بعد الإطاحة بنظام الأسد قبل أزيد من شهر، نشطت تحركات ألمانيا في الملف السوري، بدءا من دورها في رفع العقوبات المفروضة على البلاد، وصولا إلى زيارات مسؤوليها إلى دمشق للاطلاع على الأوضاع هناك ولقاء “الإدارة السياسية الجديدة”. 

وزارت وزيرة التنمية الألمانية، سفينيا شولتسه، اليوم الأربعاء العاصمة السورية، إذ تُعتبر هذه الزيارة الرسمية الثانية إلى البلاد، بعد سقوط النظام السابق، للقاء “السلطات الجديدة”. 

فرصة تاريخية

الوزيرة الألمانية، سفينيا شولتسه، أكدت من دمشق، أن سوريا أمام فرصة تاريخية لبداية جديدة، مع تولي “سلطة جديدة” إدارة البلاد في مرحلة انتقالية عقب الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وفد ألماني برئاسة وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية سفينيا شولتسه يزور مشفى المجتهد بدمشق
وفد ألماني برئاسة وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية سفينيا شولتسه يزور مشفى المجتهد بدمشق – “سانا”

ووعدت شولتسه بدعم “التنمية السلمية والمستقرة” في سوريا، إذ قالت في بيان: “بعد أكثر من 50 عاما من الدكتاتورية و14عاما من الحرب الأهلية، أصبحت سوريا الآن لديها فرصة للتنمية السلمية والمستقرة”، وفق وكالة “فرانس برس”. 

وتأتي زيارتها بعد أكثر من شهر بقليل من إطاحة إدارة العمليات العسكرية بالنظام السوري، بينما زارت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أيضاً دمشق في وقت سابق من هذا الشهر؛ حيث التقت مع مسؤولي “الإدارة السياسية”، على رأسهم أحمد الشرع. 

من المقرر أن تلتقي شولتسه بـ “القيادة الجديدة” وكذلك منظمات الإغاثة “لتحديد كيف يمكن لألمانيا دعم تنمية سوريا سلمية ومستقرة وشاملة”، بحسب بيان الوزيرة. 

وقالت: “سيكون من الخطأ من جانبنا عدم استخدام هذه الفرصة التاريخية لدعم سوريا في الشروع في بداية سلمية جديدة”. مشيرة إلى أنه يمكن لألمانيا أن تفعل الكثير لدعم البداية الجديدة للمجتمع السوري.

من جهتها قالت وكالة “سانا“، إن شولتسه زارت برفقة وفد مشفى المجتهد بدمشق للاطلاع على الواقع الصحي، إذ أعلنت أن برلين ستوسع برنامج الشراكات الدولية للمستشفيات، ليشمل المرافق الصحية في سوريا، وذلك كجزء من جهود التعافي التي تهدف أيضا إلى الاحتفاظ بالكوادر الطبية في ألمانيا.  

ألمانيا تخشى مغادرة الكوادر الصحية

تُعد ألمانيا موطناً لأكبر جالية سورية في أوروبا، حيث استوعبت ما يقرب من مليون شخص سوري، إذ ذكرت دراسة ألمانية في شهر كانون أول/ديسمبر الماضي، أن ألمانيا قد تواجه نقصا في اليد العاملة إذا عاد السوريون إلى وطنهم، لا سيما في قطاع الرعاية الصحية. 

وأعلنت شولتسه أن برلين تعمل على توسيع برنامج الشراكات الدولية للمستشفيات ليشمل المرافق في سوريا. ويُعد هذا التوسع جزءاً من جهود إعادة الإعمار، ولكنه يهدف أيضاً إلى الاحتفاظ بالمهنيين الطبيين “الحيويين” في ألمانيا، وفقاً للبيان. 

وقالت إنه في حين أن “حكام سوريا الجدد حريصون على استعادة العمال المهرة والمهنيين الذين فرّوا من البلاد” خلال الحرب الأهلية منذ عام 2011، فإن “ألمانيا لديها أيضاً مصلحة في الاحتفاظ بهم”. 

بموجب البرنامج الموسع، “يمكن للأطباء من ألمانيا زيارة سوريا لإجراء دورات تدريبية طبية أو تدريب زملائهم السوريين على استخدام المعدات الجديدة”، كما قالت الوزيرة. “ويمكن للأطباء السوريين القدوم إلى ألمانيا للتدريب على القضايا الطبية والتنظيمية”. 

50 مليون يورو

الأحد الماضي، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، تقديم 50 مليون يورو لدعم المساعدات الإنسانية في سوريا، ودعت إلى إبقاء العقوبات على المتواطئين مع الأسد.

قائد الإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع، خلال استقباله وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق مؤخرا - غيتي
قائد الإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع، خلال استقباله وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق مؤخرا – غيتي

ونقلت وكالة “رويترز” عن بيربوك قولها إن ألمانيا ستقدم 50 مليون يورو إضافية لسوريا لتوفير المواد الغذائية والملاجئ الطارئة والرعاية الطبية.  

وأشارت وزيرة الخارجية الألمانية إلى أن برلين “تقترح نهجاً ذكياً للعقوبات حتى يحصل الشعب السوري على الإغاثة وجني ثمار سريعة من انتقال السلطة”.

بدوره، أكد منسق الحكومة الألمانية لشؤون سوريا، توبياس ليندنر، أن إجماع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ضروري لرفع العقوبات المفروضة على سوريا.  

بحسب ليندنر فإن العقوبات التي فُرضت في عهد النظام المخلوع تُعد قضية مهمة للشعب السوري والمجتمع الدولي بأسره، مشدداً على أن التوافق بين دول الاتحاد الأوروبي ضروري لرفعها.

وأضاف أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه قد تتمثل في تسهيل الحركة الجوية والمعاملات المالية للسوريين المقيمين في الخارج والراغبين في المشاركة في إعادة الإعمار، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول”.  

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة