كشف رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، باسل حموي، أن “البنك المركزي” تصرف في أموال الرواتب أو النفقات أو المشتريات، وأن التحديات المرتبطة بإدارة الأموال والسياسات الاقتصادية السابقة لا تزال تُلقي بظلالها على المشهد الاقتصادي. 

وأضاف حموي في تصريحات لـ “CNBC” عربية، أن حكومة تصريف الأعمال لم تجد الأموال سواء ليرة سورية أو دولار حينما دخلوا “المركزي” في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مشيراً إلى وجود مديونية كبيرة اليوم بالمصارف ومديونية للناس لترجيع الشيكات. 

المركزي يراجع أموال “المنصة” 

ذكر حموي أن تكلفة المنتجات المستوردة في سوريا انخفضت بنحو 45% نتيجة تغييرات اقتصادية مؤخرًا، موضحًا أن ما عُرف بـ”المنصة” – وهي نظام لإدارة المدفوعات للاستيراد – كانت تُكلف بين 10% و15% إضافية على الواردات. 

مصرف سورية المركزي- عدسة “الحل نت”

وبيّن أنّه بعد مراجعة “المركزي” والمسؤولين، فإن أموال المنصة أكثر من 1.5 و2 تريليون ليرة، متوقعًا حلولاً مثل طباعة عملة أو تحويل مبالغ “المنصة” إلى دولار، مشيرًا إلى أن القرار صُدر بإعادة مبالغ “المنصة” خلال 6 أشهر لكنه لم ينفّذ في الشهر الأول. 

وطالب برفع العقوبات عن سوريا، قائلاً: “كنا نتحايل على العقوبات وندفع زيادة 10% و15% للاستيراد بشكل غير مباشر، ولم نتمكن من استيراد مواد أولية من الخارج، مستطردًا: “لا يمكن أن تعيش سوريا معزولة عن العالم”. 

أردف خلال حديثه: “كنا ندفع رشاوي ومبالغ إضافية عند دخول البضائع إلى سوريا وكنا ندفع ثمن البضائع مرتين في الأسواق الخارجية وعبر المنصة الداخلية”، موضحًا أن تكلفة المنتجات المستوردة انخفضت حتى الآن بحوالي 45%.  

نظام ضريبي متكامل 

ندد حموي بغياب النظام الضريبي في عهد النظام السابق، حيث لم تكن هناك شرائح ضريبية أو نظام، وكان يوجد ظلم في عهد الأسد”، مؤكدًا أن حال وُجد نظام ضريبي متكامل سيكون هناك دخل كبير لخزينة الدولة، مشيرًا إلى أنه غير مؤيد لرفع نسبة كبيرة للشرائح في موضوع ضريبة الأرباح، خاصة وأن هناك منتجات محلية يُمكن إعفاؤها من الضريبة أو خفضها. 

النسب الضريبة في عهد النظام السابق كانت تصل إلى 103%، ومن المستبعد أن تتجاوز الضرائب في عهد النظام الجديد 30% كحد أقصى وضمن شرائح.

رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، باسل حموي.

وبشأن الإجراءات الجديدة، كشف حموي أن الحكومة تدرس حالياً ملف المنشآت ذات الصلة بالنظام السابق لإعادتها للعمل أو التصفية، متمنيًا إبقاء عمل المنشآت التي يمتلك فيها النظام السابق أو أزلامه حصصاً. 

وتابع “الحل لهذه الشركات قد يكون بشراء حصص النظام السابق أو بيعها بشكل كامل، الوضع كان معقّداً ولم تكن توجد سياسة اقتصادية واحدة وكان يُفرض إتاوات أو مبالغ غير منظورة على المستورد”. 

فساد في وزارة النفط 

في سياق موازٍ، تحدث مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط والثروة المعدنية، أحمد سليمان، عن واقع المشتقات النفطية في سوريا، كاشفًا عن وجود فساد وترهل إداري في الوزارة خلال النظام البائد. 

غضب بسبب سعر أسطوانة الغاز المنزلي.. ما القصة؟

وأوضح في تصريحات نقلتها إذاعة “شام إف إم“، أن نظام الأسد خلق “السوق السوداء” لزيادة مكاسبه، خاصة وأن كل عائدات المشتقات النفطية كانت تذهب لعائلته التي كانت تحتكر قطاع النفط. 

وكشف أيضًا عن وجود دَينٍ على الوزارة لصالح كل من إيران وروسيا، مشيرًا إلى عدم وجود رقم دقيق حول هذا الدّين. 

وأكد على أن الوزارة تعمل على أن يكون هناك استيراد للمشتقات من كامل الجهات، على أن يكون المجال مفتوحاً لكل الشركات العامة والخاصة، مشددًا على أن المشتقات النفطية متوفرة بشكل جيد وتكفي الاحتياجات. 

تفعيل البطاقة الذكية 

أفاد مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط والثروة المعدنية، بأن الوضع لا يستدعي التقنين الذي فرضه النظام البائد على البطاقة الذكية، ولكنه خلق العديد من الأزمات ليجعل المواطنين يفكرون بها وبكيفية حصولهم على احتياجاتهم منها. 

العمل سيستمر بالبطاقة الذكية، على أن تبقى مفعّلة فقط على أسطوانة الغاز بسبب القلة وعدم توفرها بشكل كامل، في حين توافرت بقية المواد المدرجة عليها.

مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط والثروة المعدنية

وبالنسبة لتعليق عمليات توزيع مازوت التدفئة، فأوضح أن التعليق مؤقت لحين تحسن واقع المشتقات النفطية، وأن الأولوية أن يُؤمن بسعر مُخفض، لافتًا إلى أن الوزارة تعمل على نوع واحد من المازوت للتدفئة، وللأفران، الزراعة، والآليات. 

وأكد أنه بعد سقوط النظام البائد أصبحت الحدود مفتوحة لكل شيء، ومن المتوقع بعد ضبط الحدود أن يتم منع دخول المواد المهربة إلى البلاد، وإنما عن طريق الدولة بمواصفات معينة تكون مناسبة للسوريين. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات