في حادثة غير متوقعة، هي الأولى من نوعها، اعتدت ميليشيا عراقية تطلق على نفسها “تشكيلات يا علي الشعبية” على عدد من اللاجئين السوريين في العراق، بالضرب بالأيدي، فيما ندّدت دمشق بما حدث، بينما أمرت بغداد باعتقال المتورطين على الفور.

تفاصيل الاعتداء على السوريين في العراق

في التفاصيل، انتشر، ليلة أمس الثلاثاء، عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطعاً فيديوياً لميليشيا ملثمة تطلق على نفسها اسم “تشكيلات يا علي الشعبية”، حيث قام عناصرها باقتحام مشغل والاعتداء على عدد من العمال السوريين، “عُثر في هواتفهم على صور للرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع”، بحسب ما جاء في النص المرفق مع الفيديو المتداول، الذي نشرته الميليشيا.

وجاء الاعتداء عن طريق ضرب العمال السوريين بالأيدي من قبل عناصر الميليشيا الملثّمين، فيما لم يتم التحقق من مكان وزمان وهويات الأشخاص الملثّمين في الفيديو، وتضاربت الأنباء حول وقوع الحادثة في أحد المخابز بين محافظتي بغداد أو كربلاء، لكن لا تأكيد رسمي حتى الآن.

انتشار الفيديو، جاء بعد أقل من 24 ساعة على نشر نفس الميليشيا، بياناً تحذيرياً، توعدت فيه السوريين المقيمين في العراق، في حال ثبت تأييدهم للحكومة السورية الجديدة ورئيسها أحمد الشرع، وذلك رغم إصدار رئيس “خلية الإعلام الأمني” في العراق، سعد معن، بياناً أكد فيه أن اللاجئين السوريين في العراق محل احترام وتقدير، وأنه لا يوجد فرق في تطبيق القانون مهما كانت جنسية الشخص.

https://twitter.com/omartvsd/status/1899545469434597810?s=19

وجاء في بيان ميليشيا “تشكيلات يا علي الشعبية” ما نصه، أن “الظاهرين في الفيديو يضعون صورة الجولاني خلفية في هواتفهم وينشرون على حساباتهم مقاطع تتشمت في قتل الشعب السوري المظلوم في الساحل السوري”، وتوعدت الميليشيا اللاجئين السوريين في العراق، بقولها: “كل من يروج للجولاني، عليه أن يعيش في حكمه ويتمتع بالديمقراطية هناك ويترك العراق”، مردفة: “فيما يخص العراقيين الذين يدعمون الجولاني أو داعش، سيكون لهم إصدار خاص”.

دمشق تستنكر والسوداني يأمر باعتقال المتورطين

بعد انتشار فيديو الاعتداء على السوريين بنطاق واسع، دانت وزارة الخارجية السورية، فجر الأربعاء، ما تعرض له السوريون في العراق من اعتداء، معتبرة في بيان لها، أن تلك الأفعال، “تعد انتهاكاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي”.

وطالبت خارجية دمشق، الحكومة العراقية بمحاسبة “مرتكبي الجرائم” بحق السوريين، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان أمن وسلامة السوريين المقيمين في العراق، معربة عن ثقتها بقدرة حكومة العراق، على فرض سيادة القانون، وحماية جميع المجتمعات ضمن أراضيها.

بالتزامن مع ذلك، وجّه القائد العام للقوات المسلحة العراقية، رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة ميليشيا “تشكيلات يا علي الشعبية”، وأمر باعتقال المتورطين بالاعتداء على السوريين المقيمين في العراق.

وذكر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان في بيان، أنه وبعد تداول فيديو “الاعتداء على الأشقاء السوريين”، وجّه السوداني على الفور، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يرتكب هذه الأفعال غير القانونية “التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة”، قائلاً، إن “هذه الأفعال هي اعتداءات مُدانة بحكم القانون، وتخالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تمثل انتهاكاً لكرامة الإنسان وحقوقه”.

وأكد البيان، “عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسوري، وأن القانون سيطبق كاملاً على كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الاعتداءات، دون أي تساهل أو تمييز، تأكيداً على مبدأ سيادة القانون وحماية الأمن المجتمعي”.

وما يمكن ذكره، أن منصات التواصل الاجتماعي في العراق، شهدت استنكارا واسعا لما ظهر في الفيديو من اعتداء بحق اللاجئين السوريين، وطالب المدوّنون العراقيون، بالقبض على المتورطين بأسرع وقت ومحاسبتهم، كي لا يتكرر مثل هذا الاعتداء مستقبلاً، على حد تعبيرهم، مؤكدين على عمق “العلاقة الأخوية” بينهم وبين السوريين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة