سرقة الحوالات المالية في ديرالزور… هل تتم بالتواطؤ مع عناصر النظام؟

سرقة الحوالات المالية في ديرالزور… هل تتم بالتواطؤ مع عناصر النظام؟

ديرالزور (الحل) – تشهد أحياء مدينة #دير_الزور المأهولة (الواقعة تحت سيطرة النظام والمليشيات المولية له)، بروز ظاهرة سرقة الأشخاص لدى استلامهم حوالات مالية قادمة من محافظات أخرى إلى مكاتب تحويل بداخل الأحياء ذاتها، وسط غياب دور أجهزة النظام ومؤسساته الأمنية في ضبطها ومعاقبة الفاعلين.

يقول يوسف الظاهر 37 عاماً (من سكان حي #الجورة) لموقع الحل، إن “سرقة الحوالات المالية من أصحابها لدى خروجهم من مكاتب التحويل في المدينة، باتت ظاهرة جديدة تضاف إلى ظواهر “التعفيش والترفيق” وغيرها من الظواهر الأخرى التي انتشرت في مناطق سيطرة النظام في المنطقة، بالرغم من تواجد عناصر أمن ومليشيات في الشوارع التي تحدث بها هذه السرقات، وذكر الظاهر أنه كان ضحية لهذا الظاهرة، حيث تعرض للسرقة من قبل عصابة ملثمين في وضح النهار في مطلع الشهر الجاري، في إحدى أزقة شارع الوادي، بعد قرابة نصف ساعة من استلامه لحوالة مالية قدرها 35 ألف_ليرة_سورية، قادمة من #دمشق، تحت التهديد بالقتل من قبل أفراد العصابة، منوهاً إلى أن “دوريات الأمن العسكري والمخابرات الجوية لا تبرح المكان الذي تمت فيه السرقة مطلقاً” وفق تعبيره.

وتحدثت خولة الأسعد 34 عاماً (من سكان حي #الطب) أحد ضحايا سرقة الحوالات المالية أيضاً، لموقع الحل، قائلة، إن سرقة الحوالات المالية من أصحابها باتت أمر لا يطاق في ظل تهاون عناصر الأمن والشرطة عما يحدث، وخاصة أن مكاتب الحوالات تقع على مقربة من مراكزهم، وأشارت إلى أنها “تعرضت للسرقة في أواخر كانون الأول/2018 ، في حادثة مشابهة لحادثة السرقة التي تعرض لها المصدر السابق، حيث أوقفها ثلاثة شبان في مدخل شارع الطب، وطالبوها بعدم الصراخ ومنحهم الحوالة (25 ألف ليرة سورية) وإلا سيخطفون ابنتها الصغيرة التي كانت برفقتها، وما كان عليها إلا أن تنصاع لأمرهم، ليحرموها وأطفالها من مصروف شهر كامل” وفق تعبيرها.

محمد علي السالم 44 عاماً (من سكان #القصور) ضحية أخرى لهذه السرقات، تحدث لموقع الحل، قائلاً: إن “عدد الأشخاص الذين تعرضوا لهذه السرقات خلال الشهرين الماضيين فقط تجاوز 17 وبعضهم يعاني من عوز مادي كبير، فيكون المبلغ الصغير المرسل له من أحد أقاربه، بمثابة سند له في ظل غلاء الأسعار وارتفاع إيجارات المنازل وغيرها من متطلبات الحياة الأخرى، وعدم اتخاذ التدابير اللازمة من عناصر الأمن والمليشيات المسيطرة على معظم الأحياء للحد من هذه السرقات، يثبت تورطهم في ذلك، وفق وجهة نظر معظم الضحايا” على حد قوله.

وذكر السالم أيضاً تعرضه لإصابة في يده، أثناء مقاومته أفراد العصابة التي سرقت حوالته المالية المقدرة بـ 90 ألف ليرة سورية، في 12 الشهر الجاري، قبل أن يلوذوا بالفرار ويتركوه ينزف، ومفرزة أمن الدولة لم تكن تبعد سوى بضعة أمتار من مكان الحادثة، وفق وصفه.

وأشار المصدر إن “بعض الضحايا وجهوا اتهامات لأصحاب المحلات أنفسهم، بالتواطؤ مع عصابات لإعادة الأموال إليهم وسرقتها من أصحابها” وفق قولهم.

وتشهد أحياء مدينة ديرالزور المأهولة (القصور، الجورة، وهرابش) حالة فوضى وفلتان أمني كبير وانتشار لحالات السرقة في وضح النهار أيضاً ما يشكل استياءً عاماً من الأهالي وسط غياب دور أجهزة النظام ومؤسساته الأمنية في ضبط هذه الحالات ومكافحتها.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.