بعد الإطاحة بنظام الأسد ووصول “هيئة تحرير الشام” إلى الحكم، وللمرة الثانية تزور وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، اليوم الخميس، العاصمة السورية دمشق، حيث من المقرر أن تلتقي بـ “الإدارة السورية” وممثلي المجتمع المدني. 

وستبحث بيربوك القضايا السياسية والأمنية في ظل التطورات الأخيرة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. ويرافقها في هذه الزيارة النائب البرلماني عن “الحزب الديمقراطي المسيحي”، أرمين لاشيت. 

الحكومة ستواجه تحديات

الوزيرة الألمانية قالت إن “الحكومة الانتقالية” برئاسة أحمد الشرع ستواجه تحديات صعبة، بينما شدّدت على ضرورة تحقيق عدالة انتقالية فعالة تضمن محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد.

وأكدت في تصريحات صحفية بعد وصولها أن التدخلات الأجنبية في سوريا لم تؤدِّ إلا إلى الفوضى، مؤكدة على أن مستقبل البلاد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي. 

ودعت بيربوك جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم تقويض جهود المصالحة الداخلية، إذ اعتبرت أن المصالحة الوطنية ضرورية الآن لتحويل تطلعات السوريين إلى واقع. 

كما أشادت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع السوريين الكرد في شمال شرقي سوريا، معتبرة أنه يثبت إمكانية تحقيق سوريا موحدة. 

المسؤولة الألمانية، أكدت خلال زيارتها إلى لبنان، أمس الأربعاء، أن بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا ممكنة، لكنها ربطت ذلك بضرورة تحقيق ضمانات واضحة للحرية والأمن والفرص لجميع السوريين، من دون تمييز على أساس الجنس أو الانتماء الديني والعرقي. 

وأكدت، قبل مغادرة بيروت، التزام بلادها بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مع إمكانية تخفيف العقوبات في ظل شروط محددة. 

وتعهدت ألمانيا الإثنين الماضي خلال مؤتمر المانحين في بروكسل، بتقديم مساعدة جديدة لسوريا بقيمة 300 مليون يورو. 

خلال زيارة دمشق، اليوم الخميس، تفقدت وزيرة الخارجية الألمانية الدمار الواسع في حي جوبر بدمشق، حيث اطلعت على آثار الحرب والتحديات التي تواجه جهود إعادة الإعمار. 

إعادة افتتاح السفارة

بعد أكثر من عقد على إغلاقها، تعتزم بيربوك إعادة افتتاح سفارة بلادها في العاصمة دمشق، حيث جرى إغلاقها في عام 2012 عقب اندلاع الثورة السورية.

قائد الإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع، خلال استقباله وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق مؤخرا - غيتي
قائد الإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع، خلال استقباله وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق مؤخرا – غيتي

وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الألمانية أن فريقاً صغيراً من الدبلوماسيين سيتولى إدارة البعثة الدبلوماسية في دمشق، في حين ستظل الشؤون القنصلية وطلبات التأشيرات ضمن اختصاص السفارة الألمانية في بيروت، نظراً لعدم استقرار الوضع الأمني بالكامل في العاصمة السورية. 

وهذه الزيارة هي الثانية التي تقوم بها بيربوك إلى سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، إذ زارت العاصمة دمشق في 3 كانون الثاني/يناير برفقة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو.

حيث التقت بيربوك بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في قصر الشعب، إذ وجّه الوزيران الأوروبيان رسالة تفاؤل مشوبة بالحذر، شدّدا فيها على ضرورة اعتدال “الإدارة الجديدة” واحترام حقوق الأقليات. كما أكدا استعداد أوروبا للانفتاح على التعاون مع القيادة السورية الجديدة في حال التزامها بهذه المبادئ.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة