في حين تٌحيي جماعة “الحوثي” ما تٌسميه “يوم الولاية”، من خلال فعاليات طائفية وشعارات مستوردة من التجربة الإيرانية، تتصاعد وتيرة التحذيرات من خطورة هذا النهج على الهوية الوطنية اليمنية، وارتباطه المباشر بأجندات خارجية تهدف إلى تكريس التبعية العقائدية والسياسية لإيران.  

وتثير هذه الاحتفالات حالة من السخط في أوساط اليمنيين، الذين يرون في هذه المناسبة ترسيخ للفكر الإيراني الطائفي، ومشروعها التدميري الدخيل على المجتمع اليمني، حيث تفرضها جماعة “الحوثي” بالقوة في مناطق سيطرتها.  

فكرة تناقض الدين والعقل  

مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور ثابت الأحمدي، قال في تصريح خاص لموقع “الحل نت”، إن فكرة “الولاية” التي تحتفي بها جماعة “الحوثي” ليست سوى “خرافة كهنوتية” تتصادم مع الدين والعقل.

وأضاف الأحمدي، أن هذه الفكرة تقوم على “نصوص ظنية لا يمكن أن تُبنى عليها مسائل مصيرية”، ومؤكداً أنها تتنافى كلياً مع الدين وكذلك الدستور اليمني ومبادئ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.  

المسؤول اليمني أوضح أيضا أن مفهوم “الولاية” ليس سوى “عقد داخلي خاص بسلالة معينة”، ولا يمكن فرضه على عموم المسلمين، مؤكداً أن جذوره ليست إسلامية حتى.

ويرى الأحمدي أن جماعة “الحوثي” تستخدم هذا المفهوم كأداة لفرض شرعية دينية جديدة، تمنحها غطاء لسلطتها القسرية، وتُعيد إنتاج الحكم السلالي في ثوب عقائدي مستورد، موضحاً أن ذلك “يشكّل انقلاباً على كل الثوابت الجمهورية، ويتعارض مع مفاهيم الدولة الحديثة”.  

طقوس إيرانية في اليمن  

وتُحيي جماعة “الحوثي” اليوم السبت 18 ذي الحجة من كل عام، الموافق 14 حزيران/ يونيو، فعاليات “يوم الولاية”، في جميع مناطق سيطرتها، بوصفه مناسبة مركزية في أدبياتها الطائفية، حيث تُرفع صور المرشد الإيراني وقادة “الحرس الثوري”، مع ترديد شعارات سياسية تؤكد انتماء الجماعة للمحور الإيراني.  

وتعمل هذه الاحتفالات على تكريس سلطة “الزعيم المؤيد من الله”، حسب معتقدهم، في وقت يرى فيه مراقبون أن ما يجري لا يعدو عن كونه محاولة لفرض ثقافة طائفية، دخيلة على المجتمع اليمني، وتبرير الحكم السلالي تحت لافتة “الحق الإلهي”.  

غضب يمني بسبب احتفالات “الحوثي”  

ومنذ عدة أيام، يبدي الكثير من اليمنيين غضبهم على مواقع التواصل الاجنماعي من احتفالات جماعة “الحوثي”، مؤكدين أن هذه الاحتفالات أدوات للتعبئة الأيديولوجية والتي تُستخدم لتجنيد الشباب في صفوف الجماعة، والزج بهم في معارك داخلية وخارجية تخدم أجندة إيران في المنطقة.  

كما يخشى اليمنيون اليوم، من أن استمرار هذه التعبئة الطائفية، والاحتفاء بالمناسبات التي لا تمت للثقافة اليمنية بصلة، تؤدي بلا أدنى شك إلى شرخ عميق في النسيج الاجتماعي، وتعيد البلد إلى أزمنة الحكم الإمامي، بعد أكثر من نصف قرن على قيام الجمهورية.  

وفي ظل هذا الواقع المأساوي، تبرز تساؤلات مشروعة عن الثمن الذي سيدفعه اليمنيون نتيجة هذه التبعية العمياء لطهران، وعن مصير الوطن الذي يُختطف اليوم باسم “الولاية”، فيما لا تزال طموحات اليمنيين في بناء دولة مدنية حديثة، تصطدم بجدران هذه الأفكار الظلامية لجماعة “الحوثي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة