيكون الوصول لدمشق أمرا مهما ولافتا، ومن المتوقع أن يحصد نتائج إيجابية، ويمكن لوفد كهذا يتوجه إلى دمشق، يكون برعاية أو دعم من قبل واشنطن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات