لم تنل المصالحات التي أطلقتها الحكومة السورية بإشراف روسي في ديرالزور مؤخراً،  رضا أهالي الميادين (شرقي المحافظة) بعد أن شملت عناصر سابقة في تنظيم”داعش” الإرهابي، ومتهمة بعمليات قتل بحق مدني المنطقة.

اعتراض الأهالي تجلى بشكل توترات واحتقان على مدى الأيام الخمسة الماضية، بين عوائل ضحايا أعدمهم التنظيم، وبين العائدين الجُدد.

محمد الخويلد  والد أحد الشباب الذي أعدمه التنظيم في مدينة الميدين في أواخر 2015، يقول لـ “الحل نت” إن “عودة عناصر سابقين في داعش من خلال عمليات التسوية الجارية،  يُعد استفزازاً لأهالي الضحايا الذين أعدامهم التنظيم سابقاً،  أو لايزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.

يتابع الخويلد “وما يثير الخوف أكثر هو الأخبار المتداولة بين أفراد من  الدفاع الوطني حول انضمام عناصر المصالحة الجُدد إلى صفوفهم، ولبعض المليشيات الأخرى المتواجدة في المنطقة”.

كما أشار  إلى أن  “الأيام القليلة الماضية شهدت حالات عراك ومشادات كلامية بين بعض أسر ضحايا التنظيم، وبين عناصر داعش المسُوى وضعهم الأمني، قبل أن يتطور لاستخدام السلاح، دون أي تدخل من قبل الجهات الحكومية أو القوات الروسية المتواجدة في المدينة”.

صمت روسي 

حميدة الحسون، قتل التنظيم زوجها في 2016 بحجة “التواصل مع جهات معادية”، تقول لـ “الحل نت” إنها “تطلب أشد العقوبات بحق عناصر داعش المسُوى وضعهم، لأن جميعهم متورطين بقتل زوجها، وبقية من قتلهم التنظيم أثناء سيطرته على المنطقة مسبقاً”، وفق تعبيرها.

 وحملت مسؤولية ما قد يحدث من إراقة دماء في المدينة،  للقوات الروسية والجهات الحكومية المسؤولة.

وأوضحت أن  “الوضع الراهن على شفا حفرة من النار”، وفق وصفها، مشيرة إلى أن “بعض الأهالي يتوعدون بالقصاص من العناصر الجُدد في حال لم تتم محاسبتهم”.

توتر واحتقان

من جهتها طالبت أم حميد من سكان بلدة الطيبة بأخذ الثأر من قتلة ولديها، وتقصد هنا، عناصر التنظيم الذين عادوا مؤخراً إلى المدينة من خلال تسوية أوضاعهم.

 واتهمت القوات الروسية بالتواطئ، من خلال السماح بعودة عناصر داعش، والسماح باندماجهم بين سكان المنطقة، بحجة عدم تلطخ أيديهم بسفك دماء المدنيين.

أحد المشرفين على عمليات المصالحة في مدينة الميادين (فضل عدم ذكر اسمه) أفاد لـ “الحل نت” أن  “تعداد من أجروا تسويات من عناصر التنظيم السابقين، تجاوز 50 عنصراً خلال الأيام القليلة الماضية، غالبيتهم من أبناء المدينة وبقية البلدات التابعة لها”. 

موضحاً  أنه “تم التأكد من عدم تورطهم في عمليات قتل وتنكيل تجاه المدنيين، وفقاً للأجهزة الأمنية التابعة للحكومة”.

تهديد ووعيد

وتعليقاً على ردات فعل ذوي ضحايا التنظيم تجاه العناصر العائدين، أكد المصدر السابق أن “القوات الروسية لم تبدي أي ردة فعل، ولكنها في صدد إصدار قرار، يقضي بعدم التعرض لأي عنصر عمل في صفوف قوات المعارضة السورية أو إحدى التشكيلات الجهادية بما فيها “داعش”، بعد إجراء التسوية، وأي مخالف للقرار  سيُعرض نفسه للمحاسبة والمسؤولية”.

الجدير بالذكر أن عمليات التسوية الجارية في ديرالزور بإشراف روسيا، ضمّت جميع المطلوبين وعناصر الفصائل العسكرية والتنظيمات الجهادية، ووفقاً لرواية الإعلام الرسمي التابع لحكومة دمشق، قد تجاوز تعداد العائدين إلى المنطقة 5000 آلاف شخص خلال الأسابيع القليلة الماضية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.