مع دخول الصيف.. أزمة الكهرباء تفاقم الأوضاع في الحسكة ومطالب بالرقابة على “المولدات”

منذ سنوات، تشهد سوريا أزمة في قطاع الكهرباء، حيث تفاقمت خلال 14 سنة من الثورة ونقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، إضافة إلى عدم صيانة الشبكات، ما أدى إلى تهالك الشبكة في سائر أنحاء البلاد.


وفي محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، انتشرت المولدات الخاصة في ظل الانقطاع التام للتيار الكهربائي، بعد انهيار الأبراج الرابطة بين الحسكة والطبقة، وانخفاض منسوب المياه في سد الفرات، حيث بات الاعتماد بشكل كامل على “الأمبيرات”.

تراجع في ساعات الوصل

دخول المولدات الخاصة، كحل لتفادي الأزمة في الحسكة، لم يكن سوى حل جزئي في ظل أوضاع معيشية صعبة، فيما تغيب الرقابة على أصحاب المولدات ما جعل الأهالي عرضة للاستغلال في الأسعار، إضافة إلى سوء تقديم الخدمة.

موالدة كهرباء في الحسكة – الحل نت

 وتشهد الأسعار في الحسكة ارتفاعا بين الحين والآخر، حيث رفع أصحاب المولدات الأسعار بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، تزامناً مع ارتفاع سعر “المازوت” الصناعي إلى ما بين 5 – 6 آلاف ليرة سورية، وظهور مشكلات في التوزيع والتشغيل.

عبد الله، وهو أحد سُكان حي غويران في الحسكة، اشتكى في حديث لـ “الحل نت” من تعطل مولدة الحي لأربعة أيام من دون وجود بديل. وأضاف: “من غير المعقول المولدة تعطّل كل هالفترة وما يتم تأمين بديل. نحنا بالصيف، والحر لا يطاق، ومو كل الناس عندها طاقة شمسية، لازم يكون في رقابة، لأن العالم ما عاد تتحمل الوضع”.

أما عبد الرحيم، أحد سكان حي الصالحية، أشار إلى ضعف التيار الكهربائي الناتج عن المولدات، وعدم قدرتها على تشغيل الأدوات الكهربائية، ما أجبرهم على تحمل تكاليف إضافية لمواجهة الطقس الحار، من هلال شراء “قوالب الثلج”.

وقال ياسر، الذي يعيش في حي الشريعة بالنشوة الغربية: ” يتحججون بالمازوت والمازوت يستلمونه ويبيعونه من بالسوق الحرة ويقللون ساعات التشغيل مشان يغطي على بيع المازوت ودائما يطفون قبل ساعة من الموعد”.

أحد أصحاب المولدات، قال لـ “الحل نت“، إن الإدارة الذاتية خفّضت حصة “المازوت” المخصصة للمولدة، مشيرا إلى عدم قدرته على تغطية ساعات التشغيل بشكل كاف، ما يسبب ضغطا من الأهالي عليهم، مؤكدا عدم قدرته على الشراء من السوق السوداء.

تحديد الأسعار

في سبل تنظيم خدمات الاشتراك بالمولدات الكهربائية، تم تحديد سعر الأمبير الواحد بـ 15 ألف ليرة سورية للفترة المسائية شهرياً و 55 ألف ليرة للاشتراك الصباحي، وذلك وفق نظامي اشتراك صباحي ومسائي يراعيان احتياجات المشتركين، خاصة خلال فصل الصيف، وفق مراسل “الحل نت” في الحسكة.

تم تحديد سعر الأمبير الواحد بـ 15 ألف ليرة سورية للفترة المسائية شهرياً و 55 ألف ليرة للاشتراك الصباحي – “الحل نت”

ويتيح الاشتراك المسائي تشغيل الكهرباء يومياً ضمن فترتين: الأولى تمتد من الساعة الثانية ظهراً حتى الخامسة عصراً، والثانية من السابعة مساءً حتى الثانية عشرة منتصف الليل.

بالنسبة للاشتراك الصباحي، يشمل ثلاث فترات تشغيل: من التاسعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، ثم من الثانية ظهراً حتى الخامسة عصراً، وأخيراً من السابعة مساءً حتى الساعة 12 ليلاً، مما يمنح المشتركين مرونة أكبر في الاستخدام اليومي خصوصا للمحلات والمتاجر المعتمدة على الكهرباء في عملها.

مكتب الطاقة التابع لـ “الإدارة الذاتية”، قال على موقعه الرسمي على مواقع التواصل، أن “سباب انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن الحسكة تعود إلى توقف خطوط التوتر القادمة من سد الطبقة نتيجة أعطال تقنية وفنية “، مشيراً إلى أن “العمل جارٍ لإصلاح الأوضاع، لكن لا موعد دقيق لعودة التيار”.

وبينما تزداد معاناة الأهالي يوماً بعد يوم، يطالب السكان بتوفير رقابة حقيقية على أصحاب المولدات، وضمان استمرار التشغيل وفق جدول واضح، إضافة إلى التدخل لضبط أسعار “المازوت” وضمان وصول الحصص كاملة للمولدات، لتخفيف العبء عن الأهالي في ظل صيفٍ شديد الحرارة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة