كشف مسؤول بالحكومة السورية إن سوريا تسلمت، أمس الأربعاء، شحنة نقدية جديدة من عملتها المحلية المطبوعة في روسيا، مشيرًا إلى أن هناك توقعات بوصول المزيد من الشحنات في المستقبل، في إشارة جديدة إلى تحسن العلاقات بين موسكو والإدارة الجديدة في سوريا.
وبحسب وكالة الأنباء “رويترز”، قال مصدر منفصل مطلع على الأمر إن الأموال وصلت عبر طائرة إلى مطار دمشق يوم الأربعاء وتم نقلها في قافلة من عدة شاحنات إلى “البنك المركزي”.
تفاصيل حول العقد
كانت سوريا بدأت في دفع أموال لروسيا مقابل طباعة عملتها بموجب عقد بملايين الدولارات خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 13 عامًا، بعد إنهاء العقد السابق لدمشق مع شركة تابعة إلى “البنك المركزي النمساوي” بسبب العقوبات الأوروبية.
وبينما لم يتضح بعد ما إذا كان الاتفاق مستمرا الآن بنفس الشروط، قال مصدر مطلع على العقد إنه مستمرًا، وفق “رويترز“.

وفي فبراير الماضي، أعلن “مصرف سوريا المركزي”، وصول مبالغ مالية من الليرة السورية قادمة من روسيا إلى سوريا عبر مطار دمشق الدولي، من دون كشف الرقم.
هذا بعد انتشار وثيقة في 14 شباط/ فبراير 2025 تتحدث عن وصول طائرة شحن تحمل أموالا من روسيا إلى مطار دمشق، وقالت مصادر إن روسيا سحبت تلك الأموال المطبوعة في إيران من طهران، ونقلتها جواً إلى سوريا.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، مقطع فيديو يُظهر دخول أكثر من سبع شاحنات إلى “البنك المركزي السوري”، وسط تقارير تفيد بأنها تحمل أموالاً قادمة من روسيا.
لكن لم يُصدر “مصرف سوريا المركزي” أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي هذه الأنباء.
أهمية الشحنات النقدية
تعتبر شحنات النقد بالغة الأهمية، في ظل تراجع الاقتصاد السوري الذي مزقته الحرب بشكل أكبر في الأشهر الماضية وسط نقص في العملة، وهو ما عزاه المسؤولون السوريون جزئيا إلى تأخير شحنات النقد الروسية، فضلا عن تخزين الليرة السورية.
وقال مسؤول سوري سابق، إن شحنات نقدية روسية بمئات المليارات من الليرات السورية (عشرات الملايين من الدولارات) كانت تصل إلى دمشق كل شهر.
لم يتسّن تحديد المبلغ الذي وصل يوم الأربعاء على وجه التحديد، وهو ثاني شحنة من هذا النوع منذ الإطاحة بالأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر.
وأدى نقص السيولة النقدية إلى جعل المودعين السوريين يجدون صعوبة في استخدام مدخراتهم، كما زادت الضغوط على الشركات المحلية التي تعاني بالفعل من المنافسة الجديدة من الواردات الرخيصة مع فتح الاقتصاد الحمائي من قبل الإدارة الجديدة في سوريا.
وبالإضافة إلى الضائقة الاقتصادية، فإن زيادة رواتب القطاع العام بنسبة 400 بالمئة المقررة لم تتحقق، كما لم يُنفذ التمويل القطري الذي يدعم هذه الزيادة، حسبما قالت مصادر لـ”رويترز”، بسبب الغموض بشأن العقوبات الأميركية وسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه سوريا.
هل تتحسن العلاقات؟
هذا ودعمت روسيا الرئيس المخلوع بشار الأسد خلال حربه ضد السوريين، وأثرت على الصراع بقصفها المعارضة، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام” التي أطاحت بالأسد في نهاية العام الماضي.
لكن موسكو تحركت مُسرعة للحفاظ على علاقاتها مع دمشق في الأسابيع التي تلت فرار الأسد إلى موسكو، مع التركيز على الاحتفاظ بقاعدتيها الرئيسيتين في المنطقة الساحلية من البلاد.

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، زار دبلوماسي روسي رفيع المستوى دمشق، وأجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 شباط/ فبراير الماضي، وبعد يومين، تلقت سوريا أول شحنة من العملة المحلية من روسيا.
في السياق، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية بوجود تقارب بين روسيا وسوريا، مشيرة إلى أن إحدى أبرز دلائل ذلك كان تسليم موسكو، الشهر الماضي، ما يعادل 23 مليون دولار بالليرة السورية، وفقاً للأسعار الرسمية، إلى البنك المركزي في دمشق.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين سوريين وأوروبيين، أن روسيا تكفّلت بطباعة العملة السورية لدعم الاقتصاد الذي يواجه أزمة سيولة حادة، في حين امتنعت معظم الدول عن اتخاذ خطوة مماثلة خشية العقوبات الدولية.
- العلاقات السورية الأميركية: هل ينجح الشرع في كسب ثقة ترامب؟
- شبح الإفلاس يهدد شركات الصرافة.. ومخاوف بشأن تحكم مُقربين من “الشرع” بالسوق
- هل تنقذ اتفاقية “الأمم المتحدة” البنوك السورية؟.. وخطة مساعدات ضخمة خلال 3 سنوات
- 13 هجوما لـ “داعش” في نيسان.. هل يستعيد التنظيم نشاطه؟
- دبلوماسي بريطاني: الشرع يعتزم الاعتراف بإسرائيل نهاية 2026
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

“المصالح الشخصية” تحكم سوق الصرف السورية.. هل تنجح الحكومة في معالجة المشكلة؟

3 عوامل وراء تحسن سعر صرف الليرة السورية.. ماذا حدث؟

كيف انعكس قرار توحيد نشرات الصرف على السوق الموازي في سوريا؟

مع استمرار “حبس السيولة”.. كيف يبدو قطاعي التجارة والصناعة السورية؟
الأكثر قراءة

وفد من “رجال الكرامة” يلتقي وزير الدفاع بدمشق.. ومحافظ السويداء يزور الهجري والحناوي

وصفوها بأنها “كبرت”.. نادين نجيم تردّ بقوة على منتقديها

وسط تحديات رئيسية.. ما السيناريوهات المتوقعة للاقتصاد السوري؟

هل يمكن أن تلعب الإمارات دورًا محوريًا في تعافي الاقتصاد السوري؟

نجل ممثل مصري يدهس شاباً.. وسعد الصغير أمام القضاء من جديد!

نادين الراسي بـ “فستان النوم” في الشارع وتنتقد جرأتها.. ما القصة؟
المزيد من مقالات حول اقتصاد

شبح الإفلاس يهدد شركات الصرافة.. ومخاوف بشأن تحكم مُقربين من “الشرع” بالسوق

هل تنقذ اتفاقية “الأمم المتحدة” البنوك السورية؟.. وخطة مساعدات ضخمة خلال 3 سنوات

تفاصيل “الرحلة الأخيرة” لتهريب الأسد ثروات سوريا.. إلى أين اتجهت؟

انتشار “مافيا الكهرباء” وتصاعد سرقات الشبكات.. ماذا يحدث في الجنوب السوري؟

شحنة نفط روسي تصل إلى سوريا خلال أسبوع.. هل أصبحت موسكو بديلًا لإيران؟

“الشرع” ومعركة رفع العقوبات الأميركية.. هل ينجح في تهدئة مخاوف إدارة ترامب؟

رغم انخفاض الأسعار.. الأسواق السورية شبه خالية بسبب نقص السيولة
