بينما تسعى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) جاهدة لإنجاح الحوار مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق بشأن شكل العلاقة بينهما بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، تحاول أنقرة منع أي تفاهم بين الجهتين.

قسد”: أنقرة تحاول إفساد الحوار مع دمشق!

مدير المركز الإعلامي لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، فرهاد شامي، قال في تصريحات صحفية، إن تركيا تسعى لعرقلة “الحوار الإيجابي” مع الإدارة السورية الجديدة، مشيراً إلى ضغط من قبل أنقرة على الحكومة في دمشق.

وأكد شامي، أن الحوارات مع دمشق مستمرة وهي بحسبه “ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار”، فيما لفت إلى أن “سكان شمال سوريا قادرون على إدارة أنفسهم بأنفسهم”، على حد قوله.

“هناك أطراف خبيثة لا تعجبها تلك الحوارات، وتعمل على إفشالها. حيث كنا في مرحلة متقدمة لحل القضايا المتعلقة بالأحياء ذات الغالبية الكردية في حلب، والإدارة في دمشق كانت راضية بالحوار، ونقاط الاتفاق كانت قوية، لكن تركيا تدخلت ومنعت توقيع الاتفاقية بيننا والإدارة في دمشق”.

وقال القيادي في “قوات سوريا الديمقراطية”، إن انضمام “قسد” إلى الجيش السوري سيكون عامل قوة لهذا الجيش، مُشدّدا على أن تركيا لن تبني جيشا في سوريا إنما ميليشيات تابعة لها، بحسب تعبيره.

عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرقي سوريا – (رويترز)

وحول الأنباء عن إعداد خطط تتعلق بانسحاب أميركي من سوريا، قال شامي، إن القوات الأميركية الموجودة في المنطقة “تُظهر عزما متواصلا لمواصلة العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة تنظيم داعش، ولم نتلق منهم أي تقرير بالانسحاب”.

وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، تحدث عشية زيارته الأخيرة لتركيا، عن مفاوضات جارية مع قوات “قسد” لحل ملف شمال شرقي سوريا، لكنه أشار إلى أنه “يتحفظ على ذكر التفاصيل بخصوص المفاوضات، لأن هناك بعض الدول لا تريد إنجاحها”.

نتائج الجولة الأولى من المفاوضات

وقبل ذلك، قال نائب المتحدث الرسمي باسم “قسد”، صايل الزوبع، في مقابلة متلفزة: “خرجنا بنقاط إيجابية من جولة المفاوضات الأولى مع الإدارة السورية الجديدة”، مضيفا أن هناك جولة ثانية من المفاوضات مع إدارة دمشق.

وأردف نائب المتحدث الرسمي باسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أنه “قد نوجه دعوة لأحمد الشرع لعقد جلسة المفاوضات الثانية في شمال شرقي سوريا في الحسكة”.

وفي وقت سابق، أعلن قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، في لقاء متلفز، أن “قسد” لم تقرر تسليم السلاح ولا حل نفسها، بل أعلنت نيتها الانخراط في جيش سوريا المستقبل، مُحذّرا، من أن أي طريق غير التفاوض في مسألة دمج القوات بوزارة الدفاع سيؤدي إلى مشاكل كبيرة.

وأشار مظلوم عبدي، إلى أن الاتفاق مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، أكد على رفض “أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة البلاد”، وذلك بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).

القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي- (وكالات)

ولقت عبدي، إلى أن لقاءً وصفه بالإيجابي جمع قيادتي “قسد” والسلطة الجديدة في سوريا نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي في دمشق، مشددا على وجود اتفاق على وحدة وسلامة الأراضي السورية.

وتنتشر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مناطق شمال وشرق سوريا، ذات الغالبية الكردية، والتي تُعرف بـ “الإدارة الذاتية” التي تأسست بعد اندلاع “الثورة السورية’ عام 2011، وانسحاب قوات نظام بشار الأسد منها وقتذاك.

وبالتزامن مع سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، على إثر عملية “ردع العدوان” التي شنّتها فصائل المعارضة السورية المسلحة، ووصول الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع لحكم دمشق بحكومة تصريف أعمال، تعرضت “قسد” لهجمات مسلحة على يد فصائل موالية لتركيا في شمال سوريا؛ لأن أنقرة تتهم “قسد” بأنها تضم في صفوفها عناصر من “وحدات حماية الشعب الكردية”.

وتعتبر تركيا قوات “قسد” امتدادا لـ “حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه منظمة “إرهابية”، فيما الواقع غير ذلك تماما، ولأجل طرحها، نفّذت أنقرة منذ عام 2016، عدة عمليات عسكرية ضد الكرد في شمال شرق سوريا، وتمكنت بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها، من السيطرة على شريط حدودي واسع، في انتهاك سافر للسيادة السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات