في قرار أثار موجة من الجدل والرفض بين الأوساط السورية، أعلنت الأمانة العامة للشؤون السياسية (قسم جديد ضمن هيكلية وزارة الخارجية السورية) عن تشكيل مجلس تسيير أعمال اتحاد الكتّاب العرب.

القرار الذي صدر بشكل مفاجئ، قوبل برفض واسع، واعتُبر خطوة رجعية تقوّض ما تبقى من الاستقلالية المؤسساتية، وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء في ما يخص الحريات ولا سيما الثقافية والنقابية.

وانتقد العديد من السوريين، بمن فيهم محامون وصحفيون، هذا القرار، مشيرين إلى أن وزارة الخارجية السورية تبدو وكأنها تشدد قبضتها على كل أشكال الحياة السياسية والثقافية، وأن صلاحيات هذه الإدارة الجديدة داخل وزارة الخارجية، اي “الأمانة العامة للشؤون السياسية”، تبدو بلا حدود.

انتقادات للخارجية السورية

أصدرت وزارة الخارجية الخارجية مؤخرا قرارا بإنشاء “الأمانة العامة للشؤون السياسية”، وهي إدارة جديدة ضمن هيكلها. ستشرف هذه الإدارة على إدارة الأنشطة والفعاليات السياسية في البلاد.

إلى جانب المشاركة في وضع ورسم الخطط العامة للشؤون السياسية، والعمل على إعادة توظيف أصول “حزب البعث” وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والمنظمات التابعة لها واللجان المنحلة لخدمة المهام والمسؤوليات السياسية والوطنية.

وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام، تم نشر وثيقة تشير إلى أن “الأمانة العامة للشؤون السياسية” أصدرت قرارا بتعيين المجلس التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب في سوريا.

وبحسب الوثيقة المنشورة، ضم المجلس المعين: “محمد طه العثمان، محمد منصور، حسن عبد الكريم، فدوى العبود ، محمود عساف، جمال الشوفي، مروة حلاوة، محمد صارم، محمد سعيد العتيق”.

قرار الأمانة العامة للشؤون السياسية حول تشكيل مجلس تسيير أعمال اتحاد الكتّاب العرب- “سوشيال ميديا”

وقد أعلنت وجدان أبومحمود استقالتها من منصبها كرئيسة اتحاد الكتّاب في السويداء احتجاجا على هذا القرار.

كما أصدر حسام ميرو رئيس “حزب الدستور السوري” لكن بصفته الشخصية ككاتب، بيانا رفض من خلاله هذا التعيين وقال: هذا التعيين، الذي يضم أسماء جيدة، وبعضهم أصدقاء، أجده معيبا، فحتى في نظام الأسد كانت هناك انتخابات”.

انتقادات حادة

من جانبه، تساءل المحامي ميشيل شماس، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، عن سبب تدخل وزارة الخارجية في شؤون اتحاد الكتّاب العرب، مستغربا علاقتها بأي نشاط ثقافي أو سياسي داخلي من الأساس.

وأشار شماس، عبر منصة “فيسبوك” إلى أن ما حدث لا يخرج عن كونه تكرارا لنهج القيادة القطرية لـ”حزب البعث”، مُبديا استنكاره لتحوّل وزارة يُفترض بها التركيز على إدارة العلاقات الدولية، واستعادة الاعترافات، والعمل على رفع العقوبات، إلى جهة وصاية على الهيئات الثقافية داخل البلاد.

وأضاف شماس بالقول: “يبدو أن السلطة تسير على خطى نظام الأسد الإجرامي في الإطباق والتحكم بالمجتمع السوري من خلال التدخل بالأنشطة والفعاليات والنشاطات السياسية والثقافية والنقابية واتحاد الكتّاب وغيرهم”.

فيما كتبت إحدى الناشطات السوريات عبر منصة “فيسبوك”: “يبدو أن وزارة الخارجية الحالية عبر الأمانة العامة للشؤون السياسية تحولت إلى حزب البعث بنسخته الجديدة، حيث قامت بتعيين أعضاء اتحاد الكتّاب العرب”.

وتساءلت، “أين هو وزير الثقافة؟، صاحب الصوت المتهدج المتدلي.. عطوه دور أحسن ما يضل حبيس أيقونة “دمشق لنا إلى يوم القيامة”، مشيرة إلى أن ما يحدث يؤكد أن تداخل السلطات وتغوّل مؤسسات على حساب أخرى سيكون العنوان العريض للمرحلة الفوضوية التي تعيشها “سوريا المفيدة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات