وصل وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الخميس إلى العاصمة دمشق، حيث التقى بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وذلك بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في قصر الشعب في دمشق.

وقبل اللقاء بأحمد الشرع، عقد الصفدي مباحثات موسعة مع نظيره السوري أسعد الشيباني، حيث جرى نقاشات حول عدد من القضايا التي تهم كل من البلدين، وسط التطورات التي تشهدها الساحة السورية والمنطقة.

وزير الخارجية الأردني بدمشق

وعقب اللقاء، كتب الشيباني عبر منصة “إكس“: “نؤمن أن تعزيز التعاون السوري الأردني يصب في مصلحة شعبينا ويساهم في استقرار منطقتنا وازدهارها”.

رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني- “سانا”

يبدو أن زيارة الصفدي إلى دمشق في هذا التوقيت الحساس تحمل دلالات سياسية مهمة، لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة في جنوب سوريا وحلّ “اللواء الثامن”. كما ويعكس هذا اهتمام الأردن بإعادة ضبط علاقاته الأمنية والسياسية مع دمشق خلال المرحلة الانتقالية.

وضمن هذا السياق، أكد مصدر مطلع لصحيفة “النهار” أن الأردن لعب الدور الحاسم في إيجاد حلّ توافقي بين الإدارة السورية وقيادة “اللواء الثامن”، مع تجنيب المنطقة أي قصف إسرائيلي بسبب خرق أرتال الأمن العام حدود المنطقة المنزوعة السلاح التي رسمها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في وقت سابق.

ويشير المصدر إلى أن التدخل الأردني في اللحظة الأخيرة “منع الانزلاق نحو صراع مسلح”، كما ساهم في “الحفاظ على توازن النفوذ وحفظ المواقع”، لكن الأهم من ذلك أنه تمكن من “تحييد” الطائرات الإسرائيلية التي حلّقت فوق سماء المنطقة بينما كانت قوات الأمن تحاصر بصرى الشام.

ويعتقد المصدر أن الأردن قد يكون قدّم ضمانات لإسرائيل بأن دخول أرتال الأمن العام إلى بصرى الشام لن يهدد الأمن الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه “لا يمتلك أي تفسير آخر” لصمت تل أبيب.

رسائل سياسية

تُبدي عمّان انفتاحا على أي دور إيجابي في استقرار سوريا انطلاقا من سلامة أمن البلدين. لذا، ثمة رؤية داخل مركز صنع القرار الأردني تدعو إلى دور عربي وإقليمي، بما يضمن الاستقرار لسوريا ومنع اندلاع أي صراع أو أزمة أمنية جديدة داخل البلاد والتي قد يكون لها تداعيات سلبية على الدول المجاورة.

كما وتأمل عمّان في أداء دور فاعل ضمن إطار عربي مشترك يُسهم في إعادة بناء سوريا موحدة، تمثّل سلطتها جميع مكونات شعبها، وتضمن استمرارية عمل مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات الأساسية، وذلك وفقا لما أكده وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في أكثر من تصريح رسمي، وفق تقارير صحفية.

ولذلك فمن المرجح أن يكون الأردن، وبالتعاون مع دولة الإمارات، قد دفع بالفعل “اللواء الثامن” بجنوب سوريا إلى حلّ نفسه والانضمام إلى وزارة الدفاع السورية، خاصة أن هذا اللواء كان مقرب من عمّان وأبوظبي، وذلك في إطار دفع سوريا نحو الاستقرار السياسي والأمني.

أحمد العودة، قائد فصيل “اللواء الثامن” بجنوب سوريا- “إنترنت”

وبالتالي فإن زيارة الصفدي إلى دمشق اليوم، بعد حلّ “اللواء الثامن”، تعني أن الأردن يبعث بعدة رسائل، وهي أن لديه أولويات عدة، أبرزها العودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم.

إضافة إلى مكافحة الإرهاب، وخصوصا مواجهة الخلايا النشطة لتنظيم “داعش” الإرهابي، التي بدأت تحرّكاتها تتزايد في مناطق متفرقة من البادية السورية.

كذلك، وقف تهريب المخدرات عبر الحدود مع سوريا، لا سيما مع تصاعد أنشطة شبكات “الكبتاغون” التي تُعتبر خطرا مباشرا على الأمن الأردني الداخلي.

وأخيرا، ضمان وحدة الأراضي السورية ومشاركة جميع المكونات في قيادة البلاد، بما يمنع الانزلاق نحو سيناريوهات التقسيم أو صراع داخلي جديد بوساطة دول خارجية، وهو ما قد يهدد أمن المنطقة ككل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة