عقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، جلسات حوارية لأهالي محافظتي الرقة والحسكة، في العاصمة دمشق، خلال يوم واحد، تمهيدا لانطلاق المؤتمر العام، الأمر الذي قوبل بانتقادات لاذعة من أهالي هذه المناطق التي تخضع معظمها لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وانتقد ناشطو أبناء الجزيرة السورية، عقد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني جلسات الحوار الخاصة بأبناء الرقة في دمشق، إذ كان من الممكن أن تعقد في الرقة، حيث ثمة مناطق خارج سيطرة “قسد”، معتبرين أن ذلك يعني “عدم احترام أهالي المنطقة، ولم يتم تقديرهم، حيث إن سوريا أكبر وأوسع من قاعة القيادة القطرية، الذي عُقد فيها اللقاء التشاوري”.
هذا بالإضافة إلى “الفوضى وقلة الوضوح حول آليات الدعوة، التي بدورها تنقص بشكل كبير من جدية هذه الاجتماعات ونجاعتها. هذا حصل في كل المحافظات، ولكن في حالة المحافظات التي تجري لقاءاتها في دمشق فالإجحاف أكبر، والجدية معدومة فعليا”، وفق المنتقدين.
إلى جانب حضور ضئيل جدا للنساء، فضلا عن غياب السيدتان هدى الأتاسي وهند قبوات، أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.
جلسة الرقة بدمشق!
نحو ذلك، نشرت وكالة الأنباء السورية “سانا“، أن جلسة الحوار الخاصة بأهالي الرقة انعقدت اليوم الخميس مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق.
وأوضحت أن مداخلات المشاركين في الجلسة الحوارية لأبناء محافظة الرقة مع اللجنة التحضيرية، تمحورت حول “ضرورة تشكيل لجان تعنى بحقوق الإنسان، وتطبيق العدالة الانتقالية، واستثمار الطاقات البشرية، وتوجيه القدرات نحو بناء المؤسسات، والإسراع في إعداد الإعلان الدستوري للبلاد”.
وأشارت إلى أن المشاركين في الجلسة هم من سكان محافظة الرقة وقدموا إلى دمشق من داخل المحافظة، والمتواجدين في المحافظات الأخرى والمغتربين.
وانتقد، الكاتب السوري، ياسين السويحة، إقامة الجلسة في دمشق بدلا من الرقة، فكتب: “حكومة دمشق تسيطر على أجزاء واسعة من محافظة الرقة، من بينها أماكن فيها قاعات ومراكز ثقافية ومضافات ومرافق قادرة على احتواء لقاء تشاوري مع أهل المحافظة، بدل إجراء اللقاء في دمشق. هذا أكثر احتراما لأهل المحافظة وتقديرا لأن سوريا أكبر وأوسع من قاعة القيادة القطرية، حيث عُقد اللقاء التشاوري”.
وأردف، “الفوضى وقلة الوضوح حول آليات الدعوة تنقص بشكل كبير من جدية هذه الاجتماعات ونجاعتها. هذا حصل في كل المحافظات، ولكن في حالة المحافظات التي تجري لقاءاتها في دمشق فالحيف أكبر، والجدّية معدومة فعليا.. لماذا حضرت اللجنة ناقصة في اجتماع محافظة الرقة؟ أهناك شيء أهم لدى اللجنة وأعضائها يمنع الحضور؟ وفوقها، غابت السيدتان هدى الأتاسي وهند قبوات، وحضر رجال فقط. لا مبرر أبدا لذلك، ولا تفسير طيب”.
فيما كتب محمد الحاج، وهو من أبناء الرقة: “القاعة التي نظمت فيها الندوة الخاصة بالرقة، هي أصغر قاعة وأقدر أقول أكثرها تواضعا. أقل حضور نسائي حسب ملاحظتي مقارنة بباقي المحافظات (مبدأيا: سيدتان إلى 4 فقط؟!؟)”.
وتابع: “3 ندوات في يوم واحد، سابقا أقيمت طرطوس واللاذقية بيوم، درعا والسويداء بيوم، بس 3 على ساعتين، ساعة ونص، يعطي انطباع “رقة ماشي، حسكة ماشي، ريف دمشق ماشي” (ماراثون وطني ماشي)”.
بدوره، زعم عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر محمد مستت، وفق وكالة “سانا”، أن” عدم انعقاد الجلسة في الرقة ناجم عن التهديدات وحالة القمع وكتم الأفواه التي ترتكبها (قسد) بحق أهالي المحافظة…”.
وتأتي هذه الجلسات وفقا لمستت تحضيرا لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي “سيمثل كل مكونات المجتمع السوري لمناقشة القضايا والتحديات في سوريا”.
جلسة الحسكة أيضا بدمشق!
كما نشرت وكالة “سانا” اليوم الخميس صورا لفعاليات الجلسة الحوارية لأهالي محافظة الحسكة قائلة: “بمشاركة شخصيات تمثل مختلف أطياف المجتمع في المحافظة عقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري جلسة حوارية لأهالي محافظة الحسكة في مدينة دمشق”، دون تقديم تفاصيل عن المشاركين وكيفية وصولهم إلى دمشق أو ما إذا كانوا يقيمون أصلا في دمشق.
رئيس اللجنة التحضيرية ماهر علوش قال في تصريح لوكالة “سانا” إن “الحوار مع أبناء الحسكة الذين يخضعون لقوات قسد كان بناءً وفعالا وحيويا، وكان فيه اختلاف ببعض وجهات النظر مع توافق على مصلحة الوطن”.
ومنذ انطلاق أولى لقاءات اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، في مدينة حمص ثم مدينتي طرطوس واللاذقية، تعرضت لجملة من الانتقادات وموجة واسعة من الاستياء.
واعتبر الناشطون السوريون أن مؤتمر الحوار الوطني، صوري وشكلي، وهدفه الأساسي اكتساب الشرعية، وعزت آنذاك إحدى المدعوات لجلسات حوار اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني ذلك إلى أن الدعوات أرسلت بعد منتصف الليل، مؤكدة أن الجلسة ككل جاءت “بشكل فوضوي” وغير منظم، وهو ما لا يأمله السوريون من هكذا مؤتمر مهم ومفصلي في تاريخ بلادهم.
وكتبت إحدى المدعوات عبر حسابها الشخصي على منصة “فيسبوك”، أن الدعوات تم إرسالها بعد منتصف الليل، مؤكدة أن دعوتها وصلت قبل ساعة واحدة فقط من انعقاد الجلسة التشاورية.
هذا وأصدرت “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، بيانا، مؤخرا، اعتبرت فيه أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر “لا تمثل كافة مكونات البلاد”، وأنه “لا يمكن إجراء أي حوار وطني في ظل الإقصاء والتهميش”.
وجاء بيان “الإدارة” عقب استبعاد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) و”الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سوريا من الحوار المقرر عقده في العاصمة السورية دمشق.
وقالت اللجنة التحضيرية، في مؤتمرها الصحفي الأول للإعلان عن جدول أعمالها، قبل أيام قليلة، بأنه لن تتم دعوة “قسد” لحضور المؤتمر، كونها “لا تمثل سكان المنطقة الشرقية”، وأن إرسال الدعوات لحضور المؤتمر “لن يكون على أساس ديني أو عرقي أو لجهات محددة”.
وقبل أيام شكل رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني. وتضم اللجنة 5 رجال وامرأتين.
وكلّف الشرع حسن الدغيم وماهر علوش ومحمد مستت ومصطفى الموسى ويوسف الهجر وهند قبوات وهدى أتاسي، بعضوية اللجنة التحضيرية.
- مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل
- في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا
- مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي
- رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات
- تديّن أم موضة؟.. هجوم حاد من سارة نخلة على حجاب حلا شيحة “الموسمي”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

هوية تُمحى.. استبدال اسم قرية مهجّرة بسوريا يثير مخاوف من تغيير ديموغرافي

وسط غياب المحاسبة.. دوافع طائفية وانتقامية وراء تصاعد القتل ضد المدنيين بسوريا

أم سورية تناشد لإعادة أبنائها الثلاثة المخطوفين من الساحل

الأمن السوري يعتقل قياديين في “الجهاد الإسلامي” بدمشق.. ما دلالات ذلك؟

اختطاف النساء في الساحل السوري و”سبيهن”.. ما القصة؟

تحقيق أميركي يكشف تفاصيل مروّعة عن مجازر الساحل السوري

إلهام أحمد: تطبيق اللامركزية سيخفف الأعباء عن دمشق
