دمشق تضع شروطا لحضور مؤتمر بروكسل: مقامرة سياسية وعودة إلى المربع الأول

بعد أن وجه الاتحاد الأوروبي دعوة لدمشق لحضور مؤتمر بروكسل التاسع، صرَّح مصدر بوزارة الخارجية والمغتربين السورية، أمس السبت أن الوزير أسعد الشيباني لن يشارك في المؤتمر، لكن القرار لم يُحسم بعد.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الاتحاد الأوروبي دعوة لدمشق لحضور مؤتمر المانحين، الذي عُقد على مدار 8 سنوات ماضية في العاصمة البلجيكية بروكسل، لدعم سوريا ودول المنطقة.

شروط دمشق

مصدر بوزارة الخارجية والمغتربين السورية قال إن قرار المشاركة في مؤتمر المانحين، المقرر عقده في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم غد الإثنين، لم يُحسم بعد.

وأشار إلى أن المشاركة ستعتمد على قدرة المؤتمر على تقديم دعم فوري وملموس للشعب السوري، وفق ما نقلت قناة “الجزيرة” القطرية.

مصدر دبلوماسي سوري رفض الكشف عن هويته، قال لـ “الحل نت” إن البيان الختامي لمؤتمر بروكسل يحمل إدانة للسلطات السورية بسبب ما جرى في الساحل السوري.

وشدّدت وزارة الخارجية على أنها لن تحضر أي منتدى يروّج لأجندات خارجية تتعارض مع سيادة سوريا ومصالحها الوطنية، مؤكدةً أنها لن تشارك في المؤتمر إذا كان مسيّساً لخدمة روايات محددة.

بينما حذّرت الوزارة من تجاهل التأثير الخطير للعقوبات الأحادية المفروضة على سوريا، مشيرةً إلى أنها ما تزال تشكل عائقاً رئيسياً أمام تعافي البلاد، وتؤثر بشكل مباشر على الوضع المعيشي للسوريين.

ويهدف المؤتمر إلى توفير منصة لحشد الدعم الدولي لمستقبل سوريا، إذ سيركز على تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية، وضمان استمرارية المساعدات للسوريين داخل البلاد وفي المجتمعات المضيفة في الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق. كما سيبحث في سبل تعبئة التمويل اللازم لإعادة الإعمار بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

مؤتمر بروكسل: رسالة لسوريا

مؤتمر سوريا لهذا العام، في نسخته التاسعة، الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي، يُوصف بأنه “لحظة مسؤولية كبيرة”، بحسب رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، التي أكدت على ضرورة بذل كل الجهود في دعم انتقال شامل في البلاد.

مصدر في الاتحاد الأوروبي أكد أن الهدف من تنظيم المؤتمر لهذا العام هو إرسال رسالة إلى سوريا للالتزام بـ “انتقال سلمي وشامل”، وبعد ذلك، سيتم مناقشة تعهدات التبرعات، وفق ما نقلت “DW” الألمانية عن المصدر.

محللة سياسات في الصندوق الألماني مارشال، كريستينا كاوش، اعتبرت أن المشاركة المحتملة لحكومة لشرع في المؤتمر ستكون خطوة واسعة نحو حصول هذه الحكومة على “الشرعية الدولية”، لافتةً إلى أن المؤتمر يهدف إلى منع انهيار البلاد الفوري، حيث أن سوريا في وضع صعب للغاية.

يأتي ذلك بينما شهد الموقف الدولي تغيرا في الأيام الأخيرة بعد موجة العنف في الساحل السوري، إذ قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، قال في بيان، إن أعمال العنف في الأيام الأخيرة في غربي سوريا تثير قلقًا عارمًا.

وأضاف: “أدانت فرنسا بأشد العبارات الانتهاكات التي تعرّض لها المدنيون استنادًا إلى طائفتهم. والانتهاكات التي ارتكبت إزاء المدنيين في سورية هي بالفعل مرفوضة وإنّ موقفنا في هذا السياق ثابتٌ. ومرتكبي الانتهاكات والمسؤولين عنها يجب إدانتهم”.

وتبع ذلك تغير في الموقف الأميركي بعد الأحداث الدامية في الساحل السوري، ومقتل نحو 1500 مدني وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، وسط دعوات إلى تدارك الأخطاء قبل فوات الأوان.