تحدث الرئيس السوري للفترة الانتقالية، أحمد الشرع عن أسباب ذهابه إلى العراق وانضمامه لتنظيم “القاعدة” الإرهابي قبل نحو 22 عاما.

وفي مقابلة مع بودكاست “The Rest Is Politics”، أجراها معه أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وروري ستيورات، الوزير البريطاني المحافظ السابق، عزا الشرع أنه أراد الذهاب إلى أي مكان بغية اكتساب الخبرة لإسقاط نظام بشار الأسد، وأنه أثناء قتاله مجموعات مختلفة في العراق، وجد نفسه في صفوف تنظيم “القاعدة”.

الشرع يتحدث عن تجربته بالعراق

نحو ذلك، تابع الرئيس السوري في حديثه عن الغضب الذي شعر به عندما كان شابا في المراحل الجامعية الأولى، من القمع الوحشي الذي عانى منه السوريون منذ 60 عاما، حيث تم تدمير المجتمع السوري بشكل ممنهج، وعندما اندلعت الحرب في العراق، شعر أنه يجب عليه الذهاب إلى هناك.

كان الشرع مقاتلا في العراق لمدة 3 سنوات، ثم قضى 5 سنوات في السجن. يسأله البريطانيان كيف غيّره السجن وماذا تعلم منه.. وكيف استطاع أن يصعد بسرعة في صفوف الفصائل المختلفة؟

أجاب الشرع: “كنتُ في التاسعة عشرة من عمري تقريبا عندما بدأت أدرك مدى القمع الذي كان موجودا في سوريا. كنت أرى حالة البلاد المتدهورة، والطريقة المروعة التي كان يدير بها النظام السابق البلاد”.

وأردف: “كنت أسير في أزقة دمشق القديمة ورأيت التاريخ يتحدث في كل زاوية، ولكن في الوقت نفسه كنت أرى حالة البلد وكيف كان النظام يحكمها”.

وتابع القول، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية: “كنت مقتنعا بأن هذا النظام يجب أن يسقط، لكن لم تكن لدينا آنذاك الوسائل أو الخبرة الكافية لتحقيق ذلك. لذلك، قررت الذهاب إلى أي مكان يمكنني فيه اكتساب الخبرة. وفي الوقت ذلك، كان الأميركيون يستعدون لدخول العراق، وكان هناك رد فعل عربي وإسلامي قوي ضد ما كانت تفعله الولايات المتحدة”.

وبيّن الشرع لمتحدثيه: “يجب أن تتذكرا أنني كنت شابا حينها، وكانت لدي طريقة تفكير مختلفة. لذلك، ذهبت إلى العراق وعملت مع مجموعات مختلفة. ومع مرور الوقت، بدأت هذه الجماعات تتقلص تدريجيا وتندمج في تنظيم (القاعدة). وهكذا وجدت نفسي في صفوف (القاعدة)”.

وعن فترة سجنه قال الشرع: “دخلت السجن مبكرا، ومررت بسجون أبو غريب، ثم بوكا، ثم كروبر، ثم التاجي. وفي هذه الفترة بدأ وعيي يزداد، ولاحظت اختلافا كبيرا في تكوين شخصيتي”.

وأشار الشرع إلى أنه كان يسمع “أفكارا غريبة داخل السجن”، وأنه كان “يرفض الحرب الطائفية التي اندلعت في العراق في ذلك الوقت”، مضيفا “بعض الجهات داخل السجن كان لها ملاحظات علي لأنني لم أتبنى أفكار داعش لاحقا”. 

أحمد الشرع أثناء المقابلة مع “The Rest Is Politics”

وبالتالي تجربة العراق علمته شيء رئيسي وهو أنه يجب إعادة النظر في السياسات باستمرار إذا أردنا تجنب تكرار نفس الأخطاء. وانتقد السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط في ذلك الوقت، قائلا: “كانت خاطئة وتحتاج إلى التغيير. لا نريد أن تدفع شعوب المنطقة ثمن القرارات السيئة كل 10 سنوات”.

لماذا عاد إلى سوريا؟

أما عن أسباب عودته إلى سوريا، قال الشرع “قبل يومين من انطلاق الثورة السورية، خرجت من السجن ورتبت أموري سريعا للعودة”.

وأضاف أنه وضع شروطا واضحة لعمله في سوريا: “أولا: عدم تكرار تجربة العراق، وثانيا: عدم الانزلاق إلى أي حرب طائفية، والتركيز على إسقاط النظام.. بدأنا بستة أشخاص فقط، لكن خلال عام واحد، أصبحنا خمسة آلاف، وانتشرنا في مختلف المحافظات السورية”.

أحمد الشرع أثناء المقابلة مع “The Rest Is Politics”

وقال الشرع أيضا إن تنظيم “القاعدة” في العراق “فوجئ بنهجنا، فهم يريدون تكرار ما فعلوه في العراق، لكنني رفضت ذلك بشدة. وأدى ذلك إلى صراع كبير بيننا، قُتل خلاله أكثر من 1200 من مقاتلينا، وخسرت 70 بالمئة من قواتي. لكننا أعدنا تنظيم صفوفنا، وبقينا مركزين على قتال النظام السوري البائد، وكان علينا أيضا التعامل مع التهديدات من أطراف أخرى مثل داعش والجماعات المماثلة”.

وردا على سؤال أنه الآن في هذا القصر الذي كان فيه الأسد. لقد كنت مقاتلا، وسجينا، ومحاربا، وقائدا، والآن أنت رئيس؟ فأجاب: كنت مقاتلا، ليس لأنني أردت القتال. اليوم أنا رئيس، ولكن ليس لأنني أردت أن أكون رئيسا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة