أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة “الإيكونوميست” البريطانية في آذار/مارس الماضي، أن معظم السوريين متفائلون بقيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، ويعتقدون أن البلاد تشهد تحسناً ملموساً في مستوى الحريات.

رغم ذلك إلا أن تقييم أداء الحكومة الانتقالية اقتصاديا جاء سلبيا، بينما برزت اختلافات كبيرة في التوجهات القانونية. في حين كان هناك رفض لفكرة دمج المقاتلين الأجانب ضمن الجيش الجديد.

81 بالمئة يوافقون على الشرع

الاستطلاع الذ شمل 1500 شخص من مختلف المحافظات والانتماءات الطائفية، جاء في نتائجه أن 81 بالمئة يوافقون على حكم الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، في حين أن 22 بالمئة فقط يرون أن ماضيه الجهادي يجب أن يمنعه من قيادة الدولة.

سيدة سورية تُلوِّح بعلامة النصر وتحمل باقة ورود في ساحة الأمويين بدمشق احتفالاً بإعلان الإطاحة بالأسد (أ.ف.ب)

وأظهر أن 70 بالمئة بالتفاؤل حيال مستقبل البلاد، بينما 80 بالمئة من السوريين يشعرون أن النظام الجديد أكثر حرية وأقل طائفية من نظام الأسد،

محافظة إدلب الأكثر تفاؤلاً بنسبة 99 بالمئة من سكانها، في حين أبدى 49 في المئة من سكان طرطوس تفاؤلهم بالمستقبل، بينما أعرب 23 في المئة عن تشاؤمهم، بحسب “الإيكونوميست”.

رغم موجة التفاؤل العامة، إلا أن التقييم الشعبي لأداء الحكومة الانتقالية اقتصادياً جاء سلبياً، إذ رأى 60 بالمئة من المشاركين أن الأوضاع الاقتصادية إما لم تتغير أو تدهورت.

وبينما حظيت إجراءات مثل تحرير سعر صرف الدولار وتعديل الرسوم الجمركية ببعض القبول، فإن تأخر دفع رواتب الموظفين واستمرار أزمة السيولة أثار استياءً واسعاً.

أما فيما يتعلق بالتركيبة العسكرية الجديدة، أبدى 60 في المئة من المشاركين رفضهم لفكرة دمج المقاتلين الأجانب ضمن الجيش الجديد، مشدّدين على ضرورة ترحيلهم.

انقسامات بشأن النظام القانوني

الاستطلاع أظهر وجود انقسامات حادّة بين السُّنة وبقية الطوائف. إذ عبّر 96 بالمئة من السنة عن تفاؤلهم بمستقبل البلاد، في حين أبدى 40 بالمئة من العلويين نظرة متشائمة.

إضافة إلى ذلك، برزت اختلافات كبيرة في التوجهات القانونية، إذ يفضّل أكثر من 90 بالمئة من السنة العودة إلى تطبيق الشريعة، في حين أن 86 بالمئة من الدروز والمسيحيين، و73 بالمئة من الأكراد يدعمون تطبيق نظام علماني.

29 بالمئة فقط من النساء يُؤيّدن تطبيق الشريعة الكاملة، مقارنة بـ40 بالمئة من الرجال. في حين أظهر الاستطلاع توافقاً واسعاً على دعم المساواة بين الجنسين، إذ أيد أكثر من 75 بالمئة هذا المبدأ.

أما فيما يخص إسرائيل، بيّن الاستطلاع وجود توافق نسبي في النظرة إلى إسرائيل؛ إذ عبّر ثلثا الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع عن تأييدهم للوسائل الدبلوماسية، بينما لم تتجاوز نسبة المؤيدين للكفاح المسلح 10 بالمئة.

وبحسب المجلة، رغم الانقسامات الطائفية، يبدو أن السوريين متفائلون بشكل مفاجئ. وباستثناء العلويين، الذين يُطالب ثلاثة أرباعهم بإجراء انتخابات خلال عام، فإن معظم السوريين غير مُستعجلين لاستبدال الرئيس أحمد الشرع. وهم مع إعطاء زعيمهم الجديد فرصة، لكن عليه أن يُحسن استغلالها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة