حذرت منظمة العفو الدولية (آمنستي)، أمس الاثنين، من تعرض السباحة السورية، سارة مارديني، ومتطوع ألماني خطر السجن لمدة 25 عامًا لمساعدتهما اللاجئين السوريين في اليونان.

وقالت المنظمة، في بيان اطلع عليه (الحل نت)، أنّ كل من سارة مارديني (25 عامًا) وشون بيندر (27 عامًا)، يواجهون سلسلة من التهم الجائرة التي لا أساس لها، وذلك خلال تطوعهما واكتشاف ومساعدة القوارب المنكوبة في ليسفوس.

اليونان تحاكم عمّال الإغاثة

تعتزم اليونان هذا الأسبوع، محاكمة العشرات من عمال الإغاثة المشاركين في عمليات إنقاذ لاجئين، بتهمة التجسس وإفشاء أسرار الدولة.

ويواجه 24 شخصًا متطوعون إلى “مركز الاستجابة للطوارئ الدولي” (ERCI) ، عقوبة تصل إلى ثماني سنوات في السجن.

وستبدأ محاكمة عمال الإغاثة في 18 من توفمبر/تشرين الثاني الحالي.

و“مركز الاستجابة للطوارئ الدولي”، هي مجموعة بحث وإنقاذ غير ربحية عملت في جزيرة ليسفوس اليونانية من عام 2016 إلى 2018.

كما يواجه عمال الإغاثة تهمًا جنائية، تشمل تهريب أشخاص، والانتماء إلى جماعة إجرامية، وغسل الأموال، وهي تهم يُعاقَب عليها بالسجن 25 عامًا.

اقرأ أيضا: “يُسرى مارديني”.. سباحة سوريّة تمثّل 80 مليون لاجئ بالعالم في أولمبياد طوكيو.

تهم هزلية للسباحة سارة مارديني

اتهم مدير المكتب الإقليمي الأوروبي في منظمة العفو الدولية، نيلز موزنيكس، في عام 2018، السلطات اليونانية بردع الناس عن مساعدة اللاجئين والمهاجرين.

مضيفاً، أن ذلك لا يمنع إيقاف عمليات الإنقاذ الأشخاص من القيام برحلات خطرة، بل يجعل هذه الرحلات أكثر خطورة.

وجاء اتهام كوزنيكس، عقب اعتقال السباحة السورية سارة مارديني وشون في عام 2018 بتهم عديدة، بما في ذلك التهريب والتجسس والاحتيال.

وأمضى الشابان أكثر من 100 يوم في السجن قبل إطلاق سراحهما بكفالة في كانون الأول 2018.

ووصلت سارة مارديني في الأصل إلى ليسفوس كلاجئة في عام 2015، عندما تعطل محرك القارب الذي كانت تستقله.

وجال صيتها، عندما أنقذت مع شقيقتها 18 راكبًا من زملائها من خلال جر القارب الغارق إلى بر الأمان.

وفي وقت لاحق، عادت إلى اليونان وتطوعت في منظمة بحث وإنقاذ يونانية، حيث التقت بشون، وهو غواص مدرب.

واكتشف الشابين القوارب المتعرضة للخطر قبالة الشواطئ اليونانية، ووفرا للركاب على متنها البطانيات والمياه.

واعتبر موزنيكس آنذاك، التهم التي يواجهانها هزلية، ولا ينبغي أبدًا أن تقدم للمحاكمة.

وكانت السلطات اليونانية رفضت رفع حظر السفر عن سارة مارديني (شقيقة السبّاحة يسرا مارديني)، وهي غير قادرة على حضور محاكمتها. 

إقرأ المزيد: بكفالة عالية: إطلاق سراح السباحة السورية سارة مارديني المتهمة بـ “تهريب” اللاجئين.

اليونان تنتهك حقوق الإنسان

اعتبر محامون أنّ القضية تعتبر مهمة، لأنها نظهر اتجها مقلقاً حول تجريم المدافعين عن حقوق الإنسان والمساعدين للاجئين.

وقالت الشريكة في مكتب محاماة “لي داي” تيسا جريجوري، «على أساس الأدلة التي رأيناها، نعتقد أن هناك انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان الخاصة بشون من قبل السلطات اليونانية، فيما يتعلق باحتجازه والتهم الموجهة إليه والتأخير في سماع قضيته بالمحكمة».

وطالبت تيسا جريجوري، السلطات اليونانية بمراجعة القضية لمنع أي انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.

وفي  آذار/مارس 2020 شدَّد خبير للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، أنه ينبغي على اليونان اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء العنف ضد المهاجرين وطالبي اللجوء على الحدود بين تركيا واليونان وتعزيز الحماية لهم.

كما أعرب غونزالس موراليس عن قلقه بشأن تفاقم العداء والعنف ضد العاملين في المجال الإنساني والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين الذين يعملون على منطقة الحدود وفي بحر إيجه اليوناني. 

وقال، «تتحمل اليونان مسؤولية ضمان حماية المهاجرين والأشخاص الذين يساعدونهم من التهديدات والهجمات. وينبغي على السلطات إدانة هذه الأعمال بشكل عاجل وضمان المساءلة بشأنها».

قد يهمك: اعتقال السباحة السورية سارة مارديني لإنقاذها لاجئين من الغرق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.