“التواجد العسكري في سوريا”.. أبرز أسباب التوتر الجديد بين روسيا وتركيا؟

“التواجد العسكري في سوريا”.. أبرز أسباب التوتر الجديد بين روسيا وتركيا؟

من بينها التواجد العسكري في سوريا وملفات أخرى، تشهد العلاقات التركية الروسية زخما واضحا في السنوات الأخيرة، في ظل التحديات الكبيرة، حيث تقع سياسة البلدين بين ” التحالف المستحيل والقطيعة غير المحتملة”، وفي الوقت نفسه كانت علاقتهما عاملاً أساسا في توجيه الأحداث السورية بشكل عام.

الخلاف التركي الروسي قديم ولا صدام بينهما

الكاتب والباحث السوري، فراس رضوان أوغلو، قال لـ “الحل نت”، أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم روسيا هذه الورقة، معتبرا أن هذا هو المنهج السياسي لروسيا وإيران كمسألة التواجد العسكري في سوريا.

وأوضح أوغلو، أنه الخلاف التركي الروسي في المسألة السورية قديم رغم توافقهما في العديد من المسائل. ولكنه أكد أن قرارات الدولتين لا تتصادم فيما بينهما.

اقرأ أيضا: القمة الروسية التركية… مباحثات المتورط والمنقذ

وأشار أوغلو، إلى أن هذه السجالات أصبحت طبيعية في الملف السوري. مبينا أن المسألة لا ترتبط بروسيا وتركيا فقط. وإنما بأطراف مهمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وأطراف أخرى مثل الدول العربية المحيطة.

ونوه أوغلو، إلى أنه حتى الآن لا يوجد حل للملف السوري. لاسيما في ظل الخلافات الناتجة عن التواجد الأمريكي في سوريا والذي يضغط على كل الأطراف.

وأكد أوغلو، أنه لا حل قريب إلا إذا فرضت الولايات المتحدة الأمريكية شروطها كما فعلت في ليبيا. وإلا سيبقى الخلاف والاختلاف في الملف السوري قائما بين عدة دول.

أنقرة تنفي ما ورد في بيان لافرنتييف

من جانبها نفت أنقرة ما ورد في بيان، ألكسندر لافرنتييف، الممثل الخاص للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لسوريا،، بعد اجتماع تنسيق “أستانة” في العاصمة الكازاخية، نور سلطان قبل أيام.

إذ تناول البيان، حديث ممثلي الجانب التركي في الجلسة عن مغادرة القوات التركية لسوريا حين تسمح الفرصة الأولى بذلك.

وتحدث مصدر لم يتم ذكر اسمه، لصحيفة “حرييت” التركية، الجمعة 24 كانون الأول/ ديسمبر، حول الشروط التي تضعها أنقرة للانسحاب من الأراضي السورية، والتي تعتبرها واضحة ويتم إيصالها في كل لقاء سوري.

وأشار المصدر، إلى أن “بعض الجماعات” ساهمت في نقل“رسائل شديدة الوضوح”، وتم تفسيره بشكل مختلف، وفق الصحيفة.

وهذه الشروط تتمثل، بتوافق جميع الأطراف على الدستور الجديد بما يحمي حقوق شرائح الشعب السوري كافة، وإقامة نظام انتخابي يمكن لجميع الفئات المشاركة فيه بحرية، وتشكيل حكومة شرعية بعد الانتخابات.

بالإضافة إلى قضاء هذه الحكومة على “التنظيمات الإرهابية” التي تستهدف وحدة أراضي تركيا على خط الحدود بين البلدين، ووضعها في إطار التنفيذ.

جميع الأطراف معنية باستقرار الوضع في سوريا

وفي مباحثات الجولة الـ 17 من أستانا والتي عقدت منذ يومين، أكد المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا خلاله اجتماعه مع الوفد التركي في 22 كانون الأول/ ديسمبر، أن “جميع الأطراف معنية باستقرار الوضع في سوريا. ولذلك تتحدث الدول الضامنة لعملية أستانا، إيران وروسيا وتركيا عن التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها”. 

وجاء ذلك، خلال لقاء الوفد التركي إلى أستانا برئاسة قسم سوريا في الخارجية التركية، سلجوق أونال. وأشار لافرنتييف، إلى ضرورة حل الصعوبات التي يواجهها الملف السوري.

وبين المبعوث الرئاسي الروسي، في مؤتمر صحفي، أن التعاون بين موسكو وأنقرة، يجري بشكل مكثف بما يخص الوضع في شمال سوريا، واتهم تركيا بأنها لم تقم بتنفيذ كل التزاماتها.

ولكنه استدرك قائلا: “لكننا نرى لديهم رغبة حثيثة في تسهيل هذه العملية”.

اقرأ أيضا: التهديدات التركية لشمال سوريا: هل هنالك مقايضة تركية-روسية على تسليم تل رفعت للأتراك؟

مصالح روسية تركية متداخلة

ومن المعروف أن المصالح التركية والروسية متداخلة جداً في العديد من الملفات منها إقليمية ودولية متعددة. مثل الملفان السوري والليبي، والحرب بين أذربيجان وأرمينيا، وصولا إلى التطورات المتعلقة بملفي أوكرانيا وبولندا.

إضافة إلى أنهما يسيران باتجاه عقد صفقة لشراء منظومة الصواريخ الروسية “إس 400″، وفق وسائل إعلام تركية.

إضافة إلى وجود تقاطع اقتصادي كبير،  يتعلق جزء منه باتفاق مشروع خط الغاز الطبيعي “السيل التركي”، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، وهو الذي يركّز عليه الأتراك والروس تركيزا كبيرا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.