عاد اسم فرحان المرسومي للواجهة من جديد، بعد أن تداول ناشطون سوريون قراراً حكومياً يسمح له رسمياً بترخيص شركة لصناعة وتجارة التبغ والمعسل داخل سوريا. 

القرار الذي يحمل الرقم “530” والصادر عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أثار ردود فعل متباينة، بين انتقاد واستغراب وتساؤلات حول المعايير التي تعتمدها الحكومة في منح مثل هذه التراخيص، لا سيما بعد الجدل الذي أثاره عند لقائه وزير الثقافة الحالي وأخو الرئيس السوري، أحمد الشرع. 

شركة “المرسومي” 

بحسب نص القرار الصادر في 11 شباط/ فبراير الماضي، على الجريدة الرسمية السورية، بات بإمكان شركة “المرسومي للتبغ والمعسل” استيراد وتصدير وتوزيع منتجات التبغ والمعسل والسجائر، إضافة إلى المعدات اللازمة لإنتاجها.

ترخيص الشركة حمل اسم فرحان حمد بن محمد المرسومي، ورنا عبد الرزاق الموصللي، بقيمة 100 مليون ل.س. 

وأجاز الترخيص بيع هذه المنتجات بالجملة والتجزئة، والمشاركة في المناقصات مع القطاعين العام والخاص. 

اتهامات وتساؤلات حول شفافية القرار 

الصحفي فراس دالاتي انتقد على صفحته الشخصية في “فيسبوك” القرار، متسائلاً عن سر الاستثناء الممنوح للمرسومي الذي وصفه بـ”مهرب الدخان” المعروف بعلاقاته مع “الفرقة الرابعة” التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري الفار، بشار الأسد.  

أبواب السجل التجاري ماتزال مغلقة بوجه معظم السوريين، أشار دالاتي ساخراً، إلى أن إضافة السجائر الإلكترونية (الڤيب) تأتي ضمن حملة ساخرة أطلق عليها اسم “سوريا نحو الريادة”. 

موجة الانتقادات التي طالت المرسومي والحكومة لم تكن وليدة اليوم، إذ سبق أن أثار المرسومي الجدل قبل أشهر عندما ظهر وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح برفقة جمال الشرع شقيق الرئيس السوري في مضافته.  اللقاء آنذاك أثار تساؤلات حول النفوذ الحقيقي الذي ما زال المرسومي يتمتع به رغم سقوط النظام السابق. 

إلا أن الحكومة سارعت حينها بالرد على الموقف عبر بيان رسمي صدر عن الرئاسة السورية قالت فيه “ردًا على الجدل الذي أُثير مؤخرًا حول موضوع الفعالية التي جرت في مضافة المرسومي، وما تم تداوله عن وجود شخصيات حكومية في هذا السياق، نود التوضيح بأن السيد جمال الشرع لا يشغل أي صفة وظيفية في مؤسسات الدولة، ولا يتمتع بأي امتيازات رسمية”. 

وأضاف البيان: “نؤكد أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون، ولا يمنح أي شخص وضعًا خاصًا خارج إطار المؤسسات الرسمية واختصاصاتها”.

ومن الجدير بالذكر، أن المرسومي عُرف سابقاً كأحد الأذرع الإيرانية الفاعلة في سوريا، خاصة في محافظة دير الزور، حيث ساهم في تجنيد سوريين لصالح الفوج الإيراني “47”، وتورط وفق تقارير عدة في إدارة شبكات تجارة المخدرات والسلاح بالتنسيق مع الفرقة الرابعة. 

عودة المرسومي.. هل هي إعادة تدوير؟ 

عودة المرسومي مجدداً إلى المشهد الاقتصادي، في الوقت الذي كان فيه أحد أذرع إيران والنظام السوري في المنطقة، يثير تساؤلات ملحة حول جدية الحكومة الحالية في التعامل مع هذه الشخصيات.

فيما يرى محللون أن الحكومة الجديدة في دمشق، مازالت تحافظ على وجود الشخصيات الاقتصادية القديمة التي كانت تعمل تحت سلطة نظام الأسد وكانت واجهة اقتصادية له أو لإيران مثل المرسومي ومحمد حمشو وغيرهم. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة