ما يزال مصير الوجود العسكري التركي في عمق الأراضي السورية مجهولا في ظل عدم وضوح نوايا أنقرة ومخططاتها، إضافة إلى قدرتها على التوصل إلى توافق مع “الإدارة السورية الجديدة” من جهة وتل أبيب من جهة أخرى. إذ تؤكد إسرائيل أنها لن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية لها في سوريا.

حرب التصريحات اقترنت باستهداف سلاح الجو الإسرائيلي لقواعد جوية سورية، زارتها فرق تركية لتقييم البنى التحتية فيها، لكنها دُمّرت بالغارات الإسرائيلية مطلع نيسان/أبريل الجاري.

قاعدة “تي 4” لم تعُد صالحة

بحسب وكالة “رويترز” فإن تركيا تفقّدت 3 قواعد جوية على الأقل في سوريا، قبل أن تقصف إسرائيل المواقع بضربات جوية هذا الأسبوع، قد تنشر قواتها فيها كجزء من اتفاق دفاعي مشترك مزمع.

قاعدة “تي فور” الجوية بمحافظة حمص وسط سوريا، التي تعرضت لغارات جوية إسرائيلية مساء الأربعاء – وكالات

الوكالة نقلت عن مسؤول استخباري إقليمي ومصدران عسكريان سوريان ومصدر سوري آخر مطلع إنه في إطار التحضيرات، أن فرقا عسكرية تركية زارت في الأسابيع القليلة الماضية قاعدة “تي 4” وقاعدة تدمر الجويتين بمحافظة حمص، إضافة للمطار الرئيسي في محافظة حماة.

مسؤول المخابرات الإقليمي قال إن الفرق التركية قيّمت حالة مدارج الطائرات وحظائرها وغيرها من البنى التحتية في القاعدتين.

وفق مسؤول المخابرات والمصدران العسكريان السوريان فإن زيارة أخرى كانت مقررة إلى قاعدتي “تي 4” وتدمر، في 25 آذار/مارس الماضي، أُلغيت بعد أن ضربت إسرائيل القاعدتين قبل ساعات من موعد الزيارة.

وأشارت “رويترز” إلى أن المصادر رفضت الكشف عن هوياتها خلال مناقشة أمر هذه الزيارات التي لم يعلن عنها من قبل.

مسؤول المخابرات الذي عرض صورا للأضرار في القواعد الجوية أكد أن الضربات على قاعدة “تي 4″ دمرت المدرج والبرج وحظائر الطائرات وطائرات على الأرض و”بعثت برسالة قوية مفادها أن إسرائيل لن تقبل بوجود تركي موسع”.

وأكد مصدر سوري رابع مقرب من تركيا أن “قاعدة T4 لم تعد صالحة للاستخدام تماماً الآن”.

مساع تركية: ماذا إن فشلت؟

تعليقاً على الزيارات، فإن التقارير والمنشورات المتعلّقة بالتطورات في سوريا، سواء كانت حقيقية أو مزعومة، يجب ألا تؤخذ بعين الاعتبار ما دام أنها لم تصدر عن السلطات الرسمية، لأنها تفتقر إلى المصداقية وقد تكون مضللة، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع التركية.

“وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أبلغ مسؤولين أميركيين في واشنطن، الشهر الماضي، بأن الرئيس السوري، أحمد الشرع، لن يشكل تهديداً لدول الجوار”، بحسب ما قال دبلوماسي إقليمي كبير مقرب من تركيا ومصدر في واشنطن لـ “رويترز”

وذكر أحد المصدرين العسكريين السوريين أن فيدان ومسؤولين أتراك آخرين “أبلغوا الشرع في وقت سابق بأن أنقرة تدرس خطواتها بدقة نحو إبرام اتفاق دفاعي حتى لا تثير غضب واشنطن”.

وأكد مسؤول في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا لـ “رويترز” أن “تركيا، وليس إسرائيل، ستدفع أغلى ثمن بين دول المنطقة إذا حدث فشل أو زعزعة استقرار في سوريا، ويتضمن هذا مسألتي اللاجئين والأمن”.

في سياق ذلك، قال الباحث في الاقتصادي السياسي، الدكتور محمد السعدي، إن القواعد التركية لا يمكن أن تطبق على الأرض السورية، بسبب الموقع الجيوسياسي السوري، إذ ستهدد هذه القواعد الأمن العربي وبالتالي فإن الدول العربية لن تسمح لدمشق بأن تتحالف مع تركيا، مشيرا إلى أن دمشق تتصرف وفق رؤية عربية وليست إقليمية.

وأضاف في حديث سابق لـ “الحل نت”، أن “المسألة (القواعد العسكرية التركية في سوريا) لا تخصّ دمشق لوحدها، بل هي أمن قومي عربي اتفق عليه الشرع مع القيادة السعودية في زيارته للسعودية مؤخراً بأنها قضية غير قابلة للتفاوض أو المسايرة.”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة